الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية وتقبل الله صيامكم وطاعتكم، وصفك دقيق، ووصفك ممتاز حقيقة، ويوضح بالفعل أنك لديك حالة من الوسواس القهري ولا شك في ذلك، هذه وساوس فكرية في معظمها، والوساوس الدينية كثيرة ومنتشرة، وقد أصيب بها حتى الصحابة أخي أحمد، واشتكى منها صاحبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فهذا دليل قاطع على أنها موجودة، وأنها معروفة وفعلاً هي مؤذية لنفس المسلم؛ لأن محتواها حين يكون قبيحاً وفظاً يؤلم الإنسان كثيراً، فبارك الله فيك وجزاك الله خيراً.
وطبعاً أسوأ شيء في الوسواس أنها تكون ملحة، والإنسان يحاول أن يدفعها ولكنها تأتي مرة أخرى، وربما في موجات أكثر وتكون مستحوذة وذات طابع هجومي، فيا أيها الفاضل الكريم أنا أؤكد لك أن الذي لديك وسواس قهري، وكما ذكرت لك أتت لأفضل القرون، وحديث ثابت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: يأتي الشيطان إلى أحدكم ويقول من خلق هذا وخلق هذا حتى يقول من خلق ربك، فحين يصل الأمر إلى هذه الدرجة كما نصحهم الرسول -صلى الله عليه وسلم-، قل: آمنت بالله ثم انتهى، انتهى يعني لا تناقشها، لا تحاورها، حقرها تماماً، وعليه أرجو منك أنت تقاوم هذه الأفكار أن تحقرها أن تتجاهلها أن لا تخض فيها أبداً، وخاطب الفكرة كأنك تخاطب إنسانا أمامك، قل للفكرة: أقف، أقف، أقف كررها عشرات المرات، أنت فكرة سيئة أنت فكرة تحت قدمي، أنا أحقرك وهكذا.
وأيضا يمكن أن تربط الفكرة بما نسميه عامل التنفير مثلاً: عند بدايات هذه الفكرة يمكن أن تستجلب من أجل العلاج وتطبيق هذا التمرين في بداياتها تذكر حادث كارثي كاحتراق طائرة مثلاً، أو قم بالضرب على يدك بقوة وشدة على سطح الطاولة اضرب بشدة حتى تحس بالألم وفي ذات الوقت أجلب الخاطرة التي تأتيك من خلال الوسواس، أربط ما بين الألم وبين الوسواس، لأن الألم هذا سوف يضعفه، أو تقوم بشم رائحة كريهة إن كان بالإمكان، وإن لم تجد رائحة كريهة تشمها وتفكر في الفكرة الوسواسية كرر هذا عشرة عشرين ثلاثين مرة هذا أيضاً يؤدي إلى إضعاف الفكرة، ولكن هذا أفضل علاج لحالتك وأنا أبشرك بهذا هو الدواء.
هذه الوساوس حتى وإن كانت خناسية وأنت رجل ما شاء الله تذكر الله، رجل قمت بصيام نصف شعبان، ونحسب أنك إن شاء الله من المتقين، فأنت ذاكر لله ولكن بالرغم من ذلك تأتيك هذه الوساوس، لأن الوسواس حين تذكر الله يخنس، من شر الوسواس الخناس يختفي، ولكنه قد ترك عندك أثرا كيميائيا في الدماغ، لذا الأدوية مهمة جداً، وأنا أنصحك بأن تقابل طبيبا نفسيا وإن كان ذلك ليس بالإمكان في هذه الظروف تحصل على دواء يسمى بروزاك، واسمه العلمي فلوكستين ابدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم قوة الكبسولة 20 مليجرام تناولها بعد الإفطار لمدة أسبوعين ثم اجعلها كبسولتين أي 40 مليجرام وبعد ثلاثة أسابيع اجعلها 3 كبسولات في اليوم أي 60 مليجرام تستمر عليها لمدة 3 شهور ثم تخفضها لكبسولتين لمدة 6 شهور، ثم كبسولة واحدة لمدة 6 شهور ثم تتوقف عن تناول الدواء.
وللفائدة راجع علاج وساوس العقيدة سلوكيا: (
2175627 -
283543 -
2399646 -
2406674 -
2399775).
جزاك الله خيراً.