كرهت زوجي بسبب مشاكله مع أهلي وأرغب بالطلاق، ما رأيكم؟
2020-05-12 06:00:12 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
أنا متزوجة منذ 17 عام ولدي ستة أطفال، زوجي لا يحب أهلي منذ بداية زواجنا، بل يغار منهم رغم أنهم طيبون ويحبونه، لا يحترمهم أبدا، عانيت كثيرا معه، تغربنا سبع سنوات، ثم جاء أهلي للعيش في بلد إقامتنا، ومنذ ذلك الوقت لم أرتح أبدا من كرهه لهم، وغيرته منهم.
يمنع أولادي من الذهاب لأهلي أو النوم عندهم بمفردهم، وليس لنا غير أهلي، لكنه لا يمنعني من زيارتهم كل أسبوع أو أسبوعين برفقة أولادي لساعات محددة.
تعبت من الكلام معه لا فائدة أبدا، ووالده كان هكذا أيضا.
ذات مرة حدث خلاف بين زوجي وأخي، وبعدها ذهب أخي لمكان عمل زوجي لكي يصالحه ويدعوه للإفطار، فلما رآه خرج من المكان.
أصبحت أكره حياتي وأفكر في الطلاق.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
مرحباً بك -أختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يقر عينك بصلاح ما بين زوجك وبين أهلك، وأن يصلح الأحوال، وأن يلهمكم السداد والرشاد ويحقق لنا ولكم السعادة والآمال.
نتمنى لك النجاح في إدارة هذا الموقف بهدوء، وإذا كان زوجك يقوم بواجباته تجاهكم وتجاه أولاده فأرجو أن لا تنقلي لأهلك إلا المشاعر الطيبة، ولا تنقلي له إلا المشاعر الطيبة منهم، لأن هكذا المؤمن ينقل دائماً المشاعر الطيبة ويقرب وجهات النظر، ونحن طبعاً نتأسف لهذا الذي يحدث، ولكن بعض الأزواج ربما هذا نمط شخصيته، وحاولي أن تعرفي ما هي الأمور التي تزعج زوجك، ثم تجتهدي في تفاديها، وأهلك يشكروا على اهتمامهم به وترحيبهم به.
ولكن نتمنى أيضاً أن يتفهموا هذه الشخصية، شخصية هذا الزوج الذي ينفر بهذه الطريقة والذي لا يقبل الخطأ حتى لو كان صغيراً والذي يرفض الاعتذار. أسأل الله أن يعينكم جميعاً على التعامل مع الوضع؛ لأننا لا نريد أن تفكري في الطلاق، فهذا الذي يحدث خاصة وهو يسمح لك بالذهاب لأهلك ولا يمانع في الزيارة، لكنه يتحرج من زيارة أولاده وحدهم أو مبيتهم وحدهم، هذه أمور -إن شاء الله- التفاهم حولها والتفهم لها من السهولة بمكان، فأرجو أن لا تأخذ الأمور أكبر من حجمها، ونتمنى أن يكون الزمن جزءًا من الحل، غداً سيكبر الأولاد وهم من سوف يحاورون والدهم، هم سيتواصلون مع أخوالهم مع أسرتك، فأرجو أن تأخذ الأمور حجمها، والأسرة أيضاً من الضروري أن يتفهموا.
واعلمي أننا دائماً كآباء وأسر نسعد عندما تكون بنتنا عندنا سعيدة، حتى لو كان هناك ما يضايقنا نحن من جانب زوجها، لأن المهم هو استقرارك وسعادتك مع هذا الزوج الذي نتمنى أن تحشدي ما فيه من إيجابيات ثم تذكريها له، ثم تقولي ليتك تكمل هذه الواجبات بأن تسمح لأبنائي بأن يقتربوا أكثر من أهلي لأن ليس عندنا أهل غيرهم أو نحو ذلك من الكلام اللطيف الذي تختارين له الأوقات المناسبة.
وسيكون من المفيد جداً إذا نجحت في أن تجعلي زوجك يتواصل مع الموقع ويذكر ما عنده حتى نحلل شخصيته، ونعينه على الحل، وعلى أهلك أيضاً طالما نحن عرفنا نمط هذه الشخصية، لأننا قد لا نستطيع أن نغير إنسانا كبيرا، لكن نستطيع أن نتكيف معه، نستطيع أن نتفادى الأمور التي تثير غضبه، نستطيع أن نتفادى الأمور التي لا يقبلها، وبالتالي نستطيع أن نعيش معه.
لقد أحسن شقيقك في الاعتذار وفي الذهاب إليه، ورغم أن الزوج قصر في التعامل إلا أن الأمور ينبغي أيضاً أن تأخذ حجمها، فأهلك يهمهم أن تكوني سعيدة ومستقرة مع زوجك، فحذاري أن تفكرين مجرد تفكير في الطلاق، لأن هذا أمر لا يدعو للطلاق وعلى زوجك وأهلك أن يجتهدوا في إصلاح ما بينهم كرجال.
ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يؤلف القلوب هو ولي ذلك والقادر عليه، ومن المهم التفهم، يعني إذا لم يتواصل معنا أرجو أن ترصدي لنا الأمور التي يتضايق منها الزوج، يعني ما الذي يضايقه في أهلك، ما هي الخلفية التي نشأ عليها؟ فإذا رصدنا هذه الأمور، واستطعنا أن نتحاور حولها -إن شاء الله- تكون هذه خطوات في الطريق الصحيح.
ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.