حجاب المرأة أمام إخوان زوجها.. بين تمسك الزوجة ورفض الزوج
2005-10-12 11:22:36 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
خطبني أخو زوج أختي، وأنا الآن في فترة الخطوبة (بعد الملكة)، في حديثي معه من فترة قال لي: كيف سيكون غطاؤك أمام إخواني؟ فقلت له: سأغطي وجهي مثلهم مثل أي رجل غريب عني فوافق على ذلك وارتاح لكلامي.
بعد فترة كنت في زيارة معه عند أهله، قال لي أنه صعب أن أغطي وجهي عن إخوته، وأن هذا سيضايقهم، وهذا الكلام حدث بعد أن حدّث أمه بما صار فقالت له: لا يمكن لها أن تغطي لأن هذا سيجلب لنا المشاكل، بالإضافة إلى أن أختي زوجة أخيه لا تغطي على إخوته، رفضت ذلك.
ذهبت عند أهله، جلست مع والده وأخواته قليلاً، تعمدوا إدخال أخيهم فجأة علي في وجود خطيبي، وعلي معرفته لأنه يجب أن يجلس مع والده ويسلم عليه، وأبدوا استغرابهم أني رفضت ذلك، وقمت بغطاء وجهي، والنظرات ترمقني من كل صوب، وعمي طلب مني إزالة الخيمة، وكذا أخته وأظهر أخوه إحراجه وانزعاجه فلم يجلس للحظات وخرج.
وما زال يناقشني بذلك وأنا متمسكة برأيي، ورافضة بشدة وأقنعه بأهميته، مع العلم بأنه كان يريدني أن أتغطى عنهم إلا أن أمه وأهله غيروا رأيه، فهو صغير في عمره (23)، غير أن أمه ووالده صوفيان وليسا سنيين.
ماذا أفعل؟ سخروا مني وقال لي أنني سوف آكل بعد ذلك إذا تمت دعوتنا في بيت عمي مع الخادمات، مع أنه سيكون لي بيت خاص في عمارة عمي، ماذا أفعل فهو يقول لي الآن أنه خارج إلى بعثة في بلاد الغرب وأنني سأضطر إلى كشف وجهي هناك، فمن الأولى أن أكشف على إخوته؟ لكن صدقوني أن أختي تقول لي أساس المشاكل التي تنشأ في بيت عمي سببها كشف الوجه، فهم أجبروها على الكشف على زوج ابنتهم وأولاد عمهم وخالاتهم وأخوالهم وهكذا؟
والغطاء ليس إلا في الشارع فقط لا غير إلا على أرض السعودية، هل أكشف حفاظاً على كرامتي؟ أم أستحمل المهانة من أجل حجابي؟ فزوجي يرى أنه بما أنني أسمع الأغاني، فما فائدة الحجاب؟ وأنا قلت: إن كشفت على إخوتك فسوف أكشف على كل رجال الأرض، على العلم من أني تربيت وسط والدي فقط، لم يكن لدي إخوة أو أخوال أو أعمام من الرجال حتى طبيب الأسنان لا أكشف له سوى فتحة فمي، فما أفعل معهم؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدّر لك الخير، ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويُعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
فإن كرامتك في الحفاظ على دينك وحجابك، ونحن نعيش في زمان القابض فيه على الدين كالقابض على الجمر، وبدأ الدين غربياً وسيعود غربياً كما بدأ فطوبى للغرباء الذين يصلحون إذا فسد الناس، وسوف تنجلي هذه الأزمة بتوفيق الله بقليلٍ من الصبر والثبات، والاستعانة برب الأرض والسماوات، وذلك لأن سلطان العادات سرعان ما يتحطم أمام جمود وإصرار المؤمنات، فعليك بالثبات على الحق مع حسن الأدب ولطف العبارة، وصدقت أختك في قولها: إن سبب المشاكل هو كشف الوجه، فإن الجلسات مع الحميان لها دورها الخطير في خراب البيوت وانتشار الخيانات، ولا عجب فإن رسولنا صلى الله وسلم سُئل عن الحمو فقال: (الحمو الموت)، ولا شك أن خطورة الحمو أنه لا يتهم في دخوله وخروجه، والجلسات العائلية فيها الضحكات والنكات والنظرات، وإذا جلس النساء مع الرجال حاول كل طرف إظهار أحسن ما عنده، بل إن الدراسات الحديثة تُثبت أن هناك أشعة تنطلق من الرجل إلى المرأة فتوثر عليه، وكذلك العكس.
وأرجو أن لا تقولي له أهلك كذا وكذا، فإنك مطالبة بالثبات على الحق دون التدخل في أحوال أهله، ولا تقولي له أنت تسمع كلامهم، ولكن ذكريه بأن طاعة الله أعلى وأن طاعة الله أغلى، وأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
واحفظي لسانك عن الإساءة لأحد، واعلمي أن كلامهم لن يضرك، وأكلك مع الخادمة لا ينقص من قيمتك عند الله، وقد كان أشرف الخلق يأكل مع الخادم والصغير، وكان يجلس على الأرض في تواضعٍ لله، وثقي بأن أكلك مع الخادمة مع طاعتك لله أولى من جلوسك على أكبر موائد أهل الأرض إذا كان فيها عصيان.
والمؤمنة تتقي الله حيثما كانت؛ لأن ذلك توجيه النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ وأبي ذر رضي الله عنهما، ويؤسف الإنسان أن يقول إن بعض الناس إذا ذهب إلى بلد لا يُعرف فيه تنكر لقيمة وتنصل من دينه، وهذا دليلٌ على أنه ما كان يعبد الله وإنما كان يخاف من الناس -والعياذ بالله-.
وليت الفتاة المسلمة تعلم أن الحجاب ليس عادة من العادات ولكن طاعة لرب الأرض والسماوات، وأن المؤمنة لا تملك أمام أحكام هذه الشريعة إلا أن تقول سمعنا وأطعنا.
وأرجو أن تسيري على طريق الحق، ولا تستوحشي لقلة السالكين، ولا تتنازلي عن حجابك مسايرةً لأهواء الهالكين.
نسأل الله لك السداد والثبات والخير والرشاد.