أصبحت حياتي الزوجية مليئة بالمشاكل بعد أن كانت حياة سعيدة!
2020-04-27 05:29:39 | إسلام ويب
السؤال:
أنا متزوج منذ أربع سنوات، ولدي طفلان، الأول بعمر سنتين، والثاني بعمر شهر، أواجه مشاكل مع زوجتي كثيرة، وقد تعقدت منها كثيرا، لكن لا أستطيع أن أطلقها مع أنها طلبت مني الطلاق، للعلم أنا مغترب لا أقعد بالغربة أكثر من ٩ أشهر.
أول سنة تزوجت فيها كانت حياتنا سعيدة، مع أنها كانت تخطيء بعض الأحيان، لكن بالسنة الثالثة صارت تطلب الطلاق بكثرة وتشتمني وتطلب مني أن أجعلها تكمل دراستها، وبعض الأحيان تريد أن تشتغل لكي تساعدني بالمصاريف وأنها تريد راحتي، وأنا طلبت منها الاحترام فقطوسأكون مرتاحا، لكنها كانت تستمر في غضبها وعدم رضاها بالوضع، وتقول بأنها لن تستطيع العيش معي إذا كان الوضع هكذا، لأنها تريد أن تعيش حياتها.
كانت تستخدم تطبيق الواتساب فمنعتها منه؛ لأنه يسبب المشاكل بيننا، فهي تقول بإنزال حالات حزينة من خلاله بأن الحب غير حقيقي، وغيرها من أشياء تغضبني! وللعلم في أي وقت أجعلها تذهب لبيت أهلها ولا ترجع إلا بعد مشاكل، أو تجلس هناك ولا تريد التحدث معي، أو تكلمني بغضب.
في رمضان الماضي كانت بيننا مشاكل وأنا في غربتي، وربي أعلم أني أحاول بقدر المستطاع تجنب المشاكل معها، فطلبت أن تذهب بيت أهلها فرفضت ثم وافقت لكي لا أغضب، وقلت بنفسي عسى تتغير الأمور ويتحسن مزاجها وتذهب المشاكل بيننا، بعدها حاولت أن أتكلم معها فترفض أن ترد، أتصل ولا تريد، فنزلت لبلادي ووصلت بيتي وزوجتي ببيت أهلها وولداي معها، واليوم الثاني ذهبت وأخذتها. لم تعتذر لي مرة، أنا من أعتذر دائما، حتى إذا كانت هي المخطئة!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك -أخي العزيز-، وأهلاً وسهلا بك، يسر الله أمرك وفرج همك وشرح صدرك وجمع شملك وزوجك على خير ورزقك التوفيق والسداد وسعادة الدنيا والآخرة.
أذكرك -حفظك الله ورعاك- أن الحياة الدنيا قد طبعها الله تعالى على الابتلاء (لقد خلقنا الإنسان في كبد)، وما أعده الله للصابرين على الابتلاء والشاكرين للنعماء المؤمنين بالقدر الراضين بالقضاء من عظيم الأجر والجزاء (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).
الحياة الاجتماعية والأسرية والزوجية جزء لا يتجزأ من هذه الحياة ومتاعبها، إلا أن التنبه لهذه الوصايا مهم في العلاج -بإذن الله-.
الدخول مع زوجتك في حوار متحريا الحكمة في اختيار الزمان والمكان والأسلوب، صارحها بملاحظاتك عليها بهدوء، مع بيان محبتك لها وحرصك على إسعادها ماديا بحسب طاقتك مع بيان صعوبة الحياة وفضل الصبر والقناعة والرضا، وبيان حجتك بهدوء وثقة.
لا بأس -بل من المهم توسيط- بعض العقلاء من أهلها ممن يحظون لدى زوجتك بالتقدير والتأثير والقبول.
قد يكون من الجميل أحياناً موافقتها في مطالبها بشرط عدم مخالفتها للشرع بوضع ضوابط شرعية، وفي ذلك إبداء الثقة بها والتقدير لحاجتها وتخفيف المشكلات، فمن ذلك السماح لها باستعمال الهاتف في أوقات محددة ووفق الاستعمال المباح بأن لا يعطل مصالح البيت والزوج والأطفال، وكذلك يمكن السماح لها بالعمل، فيما لو كان راتبك متواضعا، ولكن وفق ضوابط شرعية كالمحافظة على الحجاب الشرعي وتهيئة مكان مناسب للأطفال إن أمكن؛ فالمال قوام الحياة الآمنة الطيبة، قال تعالى: (أموالكم التي جعل الله لكم قياما).
ضرورة التعامل مع الزوجة وفق الأخلاق الحسنة (وعاشروهن بالمعروف)، (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف).
القراءة في العلاقة الزوجية والثقافة الجنسية وفق الأحكام والآداب الإسلامية.
ضرورة الاستماع لأخطائك والتخلص منها، فالكمال لله تعالى (كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون).
ضرورة حسن التحبب للزوجة والتودد والتجمل لها والتقرب منها بحسن المعاملة واللطف والهدية، وإبداء الاهتمام بها، واحترام أهلها، وإكرامها حسب الاستطاعة.
تعميق الإيمان لديكم باستماع المحاضرات، والبرامج النافعة، ولزوم الصحبة الطيبة، والأذكار، وحلقات التحفيظ للقرآن الكريم.
التخفيف من ضغوط الحياة والبيت بالترويح عن النفس بالنزهة، والرياضة، وزيارة الأهل، والقراءة النافعة، والبرامج الماتعة.
مما تشكر عليه عدم لجوئك إلى الطلاق، وتقديرك للعشرة الزوجية وحاجة الأولاد لاستقرار الوالدين.
لا أفضل وأجمل من اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء، أن يصلحكما الله ويفرج همك ويهدي زوجتك ويجمع شملكما على خير.