أختي تكرهني وتحرض أمي وإخوتي علي، كيف أتعامل معها؟
2020-04-16 01:57:35 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندي أخت تكرهني وتكره باقي إخوتي، تقول عني كلاما بالكذب، وأنا -والله العظيم- ما قلته، وتصرفات لا أفعلها، ومنذ زمن وهي تتعامل معي على أنها الملاك، ومن ورائي تكرههم فيني.
لا أستطيع الدخول في تفاصيل حاليا، ولكن آخر موقف كان كبيرا جدا، وأختي الثانية كانت مشتركة معها بالكذب، وأختي الثالثة صدقتهم دون أن تسألني، ونقلت الكلام الذي سمعته لأمي، وتحاول أن تكره أمي وإخوتي فيني، ولهذه اللحظة أمي تسمع من الطرفين وقد عرفت ذلك من أمي.
لا أعرف كيف أتصرف معها حتى لا أخسر أمي وأخي وأختي الثالثة؟ وأتمنى أن يكفوا عن أذيتي لأنني لم أقدم لهم أذية، وأتمنى لهم الخير.
أدعو الله أن ينصرني ويرفع عني الظلم، ويبعدهم عن أذيتي، وأحتاج نصحكم لحل الموضوع بنفسي لأنني لا أستطيع أن أتحمل، وتعبت نفسياً.
أتمنى أن ينكشف كذبهم حتى لا أخسر أختي الثالثة للأبد وتكرهني مثلهم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آلاء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك هذا السؤال الذي يدل على رغبة في الخير ونحن في شهر شعبان، ونسأل الله أن يعيننا على أن نخلص نفوسنا من الحقد والغل والحسد وأن يبلغنا رمضان، ونشكر لك حسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يصلح الأحوال وأن يحقق لك السعادة والألفة مع أخواتك وأهل بيتك ويحقق لك السعادة والآمال.
لا شك أن الذي ذكر في السؤال يحدث في كثير من البيوت، ونحن نحب أن نقول عليك أن تظهري ما وهبك الله من خير، والذين حولك لن يصدقوا إلا ما يجدوه منك من الصفات الطيبة والجميلة، ونسأل الله أن يعينك على أن تكوني كبيرة دائماً، لأن مجرد تواصلك مع الموقع والسؤال عن الحكم الشرعي، ووجهة النظر الشرعية في هذه المسألة يدل على أنك راغبة في الخير، والرغبة في الخير -إن شاء الله- دليل على الخير، فاستمري على الصبر على أخواتك، واعلمي أن مثل هذه الاحتكاكات تحصل في البيوت؛ لأن هناك غيرة بين الشقيقات، تشتد أحياناً خاصة عندما تكون الأخت متميزة فإنه ربما تأتيها بعض الإشكالات.
أهم طرق لعلاج الذي يحدث:
أولاً: اللجوء إلى الله تبارك وتعالى، الدعاء لنفسك ولأخواتك من أجل أن يهدي الله الجميع.
ثانياً: القرب من والدتك، والتعامل مع كل شخصية في البيت على انفراد، يعني بعدك عنهم هو الذي يتيح لهم الكلام من خلفك، لكن عندما تكونين قريبة من الوالدة، وواضحة مع شقيقك، واضحة مع شقيقاتك وتظهرين لهن الود والاحترام، وحفاظك عليهن وتحترمينهن، هذا يجبر الجميع على أن يقدروك ويحترمونك، كذلك ينبغي تفادي الأمور التي يمكن أن يجدوا فيها ثغرات، يعني أن حياتك على الوضوح، على الطاعة لله -تبارك وتعالى-، واعلمي أن الكذب حبله قصير كما يقال، وأن الله تبارك وتعالى سيكشف هذا الكذب، لكن لا تحاولي التجسس، فقط كوني على الخير والحق والوضوح ولا تبالي.
وإذا حصل مكر سيء فالمكر السيء لا يحيق إلا بأهله، كذلك أيضاً ينبغي أن تقربي المسافات بينك وبين الوالد والوالدة والشقيق، وحتى هذه الأخت التي تسيء وتتكلم ينبغي أن تشفقي عليها، وتعامليها بإحسان، ولا تقصري معها، بل قابلي إساءتها بالإحسان، لتكون الفائدة عند الله -تبارك وتعالى-.
وبعد ذلك إذا أساءت لك فهي تعطيك من حسناتها، إذا انتقصتك تؤثر على حسناتها، إما أن تعطيك من حسناتها أو تأخذ من سيئاتك، ولا تجعلي بينك وبين أخواتك مسافات، وإذا صدقوا هذا الكذب ولم يتواصلوا معك، فالخلل عندهم، ولذلك نسأل الله أن يهدي الجميع، ولكن أنا حقيقة لا أريد أن يكون هدفك التجسس عليهم وكشف كذبهم وفضيحتهم، وترك هذا لله -تبارك وتعالى-.
اجتهدي في أن تكوني على الصواب وتوضحي للوالدة الأمور، وتسدي الأبواب على كل إشاعة مغرضة أو كذبة تريد أن تخترعها هذه الأخت أو تلك، أيضاً احرصي على تقوى الله -تبارك وتعالى- ومراقبته وكثرة اللجوء إليه، واعلمي أن الله يدافع عن الذين آمنوا.
نسأل الله أن يعينك على الخير ونتمنى أن تكوني أكبر من مثل هذه الاحتكاكات التي تحصل في البيوت، وغداً إن شاء الله الأمور تمضي وكل واحدة ستذهب إلى بيتها، بل بعدها سنمضي أيضاً إلى قبورنا وسيحاسب كل إنسان على ما عمله في هذه الدنيا.
نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يتوب على الجميع، وأن يردنا إليه رداً جميلاً، وأن يعيننا وإياكم على تقوى الله تبارك وتعالى، ونكرر لك الشكر ونسأل الله لك التوفيق والسداد.