كيف أتعامل مع زوجي الذي يسيء معاملتي؟
2020-04-22 01:00:11 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
تزوجت من شخص طلبني من أهلي كثيرا، وسبب لي مشاكل في حياتي إلى أن أجبرت على الزواج منه، رفضته لأنه متزوج وعنده ولدين وزوجته حامل، لكن قدر الله ورضيت بالزواج، يقارنني فيها كثيرا من ناحية شخصيتها، رغم أنني لا أقصر بأي شيء، لكن واضح أنه يحبها، وكنت أسكت لأنني حملت، وأريد أن احافظ على حياتي ولا أشتت ابنتي.
بعدما تزوجني ذهبت زوجته عند أهلها ولم أرها، وطلقها وأصر أن يأخذ عياله، وأنا أربيهم، رفضت لأنه طلقها بعدما تزوجني، ولم يأخذ إذني، وأنا طالبة جامعية أدرس تخصصا علميا، ويحتاج بحوث ومشاريع كثيرة، ومكتفية بابنتي وزوجي وبيتي، هذا غير السكن اللي وعدني فيه وأخلف وعده، وعدني أن أسكن بمكان دارستي، لأنني لا أحتمل السفر لكي أداوم، وهو دوامه بالمدينة التي فيها جامعتي، لكنه أخلف وعده وأخذ بيتا في قرية عند أهله، وأحيانا يغيبني عن دوامي، وأسكن عياله معي، وصرت أهتم فيهم.
أهله جيراني يأتون لزيارتي كل يوم بالدقيقة والساعة، لا يوجد أي خصوصية لبنت متزوجة حديثا، وتريد الاهتمام بنفسها وبيتها ودراستها، وهذا غير أنه لا يعطيني مصروفا خاصا بي، وعليه ديون، وباع ذهبي لكي يسدد ديونه.
أصرف على نفسي وبنتي من مكافآتي الجامعية، لا يهتم أبدا بنظافته الشخصية، يتلفظ علي وعلى أهلي، ويلعن كثيرا، كيف أعيش معه؟ ببساطة راضية بمعيشتي التي الله كتبها لي، حتى جاء اليوم الذي قال لي فيه: أنا أكرهك بدون سبب.
أعاني من قصور في الغدة، أهملت نفسي ودراستي، وأحس بقهر في قلبي، ولم أعد أراه.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يجلب لك السعادة والاستقرار، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
نحن سعداء بعبارة أنا راضية بحياتي، والرضا بقضاء الله وقدره، وما يقدره الله للإنسان هو مفتاح السعادة، والعلاقة الزوجية طاعة لرب البرية، وأنت مأجورة على صبرك على هذا الزوج، ومأجورة كذلك في صبرك على أبناء تلك الزوجة، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يكتب لك الأجر والثواب، نحن نقدر ما تمرين به من معاناة مع هذا الزوج، ولكن نؤكد أيضاً أن الحفاظ على الحياة والصبر عليها من الأمور المهمة وقد ظهر هذا وهذا دليل على كمال عقلك ونسأل الله أن يعينك على الخير.
أرجو أن لا تقفي طويلاً أمام العبارة التي قالها الزوج رغم مرارتها ورغم الخطأ في إيراد مثل هذه العبارات، إلا أننا في كثير من الأحيان نحتاج أن نعرف الخلفية والدوافع، ما السبب الذي جعله يقول هذه الكلمة، مع إصراره على أن تكوني زوجة له، وإلحاحه الشديد حتى أصبحت زوجة له، إلى غير ذلك من الأمور التي تدل على أن الذي في نفسه خلاف ما تكلم به، وما تفوه به، فلا تعطي الموضوع أكبر من حجمه، واعلمي أن الرجل أحياناً قد يتصرف بمثل هذه الكلمة لأنه يواجه ضغوطات في العمل، أو ضغوطات ربما من الزوجة الأولى أو ضغوطات أسرية هذا لا يعفيه، هذا ليس صحيحا أن يقول هذا الكلام، لكن نحن دائماً نتمنى أن تكون المرأة متسلحة بكثير من الصبر، -وأنت ولله الحمد- صبرت كثيراً، ونقترح عليك أن تكملي هذا المشوار، واستمري في التواصل مع موقعك حتى تصلك الإرشادات وتصلك التوجيهات، ولعل حصول الديون الكثيرة له والمسؤوليات وتنكر الزوجة الأولى لأبنائها، كل هذا يضاعف عليه الضغوط.
