لدي خوف وتردد وأخاف من المواجهة حتى عند الاختلاف!
2020-05-18 10:04:32 | إسلام ويب
السؤال:
أنا شاب عمري 28 عاما، مواظب على الصلوات الخمس منذ حوالي 5 أشهر، وهدفي أن أتقي الله في كل شيء، ولا أؤذي أحدا.
عندي مشكلة نفسية بأنني دائما أتأذى نفسيا بعد كل مناقشة أو حديث عندما نكون مختلفين في الرأي، ودائما أشعر بالخوف أن أكون خاطئا، ودائما عندي شك، هل أنا على صواب أم على خطأ، أخاف وأتردد كثيرا، وأخاف دائما من المستقبل، وأخاف من أشياء كثيرة، وأشعر دائما بالفشل، وأحاول الاستسلام، وأخاف المواجهة، ماذا أفعل؟ فأنا في هذه المشكلة طيلة حياتي، وأشعر أن عمري يسرق مني، ولم أقدر على فعل أي شيء؛ لأني أخاف أن أفشل.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mahmoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، تقبّل الله طاعاتكم وصيامكم.
إن شاء الله مشكلتك بسيطة، بالفعل هي مزعجة، حيث إن التردد والإحساس بالذنب بعد المناقشات حتى وإن لم تكن مُخطئًا، وأن تتراكم حساسيات الشخصية، تجعل الإنسان في حيرة من أمره في كثير من الأحيان، وهذا قد يؤدي إلى شعور اكتئابي ثانوي، يُخفض من مقدرة الإنسان كثيرًا على اتخاذ القرارات السليمة وعلى التركيز.
الإنسان يجب أن يُدرب نفسه حقيقة، أن يقبل الناس كما هم لا كما يريد، ودائمًا نعرف أن آرائنا التي نقولها قد لا تكون مقبولة لدى كثير من الناس في بعض الأحيان، أو على الأقل جزءا منها، ونحن أيضًا بنفس المستوى يجب أن نتقبّل أن ما يقوله الآخرين يجب أن نحترمه، حتى وإن اختلفنا معه.
فالأمر هو عملية تدريب نفسي متواصلة، أقبلُ الآخر كما هو، لا كما أريده أنا، لا كما أتمناه أنا؛ لأن هذا مستحيل أن يتحقق حتى أقرب الناس إليك، حتى أقربائك، حتى في بعض الأحيان أبنائك، يجب ألّا تروَّض فكرك على مستويات مُعيّنة، أو على طِباع مُعيّنة في الناس، وتصِرُّ على ذلك؛ لأن ذلك يتصادم كثيرًا مع الواقع، إذًا نقبل الناس، دائمًا نقبلهم كما هم، وليس من الضروري أبدًا أن نتأثر بفكره، أو بسلوكه، خاصة إذا كان مُخطئًا، يجب ألَّا نتأثر به أبدًا.
أنا أعتقد أن لديك نمطا وسواسيا واضحا جدًّا في طريقة التفكير، لذا يكون التردد، يكون التأنيب، يكون الخوف من أشياء كثيرة، وهذا كلُّه يؤدي إلى الخوف من الفشل، وأراك في حاجة لعلاج دوائي بسيط جدًا، هنالك أدوية ممتازة تُساعد في مثل هذه الحالات؛ لأن المشكلة هي على مستوى التفكير أكثر ممَّا هي على مستوى التطبيق على الواقع.
إن كان بالإمكان أن تذهب إلى طبيب نفسي فهذا أمرٌ جيد، وإن لم يكن ذلك ممكنًا فعقار (سيرترالين) والذي يُسمّى تجاريًا (لسترال) سيكون مفيدًا جدًّا بالنسبة لك، والدواء غير إدماني، وقليل الآثار الجانبية جدًّا.
بما أن عمرك ثمانية وعشرين عامًا فالجرعة المناسبة لك هي أن تبدأ بنصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجرامًا - من الحبة التي تحتوي على خمسين مليجرامًا، تتناول هذه الجرعة الأولية يوميًا لمدة أسبوع، ثم تجعلها حبة واحدة يوميًا لمدة شهر، ثم تجعلها حبتين يوميًا لمدة شهرين، ثم تخفضها إلى حبة واحدة يوميًا لمدة شهرين أيضًا، ثم نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
الدواء سوف يفيدك كثيرًا -إن شاء الله تعالى-، وطبِّق الإرشاد السلوكي الذي نصحتك به، وحاول أن تقوم بواجباتك الاجتماعية، وأن تبني نسيجًا اجتماعيًّا جيدًا، وصلة الرحم يجب أن تكون على رأس اهتماماتك فيما يتعلق بالتواصل الاجتماعي.
أنا سعيد جدًّا أنك محافظ على صلواتك، -وإن شاء الله تعالى- هذا يكون عونًا لك في الدنيا والآخرة، واحرص في الأذكار والورد القرآني اليومي، هذا مهمٌّ جدًا، والصحبة الطيبة دائمًا تُشعرك إن شاء الله بالطمأنينة كثيرًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.