أحببت فتاة وعندما أردت خطبتها رفضت بلا سبب
2005-10-12 11:35:14 | إسلام ويب
السؤال:
أنا اسمي حمزة من ليبيا، أبعث لكم برسالتي هذه راجياً الرد بسرعة، لقد كنت عاقد العزم على أن أتزوج بصديقة لي دامت صداقتنا حوالي السبع سنوات، وكان هناك حب متقلب منها بعض الشيء لا أعرف الأسباب، لقد كنت أكلمها بصفة يومية بحكم عملي ولكن أحياناً أسبوعياً وإن أمكنت الظروف فشهرياً.
وبعد فترة تفاهمنا على موعد خطوبة، وكان كل شيء على ما يرام، بعد ذلك حصل بيننا اتصال هاتفي، وقلت لها: إني على سفر، وقد يستغرق الشهرين، فقالت لي: لا تغب كثيراً واتصل بي بين الفينة والأخرى، فسافرت فعلاً، ويا ليتني لم أسافر! فلما انقضت المدة عدت لأجد الصدمة، فقد قالت لي: لا يوجد للأسف نصيب، ومنها شعرت بنفسي تائهاً أبحث عن سبب مقنع لما جرى، ولم أجد، ربما يكون عندكم اقتراح أو طوق نجاة لما أنا فيه راجياً الرد بسرعة.
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدّر لك الخير ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا ويُعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.
فلا شك أن العلاقات العاطفية الطويلة تجلب الملل وتدعو للتردد، وهي قبل ذلك مخالفة لآداب هذه الشريعة التي ترفض علاقة الفتى بالفتاة الأجنبية؛ لأنه يترتب على ذلك مفاسد عظيمة، وإذا أُقيمت علاقات زوجية على خلفية عاطفية ومراسلات ومكالمات ولقاءات، فإنها تُصبح عرضةً للانهيار بفعل الشكوك والظن السيء، فإن الفتاة التي رضيت أن تقيم علاقات مع رجل أجنبي دون علم أهلها ودون إعلان تلك العلاقة لا تؤتمن على البيوت، وكذلك الشاب الذي رضي أن يدخل مع الفتاة ويخرج معها دون رابط شرعي يمكن أن يكرر ذلك مراراً مع أُخريات، والعجيب أن الشيطان الذي دفع للمعصية الأولى هو الذي يغرس الشكوك والظنون ويجتهد في خراب البيوت.
كما أن أهل الفتاة يسأموا من العلاقة الطويلة، ويذوقوا نتيجة الخطأ الذي قبلوا به، فيزهدوا في إتمام مراسيم الزواج، ولكني مع ذلك أدعوك للبحث عن سبب هذه التغيرات، فإنه إذا عرف السبب بطل العجب، فقد يكون السبب هو وشاية وصلت إليهم أو سوء تفاهم أو موقف معين، كما أن المخالفة لآداب الشريعة تُعيق كثير من الأشياء، وما عند الله من توفيق لا يُنال إلا بطاعته (( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ))[النور:63].
وأرجو أن تبدأ خطوات العلاج بالاستغفار والندم على ما مضى، ثم بإعلان رغبتك في إتمام مراسيم الزواج، وإيقاف مسلسل العلاقات العاطفية التي امتدت لسنواتٍ عديدة.
وإذا لم تجد عذراً فقل في نفسك لعل لها عذر لا أعرفه، فإن تعذر الإصلاح فالنساء غيرها كثير، ولا يلدغ المؤمن من الجحر الواحد مرتين، فلا تكرر الخطأ، وابدأ بإعداد نفسك، ثم أطلب صاحبة الدين، واكتم أسرار تلك الفتاة، ونسأل الله أن يسهل عليك وعليها.
والله ولي التوفيق والسداد.