مشكلتي في التردد وعدم الثبات على موقف!

2020-01-29 02:24:49 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحسن الله إليكم على ما تقدمونه.

مشكلتي تتمثل في التردد وعدم الثبات على موقف، ولعلي أذكر لكم مثالا واقعيا يحدث لي في هذا الأمر: وهو وضع صورتي الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي!

هذا الأمر أتعبني جدا، فإني أضع صورتي الشخصية على مواقع التواصل اليوم مثلا، ولا يطلع علي نهار الغد إلا وأحذفها، وأضع صورة أخرى مثل صور الطبيعة والبحر ونحو ذلك!

وهكذا دواليك يتكرر معي نفس الأمر، ولم أستطع التغلب عليه.

هذا التردد وعدم الثبات على موقف يشمل أمورا كثيرة في حياتي، وأكثر مسألة هي مسألة الصورة كما ذكرت لكم.

أرجو منكم إجابتي عن موضوع الصورة، وهل الأصح أن أضع صورتي أم العكس حتى أنطلق في علاج نفسي بعد ذلك بالمقاومة والإرادة، المهم أن أعرف ما هو الصواب.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ابن القيم المشرقي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك ابننا الفاضل في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونؤكد لك أن إقدامك على السؤال ممَّا يدلُّ على أنك سوف تتعافى من التردُّد بحول وقوة الكبير المتعال، ونسأل الله أن يُصلح الأحوال، وأن يُحقِّق لنا ولكم في طاعته الآمال.

بالنسبة لموضوع الصورة فالأفضل عدم وضعها، والاكتفاء بالمناظر الطبيعية، ففي عدم وضع الصورة إغلاق لباب الوسوسة والتردد، ونحن في زمانٍ لا نشجع فيه وضع صور لنا أو لأولادنا أو للطعام الذي نأكله، والإنسان لا يربح من وراء ذلك، ولكنه قد يخسر ويتضرر من سوء استخدام الأشقياء للصور أو من مشاركة العين والحسد إلى ما وهبنا الله من النعيم، والعين حق، ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين.

وحتى نتعاون في علاج ما يعتريك من التردد نحن بحاجة إلى معرفة ترتيبك في الأسرة، ونمط حياة الأسرة، والمواقف والذكريات العالقة من الطفولة، وطريقة تعامل الوالدين معك ومع أخواتك، وثقافة الأسرة في التعامل هل تميل إلى الحرمان أو النقد؟ وماذا عن التواصل الاجتماعي داخل الأسرة الكبيرة؟ يعني: مع الأعمام والأخوال والخالات والعمّات، ونؤكد لك أن كل إنسان فيه نقص، ولكن من الظلم لأنفسنا أن نحقّرها ونعظّم قدرات الآخرين، وتواصلك المستمر مع الموقع دليل على أنك إنسان متميّز، وسوف تتجاوز عقبة التردد بحول الله وقوته.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

www.islamweb.net