أشعر أني لست في الحياة الواقعية! وكأني في حلم!
2020-03-26 05:16:05 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أشعر وكأن الحياة عبارة عن حلم، وكل ما يجري من حولي هو جزء من حلم طويل، وكأنني في غيبوبة!
أصبحت أخشى أن أوذي نفسي كثيرا، لأني أفكر بالانتحار حتى أتمكن من الخلاص من هذا الحلم أو من حالتي النفسية.
مررت بفترة من مرض الاختناق، حيث قال جميع الأطباء أن ليس بي شيئا، خشيت أن يكون هذا مرضا لا أجد علاجه!
تعبت نفسيتي إثر ذلك! الآن تشافيت من الاختناق لكن ازدادت اضطراباتي النفسي كثيرا، عمري 18 سنة، أخشى المستقبل وأجده مجهولاً، لم أكن سابقا راضية عن حياتي، كنت أرغب أن أعيش بعيدا عن هذا البلد الذي يكثر فيه القتلى، عانيت اليتم والفقر في حياتي، هواياتي لم أستطع تحقيقها كوني أنثى في مجتمع شرقي، إثر ذلك تعبت حالتي النفسية، وكنت في تفكير وقلق دائم حول كل ما يجري حولي!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Fatima حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاك الله خيراً، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.
مشاعر التغير التي تحدثت عنها أو ما نسميه التغرب عن الذات أو الانفصال عن الواقع، أو ما يسمى باضطراب الآنية هو نوع من القلق النفسي الذي يحدث لكثير من الناس خاصة في فترة اليفاعة وبدايات الشباب ومراحل المراهقة هو نوع من التغيير؛ لأن هذه الفترة أيضاً تتميز لدى بعض الناس بشيء من عدم الاستقرار، اضطرابات الهوية، اضطرابات الانتماء، أمور كثيرة من هذه الشاكلة قد تحدث لكنها مؤقتة ولا شك في ذلك.
ليس هنالك ما يدعوك للتفكير في الانتحار هذا أمر مؤلم جداً، أعتقد أنك قد حملت الموضوع أكثر مما يتحمل، أو قد وصلت لمرحلة من التشاؤم غير المبررة، الدنيا بخير يا ابنتي ونحن الحمدلله تعالى في أمة الإسلام، ولا تحتجين أبداً على أنك في مجتمع شرقي، مجتمعاتنا -إن شاء الله- بخير، ونحن الذين نبنيها، ونحن الذين نجعلها -إن شاء الله تعالى- تكون على أفضل الثوابت وأفضل المعايير الأخلاقية والتربوية، واجعلي لحياتك هدفا، وهدفك في هذه المرحلة يجب أن يكون هو المتميز الأكاديمي في هذه المرحلة الطلابية.
اشغلي نفسك بما هو مهم، سوف تتجاوزين هذه الحالة التي تعيشين فيها إذا سخرت طاقتك وتوجهاتك وكان لك النية الصادقة والعزم والقدم السليم نحو التغيير، نظمي وقتك وهذا أهم شيء، نامي النوم الليلي المبكر، النوم الليلي المبكر يؤدي إلى استرخاء تام في الجسد، ويؤدي إلى ذهاب الإجهاد النفسي والجسدي، ومن خلال ترميم الدماغ يستطيع الإنسان أن يحسن تركيزه حين يستيقظ مبكراً، تؤدي صلاتك وتتجهزين وتدرسين لمدة ساعة في الصباح، تستبشرين بهذا كله؛ لأن البكور فيه بركة، ومن يستفد من طاقته في فترة الصباح يجد أن بقية اليوم قد كان سلسلاً وجيداً وإيجابياً، مارسي أي تمارين رياضية تناسب الفتاة المسلمة، شاركي أسرتك بكل الأنشطة الأسرية بل ساهمي في بناء أسرتك وإسعادها، وبر الوالدين يجب أن يكون على رأس اهتماماتك، هذه هي الحياة، والحياة طيبة وجميلة.
لا تتشاءمي -وإن شاء الله تعالى- يعود الاستقرار والخير والأمن والأمان لبلادكم، هذه دورات في التاريخ معروفة، هذه التقلبات وتداول الأيام بين الناس أمر معروف وسنن من سنن الكون فلا تنزعجي، أنت صغيرة في السن وإن شاء الله تعالى أمامك مستقبل رائع ورائع جداً، هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.