وقعت في خلاف مع خطيبي بسبب تدخلات أهله، فهل أتركه؟
2020-05-18 02:23:45 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا فتاة في العشرينيات من العمر، قبل ثلاث سنوات تقدم لي زميل لي في الدراسة واعترف بحبه لي، طلبت منه أن يرسل والده لأبي لكي لا نقع في الحرام ففعل ذلك، واتفقنا على إقامة العرس حين تنتهي فترة عمله بعيدا عن المنطقة التي نسكن فيها.
في هذه الفترة كنا نتكلم مع بعض، وأحيانا يحدث سوء فهم بسيط بيننا، فيتعصب ويقوم بإخبار والدته، طلبت منه أن نحل مشاكلنا معا فقط، ولا ندخل أهلنا فيها، لكنه لم يستطع التوقف عن ذلك بحكم أنها والدته، ويجب عليها معرفة كل ما يجري.
بدأت الأمور تتعقد بيننا، حيث أصبحت عائلته تكرهني بسبب المشاكل التي تحدث بيننا، مع أنني أكن لهم كل الاحترام، قاموا بسبي وشتمي ثم اعتذروا بعد ذلك، فالتمست العذر لهم وعدنا، لكنني أصبت بالإحباط في كل مرة أضطر فيها لمواجهة عائلة كاملة، بدل أن نتناقش أنا وخطيبي ونحل المشكلة بيننا.
أصبحت أفكر فيما سيحدث بعد زواجنا، هو إنسان طيب جدا ويحبني بصدق، وأنا كذلك، لكنني جرحت كثيرا وصبرت على أمل أن يدرك يوما أن ذلك الأمر خاطئ، لكن بدون فائدة، فهو عصبي وحين يغضب لا يحسن التصرف، ثم بعد مدة يندم على ذلك.
وصل بنا الأمر مؤخرا لأن يلغي هو الخطوبة مرتين، ثم حين يعود يتفهم والداي الأمر، لكن هذه المرة فسخها وطلب مني أن أخبر والدي بذلك دون أن يتصل بهما، حتى قررت أن أذهب دون رجعة.
أصبت بحزن شديد، بعد مرور شهر أرسل لي وقال إنه يريد أن نصلح الأمور، أنا في حيرة من أمري، مضيت ووعدت نفسي أن لا أهلكها بالحزن والدموع مجددا، لكنني خائفة أن أكون قد ظلمته بقراري.
أرجو منكم الرد.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
- بارك الله فيك ومرحباً بك، حفظك الله ووفقك، أسأل الله ان يفرج همك وييسر أمرك ويشرح للحق صدرك، ويرزقك التوفيق والسداد.
- لقد أحسنتِ -جزاك الله خيراً- على ترك التواصل مع زميل الدراسة المذكور إلا وفق الطرق المشروعة بخطبتك من والديك ؛ سداً لذريعة الوقوع في المخالفات والمحرمات الشرعية.(وَلَا تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّه كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا)، فبارك الله فيك وجزاك خيرا.
وكون الخاطب ما زال أجنبيا عنك، فيلزم تذكيرك بتحاشي التواصل بالكلام اللين، أو الزائد لغير حاجة، وكذا المخالف للشرع بالغزل أو الملامسة والخلوة.
- من المهم اختيار الزوج المناسب، والمتحلي بحسن الدين والخلق والأمانة، واستقلال الشخصية لديه بأن لا يكون ضعيفاً أمام والديه بالتجاوب معهما في الوقوع بالتجاوزات الشرعية، والظلم لزوجته من حيث لا يشعر، وذلك مهم في استقرار العلاقة الزوجية، وتضمنها للسكن والمودة والرحمة، والتفاهم والتعايش والاستقرار.
- من المهم السؤال عن مدى تحلي أسرة خطيبك بحسن الدين والخلق، والرحمة وعدم التسلط على الأبناء، واحترامهم لشريكات حياة أبنائهم، وملاحظتك لحسن تعامل والدته معك خاصة.
- بيني له مدى بيان تعاطفك معه ورضاكِ عنه ورغبتك في الزواج منه، إعجابك بمزاياه وصفاته الطيبة المذكورة.
- من المهم محاورته بلطف ووضوح حول طبيعة العلاقة مع أهله، بأن تكون باعتدال وضرورة حفظ أسرار الزوجين وخصوصياتهما، كون كشفها إساءة للزوجة حيث لا يحفظ مكانتها وحقوقها ومفضيا لتدمير العلاقة الزوجية، كما وقد لمستم قبل الزواج بعض آثار ذلك السيئة، وأن هذا الحق غير مختص بالزوجة فحسب، بل والزوج أيضا، حيث لا يرضيه -قطعا- أن تفشي أنت أسراركما وخصوصياتكما ومشكلاتكما لأسرتك مهما كانت الأسرتان عليه من خير، وقد بينت الآية الكريمة أن القوامة للزوج لا لأسرته، وأن عدم وضوح هذه العلاقة فيه تناقض وازدواجية مرهقة، وأهمية حفظ الزوجة لحقوق الزوج في ماله وسره وعرضه، وقياس الزوج على الزوجة ظاهر أيضا؛ وذلك بتأمل قوله تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ)، وأن ذلك لا يتنافى وواجب البر بوالديه والمحبة والاحترام اللازمين لهما، فإن رأيت منه تفهما وقبولا وتجاوبا، فإن تحلي الزوج بالعقل والوعي علامة خير ومؤذن بنجاح الزواج، وإلا فيلزمك زيادة الاستخارة لنفسك؛ كون ذلك من ضروريات استقرار الحياة الزوجية كما لا يخفى.
- احرصي على تعميق الإيمان لديك ولدى خطيبك بطلب العلم النافع، والعمل الصالح ولزوم الذكر والصحبة الصالحة، وتوفير القدوة والصحبة الصالحة لخطيبك، والتي تعينه على زيادة الخير لديه وتجنيبه التجاوزات والعيوب ما أمكن، وقد ثبت في الحديث: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يُخَالِل).
- أوصيك بلزوم الدعاء أن يصلح خطيبك ويجمع شملكما على سعادة وخير، مع ضرورة الاستخارة بأن يختار الله لك الزوج المناسب والذي فيه صلاح دينك ودنياك.
- أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يوفقك لما يحب ويرضى، ويرزقك سعادة الآخرة والأولى، والله الموفق والمستعان.