ابنتي عنيدة مخربة ولا تلبي الأوامر، فما الحل؟
2020-06-10 21:12:53 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أنا أب لطفلة تبلغ من العمر ٣ سنوات، وقد جاءت هذه الطفلة بعد ٨ سنوات من الزواج، أي بعد حرمان طويل من الأطفال، ومنذ صغرها نعاني من عنادها وعدم تلبيتها للأوامر، مع العلم بأنني موفر لها كل احتياجات الحياة، وتعيش في دلال تام، حيث أنها ترفض الاستحمام وتخافه كثيرا، وكذلك تبكي على أتفه الأمور، كما أنها تقوم بأعمال تخريبية في المنزل، حتى ألعابها كذلك في بعض الأوقات تقول لي أن هناك شيئا مخيفا في الغرفة، وكذلك في أوقات عندما تستيقظ من النوم تتكلم مع نفسها، وهي ترى السقف، وكأن هناك من يعطيها أوامر لتنفذها، كذلك في بعض الأوقات ترفض سماع القرآن، وبعض الأوقات لا ترفضه وتنام كالمُخدرة عند سماعه.
صرت لا أذهب إلى العمل إلا متأخرا، وكذلك كثر غيابي بسبب وصول أمها إلى مرحلة الجنون، وعدم تحمل تصرفاتها، والتي تصل إلى أن مشاكلي مع أمها في بعض الأوقات تصل إلى الهجران، وقد تصل للطلاق، مُتعبة عند محاولتنا إطعامها، أشعر بأنها تتلاعب بنا كثيرا، حتى أنني في أوقات صرت أتخيل أن كل ما نعاني منه بسبب السحر، مع العلم بأننا رزقنا بطفل جديد في هذا العام، وقد كانت الفرحة بحمل أمها وبقرب قدومه، إلا أن شقاوتها وعنفها زادا أكثر من قبل ذلك، فما الحل؟
أرجوكم ساعدوني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو خليفة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، نشكرك على تواصلك معنا في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى أن يحفظ ذريتك ويجعلهم من الصالحين، وأن يكونوا قُرَّة عينٍ لكما.
أخي: الحالة حقيقة واضحة، حالة هذه البُنيّة: هي طفلة عزيزة، طفلة خاصّة، أتت بعد فترة من انقطاع الإنجاب، وفي مثل هذه الحالة نعتبر الطفل طفلاً خاصًّا، فلابد أن تكون أنها قد استأثرت بمعاملة خاصّة فيها الكثير من الدلال، فيها الكثير من الالتصاق الجسدي معك ومع أُمِّها، وهذا يبني نوعًا من البناء الوجداني الذي يُشعر الطفل بالتهديد متى لم تُستجب طلباته ورغباته، أو في حالة الابتعاد عنكما.
قلق الفراق يبني كثيرًا لدى هؤلاء الأطفال، وكما تفضلت أنها مُشاغبة، ومعاندة، وتودّ أن تستجاب طلباتها في أي وقتٍ، كما أن نومها مضطرب أو بدايات النوم.
فيا أخي: ما ذكرته هو أمرٌ طبيعي جدًّا، طبعًا أنا لا ألومك ولا ألوم والدتها. معاملتها بدلالٍ شديدٍ وبصورة خاصّة معظمه حصل على مستوى اللاشعور، طفلة غالية عزيزة جدًّا وحدث ما حدث.
وطبعًا بعد قدوم شقيقها – حفظه الله – حتى وإن كانت فرحة بالحمل إلَّا أن الغيرة قد تمكّنت منها، لأنها تعرف سلفًا أنها قد تفقد الكثير من المآثر ولطف المعاملة التي كانت تستأثر بها حين كانت هي الوحيدة. فقيمتها مع ذاتها بدأ في التناقص بعد قدوم أخيها.
أخي: عليكم بالصبر، وأن تحمدوا الله تعالى على هذه النعمة العظيمة، نعمة الذرية، وبعد ذلك حاولوا ألّا تستجيبوا لطلبات الطفلة، وهذا الأمر يكون بالتدرّج، سوف تحتجّ وتغضب، لكن أؤكد لك أنكما إذا قمتما بتطبيق مبدأ الابتعاد الجزئي وعدم تلبية الطلبات دائمًا، وتحمّل صراخها، وعدم الاستجابة لأي رد فعلي منها، وتجاهلها، سوف تتحسّن هذه الطفلة بصورة شديدة جدًّا، هذا أمرٌ معروف. الفطام التدريجي لكن بإصرار، وبثبات، ويجب أن تكون أنت وأُمّها على نفس المنهجية في التعامل معها، سيكون من الخطأ جدًّا أن يُدلِّلها أحدكما ويشدّ الآخر معها.
وحاولوا أن تقرّبوا بينها وبين شقيقها، قوموا بالأدوار التي تجعلها تحس كأنها هي أُمٌّ لها وترعاه، وشيء من هذا القبيل. هذه الأمور مفيدة جدًّا وجيدة جدًّا.
إن شاء الله تعالى الطفلة طبيعية، والاضطراب الذي يأتيها عند النوم، والكلام مع النفس: هذا مجرد قلق وليس أكثر من ذلك، وسماع القرآن في حدود المعقول، ودائمًا حفّزوا هذه الطفلة بالكلام، بالابتسام في وجهها، لكن يجب أن تكونوا حازمين جدًّا في موضوع تلبية الطلبات. الصبر عليها ومقاومة تصرفاتها وتجاهل اعتراضها أو غضبها سوف يساعدها كثيرًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.