الدوخة لا تفارقني، هل للقلق سبب في ذلك؟
2020-04-08 02:26:00 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
عندي دوخة في بعض الأحيان، بعد الفحوصات قال لي الطبيب لا شيء عندك سوى أمور نفسية، وقال: القلق يسبب لك ذلك.
أعطاني deroxat لمدة شهرين ومعه سيلبيريد لمدة 15 يوما.
خفت من استعمال deroxat فاستعملت فقط السيلبيريد، وهو يحسن من حالتي مؤقتا.
سؤالي: هل بإمكاني استعمال السيلبيريد لمدة طويلة مثلا شهرين، وهل أستطيع تناول 150 مغ في اليوم منه على ثلاث وجبات كل وجبة 50 مغ، وعندما أتوقف عنه هل توجد أعراض انسحابية؟
سوالي الثاني: هل deroxat جيد وضروري بالنسبة لي أم أن فيه خطورة للاستعمال؟
ملاحظة: بالنسبة لحالتي النفسية عندي حالة القلق ورهاب منذ الطفولة لكنني متعايش معها.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.
أيها -الفاضل الكريم-: كثيرًا ما تكون الحالة النفسية -خاصة القلق- سببًا في الدوخة أو الشعور بعدم الاتزان أو الدوار، هذا أمرٌ معروف، وفي حالتك أنت استجبت للسلبرايد، وهو دواء مضاد للقلق، استجبت له استجابة ممتازة، أو شعرت بتحسُّنٍ على الأقل -كما ذكرت- وهذا دليل أنك بالفعل تعاني من قلق نفسي، وأنت قد أوضحت ذلك في نهاية استشارتك حين ذكرت الملاحظة أنك تعاني من قلق ومن رهاب من الطفولة.
أنا أعتقد أن هذا القلق يمكن أن توظّفه توظيفًا إيجابيًّا.
أولاً: طوّر نفسك في عملك، هذا مهمٌّ جدًّا، ويجب أن تحب عملك.
الأمر الثاني: عليك بالتواصل الاجتماعي الجيد والفاعل، عليك بممارسة الرياضة، هذه أمور ننصح بها دائمًا؛ لأنها هي جوهر العلاج، الصلاة مع الجماعة فيها خير كثير، وهي أحد وسائل علاج الرهاب الاجتماعي، أو أنواع الرهاب الأخرى.
فإذًا أنت مطالب بالتطور المهني، بزيادة تفاعلك الاجتماعي، وأن تكون إيجابيًا في تفكيرك.
بالنسبة للأدوية: الديروكسات دواء جيد لعلاج المخاوف والقلق، لكن يُعاب عليه أن الإنسان إذا توقف عنه بسرعة قد تحدث آثار انسحابية، تؤدي هي نفسها للمزيد من القلق. أنا حقيقة أؤيد أن تستعمل الديروكسات لكن بجرعات صغيرة، هنالك نوع يُسمّى (ديروكسات CR) تناوله بجرعة 12,5 مليجراما ولا تزيدها، 12,5 مليجراما يوميًا لمدة ستة أشهر، بعد ذلك اجعلها 12,5 مليجراما يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم 12,5 مليجراما مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء، هذه طريقة جيدة، وهذه جرعة بسيطة، وأنا متأكد أنها سوف تساعدك كثيرًا.
أمَّا بالنسبة للسلبرايد: أنا أعتقد تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا وخمسين مليجرامًا مساءً -أي مائة مليجرام يوميًا- لا داعي للمائة والخمسين، لأن هذه الجرعة قد تؤدي إلى ارتفاع لأحد الهرمونات ويُسمَّى (هرمون الحليب) أو يُسمَّى (برولاكتين)، وارتفاعه قد يؤدي إلى تضخّم في الثدي عند الرجل -أو ما يُعرف بالتثدِّي- وبالنسبة للنساء يؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية، وهنالك من الرجال من يشتكي أيضًا من ضعف جنسي بسيط بعدما يتناول هذا الدواء بجرعة أكثر من مائة مليجرام، فأعتقد أن جرعة المائة مليجرام يوميًا كافية جدًّ، تناولها مثلاً لمدة شهرين، ثم اجعلها خمسين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين آخرين، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناوله.
وطبعًا رأي طبيبك أعتبره رأيًّا مهمًّا وأساسيًّا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.