أصبت بالاكتئاب بعد وعكة صحية أقعدتني بالبيت، فما الحل؟

2023-02-12 22:07:42 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أعاني حاليًا من اكتئاب يأتي كل فترة مرة أو مرتين في الأسبوع، أشعر بالحاجة للبكاء الشديد، مع عدم السيطرة على نفسي، ولا أستطيع التفكير في أي أمر، مع الشعور بالوحدة، كل هذا بدأ معي منذ ثلاثة أشهر.

أنا مغترب في أمريكا، متزوج وعندي طفل -ولله الحمد-، بدأت كل هذه الأمور عندما تغير عملي وترفعت فاختلفت أوقات العمل، يعني في الأسبوع أعمل كل يوم بشكل مختلف عن الآخر، يوم صباحي ويوم مسائي، ويوم من الفجر إلى الظهر.

ذات يوم مرضت وأصابتني حمى، وجلست في المنزل لمدة أسبوع -وهنا الطامة الكبرى- بدأت أشعر بالاكتئاب وعدم الشعور بالسعادة، ووجع في أسفل ظهري إلى كتفي، من قبل كنت أتمنى أن آخذ يومًا إجازة لكي أمرح وأجلس مع عائلتي، وأذهب في رحلة لتغيير الجو، وحاليًا أخاف أن آخذ إجازة، وأريد دائمًا أن أملأ وقتي بأي شيء.

لا أستطيع الجلوس لوحدي، يجب أن أتكلم مع أحد، أو أن أشغل عقلي بأي شيء، علماً بأنه لا يوجد لدي أصدقاء سوى صديق واحد يكبرني بـ ١٥ سنة.

في أيام العطلة الأسبوعية يجب عمل أي شيء يجعلني مشغولاً وأتكلم مع أي شخص، لا يهمني إذا كنت مرتاحًا له أو لا، فقط أريد التكلم والتحدث، ولكن هذا لا يشعرني بالتحسن، فقط يشغلني لفترة.

زوجتي تتحملني، لكنها بحكم الحياة الصعبة هي أيضا مشغولة في عملها، نكاد لا نرى بعضنا بسبب عملي وعملها، فأوقات الدوام مختلفة، وعند النوم ألجأ لأخذ دواء يساعد على رفع هرمون النوم melatonin في بعض الأحيان، عقلي يتعب من التفكير، أشعر بالجنون من كثرة التفكير، ومن قلة النوم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محيي الدين حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التقلبات المزاجية أمر شائع بين البشر، ولا يبقى الحال على ما هو عليه دائمًا، بعض الناس لديهم قوة الملاحظة حول مشاعرهم، خاصة العُسر المزاجي، تجدهم يُلاحظونه كثيرًا، ولا يُلاحظون أبدًا أوقات الانشراح أو الاسترخاء المزاجي النسبي، أنا أعتقد أنك ربما تكون من هذا النوع من الناس، بمعنى أنك تتحسَّس ساعات العُسر المزاجي أكثر من تحسُّسك لساعات الراحة النفسية.

أخي الكريم: يجب أن تتذكّر إيجابياتك، فأنت مُثابر على عملك، حتى وإن أدّى هذا لانعزالك اجتماعيًّا، لكن العمل مهمّ وضروري، ويمكن من خلال عملك أن تبنيَ علاقات اجتماعية؛ لأن التواصل الاجتماعي نعتبره أمرًا ضروريًّا جدًّا لأن يشعر الإنسان بالسعادة، كذلك القيام بالواجبات الاجتماعية والتواصل الاجتماعي هي من الضروريات، وتكون الصحة النفسية في أحسن ما تكون، فأريدك أن تحرص على هذه الجوانب، وحتى في خارج عملك إن لم تستطع التواصل مباشرة مع أصدقاء، يمكن أن تتواصل عن طريق وسائل التواصل المتوفرة الآن، أصدقاؤك في بلدك، أهلك، الآن الناس منتشرون حول العالم الافتراضي (وسائل الاتصال).

أكثر من التواصل الاجتماعي هذا يُساعدك كثيرًا، ويجب أن تعطي للرياضة وقتًا، مهما كنت مشغولاً يجب أن تُخصص وقتًا للرياضة؛ لأن الرياضة تقوّي النفوس كما تقوّي الأجسام، وتحسِّن التركيز، وتُحسِّن النوم، وتُحسِّن المزاج، وقد ثبت تمامًا الآن أن الرياضة تُغيّر كيمياء الدماغ لدى الإنسان، تغيرها تغيرات إيجابية.

إذن ما تحتاج إليه:

- التفكير الإيجابي.
- عدم تحسُّس السلبيات فقط.
- النظرة المستقبلية الإيجابية.
- القيام بالواجبات الاجتماعية.
- الإكثار من التواصل الاجتماعي.
- ممارسة الرياضة.

أنت لديك أسرة، وزوجة، ولديك طفل، وهذه نعم عظيمة يجب أن تتحسّسها وتشعر بها وتعظم من قدرها وتحمد الله تعالى عليها.

الصلاة في وقتها، والحرص على الأذكار، مهمّة جدًّا، وكذلك الورد القرآني اليومي، هذه صمامات أمان عظيمة للإنسان من التوترات والنوبات السلبية في المزاج.

يمكن أن تتناول دواءً بسيطًا جدًّا يسمَّى (ترازيدون) هو في الأصل مضاد للاكتئاب، ويُحسِّن النوم، ويُحسّن المزاج، ولا يؤدي إلى الإدمان، وأنت تحتاج له بجرعة صغيرة جدًّا، (خمسون مليجرامًا) ليلاً، وهو لا يتعارض مع الميلتونين، الذي حقيقة لم يثبت جدواه الحقيقي في تحسين النوم لدى الكثير من الناس، لكن لا مانع أن تتناوله مع الترازيدون، الترازيدون يمكن أن تستمر عليه لمدة ثلاثة أشهر بجرعة خمسة مليجرام ليلاً، ثم تجعلها خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله.

طبِّق التمارين الاسترخائية مع الرياضة -كما ذكرتُ لك سلفًا- وتمارين الاسترخاء -خاصة تمارين التنفس المتدرِّجة، وكذلك تمارين شد العضلات وإطلاقها- تؤدي إلى سلاسة في التفكير، وتركيز أفضل. فطبِّق هذه التمارين وتُوجد برامج كثيرة جدًّا على الإنترنت توضِّح كيفية إجراء هذه التمارين، كما أن إسلام ويب أعدت استشارة رقمها: (2136015) أوضحنا فيها كيفية تطبيق هذه التمارين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net