ما هي أعراض الاكتئاب؟

2020-02-09 03:45:57 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد أن أسأل عن أعراض الاكتئاب، فقد كانت تصيبني نوبة بكاء، ويصاحبها شعور بالكسل والوهن والخمول، وصرت أقلل من قيمة نفسي، وأحس بالذنب بشكل كبير، وتنتابني فكرة أن كل شيء كان سيكون جميلا لو ما كنت أعاني من هذه الأمور، وصرت أهتم بأشياء كثيرة كنت لا أهتم بها، وأصبحت أعاني من اللامبالاة، وصار نومي غير منتظم، وأشعر بالغربة تجاه نفسي، وكأنني لست شخصي السابق!

هل هذه أعراض اكتئاب؟ وما هي درجته؟ وما الحل؟



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Asma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
أنت في مرحلة في الحياة فيها تغير كبير في الجسم، وفي مستوى الهرمونات، وعلى المستوى النفسي والوجداني والعاطفي مراحل تمثل بداية التكوين الحقيقي نحو الإدراك ونحو التطوير النفسي والفكري.

هذه المرحلة تتصف بتنازعات شديدة أيضاً، الإنسان يتساءل حول نفسه، حول هويته، حول انتماءاتها، ماذا يحمل له المستقبل، فهذا كله قد يدخل الإنسان في نزاع نفسي كبير، وأعتقد أن هذا هو الذي حدث لك.

ليس لديك اكتئاب بمعنى الاكتئاب، لكن هنالك قلق توقعي، وشيء من الفكر الوسواسي الذي جعلك تعيشين في شيء من عسر المزاج وعدم الارتياح؛ لأن التجربة تجربة بالفعل هي غريبة، وإن كانت طبيعية في مرحلتك العمرية فأنت إن شاء الله ليس لديك اكتئاب، هذه التقلبات المزاجية الوهن، والكسل، والخمول أنا أعتقد أنها قلقية وسواسية مع شيء من عسر المزاج لم يصل إلى المرحلة الاكتئابية الكاملة.

أرجو أن تقومين بأنشطة جسدية منتظمة، ممارسة الرياضة، تديرين وقتك بصورة جيدة، تكونين صارمة جداً مع نفسك أن لا تنامي في فترة النهار أبداً، والاستيقاظ مبكرا لصلاة الفجر، ثم بداية اليوم الدراسي بكل إقدام.

التفاعل مع أعضاء الأسرة، الحرص على بر الوالدين، بناء صداقات جيدة مع الصالحات من البنات، الترفيه عن النفس بما هو جيد، وإدارة الوقت بصورة جيدة مثلاً النوم يمكن أن ينظم من خلال تنظيم الساعة البيولوجية عند الإنسان، أن تستيقظين مبكراً، أن تنامين ليلاً مبكراً، أن تتجنبي النوم النهاري، أن تمارسي أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، أن تحرصين على أذكار النوم، أن لا تتناولي الميقظات كالشاي والقهوة في فترة المساء.

أمور بسيطة جداً لكنها تحافظ على صحتنا بل ترتقي بصحتنا النفسية، لأننا الآن أيتها -الابنة الفاضلة- لا نتكلم فقط عن عدم وجود أعراض نفسية، نتكلم عن الارتقاء بالصحة النفسية، أن يكون الإنسان صحته النفسية راقية متطورة يحس بالفرح، يحس بالإيجابية يحس بالسعادة هذا هو الذي نبتغيه، فأرجو أن تطبقي ما ذكرته لك، وهذا إن شاء الله تعالى ليس اكتئابا، لكنه يمكن أن يتحول إلى اكتئاب إذا تقاعست ولم تديري وقتك بصورة صحيحة ولم تدخلي على نفسك نشاطات مختلفة كالرياضة مثلاً، وأن تكوني دائماً متفائلة، تجتهدي في دراستك، أن تكون لك آمال مستقبلية هذا هو الذي أرشدك إليه وهذا هو الحل.

وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

www.islamweb.net