طفلي يعاندني كثيرا، كيف أتعامل معه؟
2020-04-06 06:05:21 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أم لثلاثة أطفال، ولدي الأكبر عمره الآن 7 سنوات، كان يسمعني في صغره ولكنه أصبح يعاندني في السنوات الأخيرة.
أخطأت بحقهم، فقد بدأت معهم أسلوب الضرب كوسيلة للتربية، وهذا خطأ وأعلم ذلك، والحمد لله وعدتهم أنني لن أضربهم أبداً -إن شاء الله-.
الغريب أن ابني منذ أن قلت لهم ذلك إلى الآن أصبح يعاندني أكثر، ويعتبر صبري وكأنه ينتظر أن أضربه، رغم أنني كنت أظن الأمر سيكون العكس، وهم بشكل عام لا يسمعون كلامي عادة، فأريد أن أعرف ماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يُصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يُلهمك السداد والرشاد، وأن يُصلح الأحوال، ويُحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
عليك أن تحمدي الله -تبارك وتعالى- الذي رزقك هؤلاء الأطفال، فهم نعمة من الكبير المتعال. ونؤكد لك أن تربية الأبناء تحتاج إلى صبر، وتحتاج إلى علمٍ، وتحتاج إلى تعاون بينك وبين والدهم، وتحتاج إلى أن تُظهري العدل بينهم، وتحتاج إلى أن تهتمّي بهم وتُقبلي عليهم، ونسأل الله أن يعينك على هذه المهمّة الشريفة، مهمَّة الأمومة.
حقيقة نحن لا ندري ماذا قلت للأطفال، لكن بداية نحب أن نؤكد لك أن هؤلاء الأطفال جميعًا في مرحلة العناد، فطبيعي أن يحصل العناد، بل العناد مفيد لهم؛ لأن العناد يعني إثبات الذات، يعني كأن الطفل يقول أنا موجود، ونحن لا نخاف من العناد إلَّا إذا زاد عن حدّه فانقلب إلى ضدّه، والعناد لا يزيد عن حدِّه وينقلبُ إلى ضدِّه إلَّا إذا كانت هناك أخطاء من الآباء والأمّهات، فمتى يزيد العناد عن حدِّه فينقلب إلى ضدّه؟
- يزيد العناد إذا غاب العدل، فهو يرى أنك تُقدمي الأصغر عليه، وبالتالي طبعًا يُعاند.
- يزيد العناد إذا كثرت التعليمات (روح، تعال، اجلس، كذا).
- يزيد العناد إذا كان توقيت التعليمات غير صحيح، يعني: هو مندمج في لعبة وأقول له: (الآن قم بكذا وافعل كذا) لن يقوم.
- يزيد العناد إذا اشتكت الأم وبصوت عالي (هؤلاء أتعبوني، هؤلاء يُعاندوني)، الآن بهذه الطريقة هم يفرحوا.
- يزيد العناد إذا شاهدوا الأم تُعاند الأب أو الأب يُعاند الأم.
- يزيد العناد إذا لاحظ الأطفال أن المعاند يجد ما يُريد، يعني: كلما عاند نحن نُلبّي له الطلبات كاملة، فكأننا نُكافئه على عناده.
ولذلك هذه أمور ينبغي أن تكون واضحة، أما ما نوصيك به والزوج:
1. عليكم بالدعاء لأنفسكم وللأطفال.
2. عليكم التعاون في تربيتهم.
3. ينبغي أن تضعوا خطة موحدة في التوجيه.
4. عليكم أن تعدلوا بينهم عدلاً تامًّا، (أتحبّ أن يكونوا لك في البرِّ سواء؟) كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اعدلوا بين أولادكم).
5. ينبغي ألَّا تُظهري عجزك.
6. ينبغي أن تهتمُّوا بهم إذا أصابوا، لا تهتمُّوا بالأخطاء، الاهتمام بالأخطاء يزيد الأخطاء، والاهتمام بالصواب يزيد الصواب.
7. عليك أن تحرصي على أن توزّعي بينهم الاهتمام، وتعطيهم من وقتك.
8. عليكم ألَّا تنزعجوا عندما يتشاجروا، ولا نتدخّل إلَّا إذا وصل الشِّجارِ إلى مراحل فيها ضرر، لكن الأصل أن يتعارك الأطفال، الأصل أن نفوّت الأشياء الصغيرة، لا نقف عند كل صغيرة وكبيرة.
9. عليك أن تتسلَّحي بالصبر، ومن المفيد جدًّا أن يحرص الأب على أخذ أبو سبع سنوات هذا إلى المسجد، وإلى الأماكن الأخرى، حتى يفك الاشتباك قليلاً، يعني: لمَّا يأخذه إلى المسجد ويعوّده آداب المسجد يكون لك فرصة في التعامل مع الآخرين.
10. عليك أيضًا أن تحرصي على تشجيع أي تعاون بينهم، أي مظهر إيجابي في تعاملهم فيما بينهم هؤلاء الصغار.
11. حتى يسمعوا الكلام ينبغي أن يكون الكلام معقولاً واضحًا مرتَّبًا قصيرًا، لا تتكلمي كثيرًا، وإنما كلام واضح (فلان: لو سمعت افعل كذا)، وعندما تكون التعليمة صحيحة بطريقة صحيحة فإن الاستجابة لها أيضًا تكون سريعة من هؤلاء الصغار.
نسأل الله أن يعينك على الخير، -وبإذن الله- سيتجاوزون هذه المراحل، وتسعدين بهم، ويسعدون بك، ونسأل الله أن يُصلح لنا ولكم النيّة والذُّرِّيّة.