لا أستطيع لمس المخبوزات ولدي رهاب من مقابلة الأشخاص!

2020-03-31 03:23:10 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

لدي مشاكل من بعض الأشياء في حياتي مع أنها أشياء طبيعية وعادية، ولكني مرتعد منها وخائف:
أولاً: لدي مشكلة مع رائحة المخبوزات ولا أتقبلها ولا أتقبّل لمسها أبداً، وأُصاب بالاشمئزاز منها، حاولت عدّة مرات أن أتقبل أو ألمسها ولكن كانت صحتي تتدهور كل ما أردت تجريبها فأشعر برغبةٍ في التقيؤ، أو عند لمسها لا أستطيع يأتيني شعورٌ بالتقزز منها.

ثانياً : لدي رهبة في الأكل أمام الناس ولا أعرف لماذا؟!

ثالثاً : لديّ خوفٌ من كل شخص عرفته من قبل أو كان صديقاً لي لا أستطيع أن أقابله ولا أحب النظر إليه.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ M-HJ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

علتك هذه تُسمَّى بقلق المخاوف الوسواسي، وهي موجّهةً نحو أشياء مُعيّنة، مشكلة رائحة المخبوذات – كما تفضلت – كذلك الرهبة من الأكل أمام الناس، والخوف من كل شخص عرفته من قبل.

هذه – يا أخي – وساوس ومخاوف غير منطقية، الإنسان يجب ألَّا يقبل الأمر الغير منطقي، عملية فكرية معرفية بسيطة جدًّا إن طبَّقتها سوف تتغيّر كثيرًا، ما الذي يجعلك تتقزّز من هذه المخبوزات وهي أطعمة جميلة وكل الناس تأكلها، وعلى العكس تمامًا هذه المخبوزات بعضها رائحتها جميلة جدًّا، ربما تكونَ قد مررت بتجربة سلبية، حدث لك مثلاً اختناق من تناول أحد هذه المخبوزات، أو تقزّزت من شيء مُعيّن رأيته من أحدٍ في إحدى محلات المخبوزات التي لم تكن جيدة وصحيّة، ... وهكذا.

إذًا هي تجربة متعلّمة ومكتسبة جعلتك تتقزّز من المخبوزات الآن، والشيء المتعلَّم يُفقد من خلال التعلُّم المضاد.

فإذًا أقْدِم على هذه المخبوزات، ويا حبذا لو قرأت عنها، وحاولت أن تُحضّر بعضها بنفسك، لأن الإنسان إذا اقترب من الشيء وأدركه وعرفه لا يشمئز منه، هذه تمارين سلوكية معروفة.

والأكل أمام الناس درِّب نفسك عليه، وكُلْ مع أفراد أسرتك، مع أصدقائك، وحاول أن تتعلَّم مضغ الطعام جيدًا، تُسمِّ الله تعالى في بداية الأكل، تحمد الله في نهاية الطعام، أسس تربوية بسيطة جدًّا تجعل الإنسان يتخلّص من مخاوفه ومن توتراته.

أما مشكلتك الثالثة وهي خوفك من كل شخص عرفته من قبل: لا، لماذا هذا أخي الكريم؟ بل تعرف في المثل الشعبي يقال: (الذي لا يعرفك يجهلك)، يعني مَن عرفته تأمن منه وتستريح له. هذا الفكر فكر شاذ جدًّا، لا تقبله، بل العكس المسلم أخو المسلم، والناس تعيش في جماعات، وتكوّن صادقاتٍ وتكوّن معارف، والإنسان السعيد هو الذي يجد مَن يُؤازره ويُؤاخيه، فأنت محتاج لتغيير المفاهيم.

ويسعدني أيضًا أن أصف لك دواء مضادا لقلق المخاوف الوسواسي، وسوف يفيدك كثيرًا، الدواء يُعرف باسم (سيرترالين) وهو دواء غير إدماني، وسليم، تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم تجعلها حبة واحدة ليلاً – أي خمسين مليجرامًا – استمر عليها لمدة شهرٍ، ثم تجعلها حبتين ليلاً لمدة شهرين، ثم اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net