أنت لم تقصري فيما مضى في القيام بالواجبات وفي تحمل كثير من الصعوبات، لكن أتمنى أن تستمري، وأنت إن شاء الله على وشك الخروج من المرحلة الصعبة، فغداً سيكبر هؤلاء الأبناء وسيتحملون الكثير من المسؤوليات، نقدر أيضاً الصعوبة التي تواجهها المرأة التي تدرس، وهناك علاقات اجتماعية مفتوحة -كما أشرت-، إلا أننا ينبغي أن نتعامل مع الناس بما يقتضيه حاله وبما يقتضيه وضعه، واستعيني بالله -تبارك وتعالى-، فكثرة دخول أهله وكثرة خروجهم هذه لعلها مراسيم اجتماعية من الصعب أن تتغير بسهولة.
بالنسبة للزوج أيضاً أرجو تؤدي ما عليك فالعلاقة الزوجية طاعة لرب البرية، الذي يحسن ينال الأجر من الله، الذي يقصر يأتيه المحاسبة والمسائلة من الله إلا أن يعفو عنه الشريك، وخير الأزواج عند الله -تبارك وتعالى- خيرهم لصاحبه، أما بالنسبة لتطاوله على أهلك فأرجو أن تصبري على هذا، وأعلمي أنه يعطيهم من حسناته، فإذا وردت إساءة بالنسبة لأهلك فاكتمي هذا عن أهلك، وذكريه بالله -تبارك وتعالى- وذكريه أنك لا تريدين أن يفقد حسنات، وانقلي دائماً الكلام الطيب يعني من أهلك عنه، فإذا شكروه ومدحوه فانقلي له هذا الشيء الجميل واكتمي ما سوى ذلك؛ لأن المؤمن إذا وجد كلمة طيبة نقلها وإذا وجد كلمة غير طيبة دفنها ونصح من تكلم بها، لأن الذي ينقل الكلام هو النمام والمؤمن عكس هذا النمام، لأن النمام على خطر عظيم فهو يفسد العلاقات.
نتمنى أن يستمر تواصلك مع الموقع، وأن يستمر اجتهادك أيضاً في دراستك وهذا يحتاج إلى تنظيم الوقت، وغداً تكملين الدراسة -بإذن الله تبارك وتعالى- ويكون عندك فرصة كبيرة لحسن التعاون مع هذه الظروف الاجتماعية المحيطة، والمحافظة على البيت وعلى الأسرة يتطلب الكثير من الصبر، والبيوت لا تبنى على الحب وحده، الحب مهم لكن لا تبنى على الحب وحده، إنما رعاية الصغار، رعاية العلاقات، رعاية قوة الإيمان، هناك قواسم مشترك أمور كثيرة ينبغي أن تكون في بالنا.
نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعينك على الخير، وتعوذي بالله من شيطان يريد أن يكرهك في زوجك، أو يكرهك فيه فهم الشيطان أن يخرب البيوت، وتعوذي بالله من الشيطان وشره، واستعيني بالله واصبري، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يقدر لنا ولكم الخير، ونحن سنقبل على موسم مبارك يكثر فيه من ذكر الله -تبارك وتعالى-، حافظوا على أذكار الصباح والمساء، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أيضاً أن يخرج الأمة من الغمة، وأن يخرج البشرية من هذه البلية وأن يعيد للنفوس طمأنينتها وراحتها وأن يعيننا على كل أمر يرضيه، نكرر لك الشكر على التواصل ومرحباً بك في موقعك.