مصاب بمرض نفسي وأريد تشخيصه.

2020-04-07 04:09:34 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا أستاذ مبتلي بمرض نفسي، والسبب أنني كنت أشعر بالصداع والضغط في العمل ولم أعالجه فتطور إلى مرض نفسي، وأظن أن سبب هذا أنني غششت في إحدى مواد امتحان الوظيفة فلم أكن موفقا في عملي رغم جديتي فيه.

ذهبت إلى طبيب نفسي، فوصف لي اولانزابين فتحسنت حالتي قليلا، لكن تعود لي نوبات لا أعرف ما هي؟ المهم أنني أشعر أني سأفقد عقلي خاصة إذا توقفت عن تناول الدواء، كما أني لا أحس بالواقع إلا قليلا، فما تشخيصكم لحالتي؟ وهل هذا عذاب من الله -عز وجل-؟ وهل يعتبر مالي حراما؟ وكيف أتوب إلى الله؟

ادعوا لي جزاكم الله خيرا فإنني أتعذب ولا أنام إلا قليلا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك -يا أخي- ونشكرك على تواصلك مع الشبكة الإسلامية، وأنت لديك استشارات سابقة أجاب عليها الأخ الدكتور عبدالعزيز أحمد عمر، وأنا الآن -أخي الكريم- ألاحظ أنه بفضل من الله تعالى لديك شعور كبير بالمسؤولية الأخلاقية وما نسميه بالضميرية لديك شفرة فضيلة قوية جداً، وهذا حقيقة أدخلك فيما تشعر به من تأنيب لضميرك في موضوع الغش وبدأت تأول الأمور تأويلات ليست صحيحة -يا أخي الكريم- أن هذا عذاب من الله -عز وجل-، واعتبار مالي حراماً، وكيف أتوب إلى الله، أنا أعتقد أنك بالفعل قد أثقلت على نفسك كثيراً يا أخي، (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)، ورحمة الله واسعة يا أخي، وما أعظم التوبة وما أعظم الاستغفار، فأرجو أن لا تجلد ذاتك في هذا السياق، ما اقترفته إن شاء الله ذنب بسيط وإن شاء الله هو مغفور يا أخي الكريم، يجب أن تنظر إلى الأمور بهذه الكيفية، وأنا أفضل أيضاً أن تجالس إمام مسجدك مثلاً أو أحد المشايخ الذين تثق بهم، وتعرض عليه ما تعاني منه وأنا متأكد أنه سوف يساندك كثيراً ويناقش معك التوبة وشروط التوبة.

وحقيقة أنا أراك بخير يا أخي، فأرجو أخي أن تثق بنفسك أكثر، وأنا أعتقد أنه لديك جانب وسواسي هذه التأويلات ذات طابع وسواسي وبالفعل الوسواس يسبب لي ألما نفسيا هذا أمر معروف، فعليه يجب أن تغير هذه المنظومة الفكرية السلبية والخاطئة، وتصبح أكثر واقعية في تفكيرك حول نفسك ولا تحمل نفسك فوق طاقاتها، ويا أخي الكريم هنالك أمور مهمة جداً الاجتهاد في عملك وأن تحب عملك، وأن تطور نفسك في عملك وهذا باب عظيم من أبواب الأجر بجانب أجر الدنيا إن شاء الله تعالى لك أجر وثواب في الآخرة إذا كنت محسناً لعملك، والمعلم مهنته أراها دائماً مهنة عظيمة.

فيا أخي الكريم ادخل من هذا الباب، هذا باب رحمة كبيراً جداً، وأنصحك أيضاً بالتواصل الاجتماعي، وأن لا تتخلف عن الواجبات الاجتماعية هذا مهم جداً، تشارك الناس في الأفراح، تمشي في الجنائز، تزور المرضى، تقدم واجبات العزاء، تحضر العزائم، تساعد الضعفاء، هذه أيضاً أبواب عظيمة جداً من أبواب التأهيل النفسي وإن شاء الله لك خيري الدنيا والآخرة، مارس الرياضة فإنها تحسن التركيز، واعتمد على النوم الليلي، النوم الليلي أخي مهم جداً وتجنب النوم النهاري، أعتقد أن هذا ما تحتاجه وأنت بخير.

أما بالنسبة لموضوع الدواء، فالأولنزبين يا أخي هو يعطى لتشخيصات معينة، أنت لم تذكر الجرعة، والأولنزبين يحسن النوم كثيراً، وأنا أعتقد أنك تحتاج أن تدعمه بدواء آخر مضاد للوسوسة ومحسن للمزاج عقار مثل الفلوكستين والذي يسمى بروزاك والذي يمكن أن تتناوله صباحاً وتتناول الأولنزبين ليلاً، هذه يا أخي هي أفضل تركيبة دوائية أراها سوف تفيدك إن شاء الله تعالى لكن يجب أن تشاور طبيبك في هذا المقترح، وفي ذات الوقت أرجو أن تطبق ما ذكرته لك من إرشاد نفسي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

www.islamweb.net