حقيقة الوسواس القهري المتعلق بالطهارة وكيفية علاجه؟
2005-10-17 13:54:10 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أعاني من وسواس يدمرني، وهو أني لست على طهارة، وأقصد الطهارة الكبرى، وأنه يجب علي أن أغتسل كلما راودني هذا الوسواس حتى تكون صلاتي وصيامي مقبولين عند الله وإلا فسوف يحاسبني على هذا.
ويزداد هذا الوسواس بحلول شهر رمضان، إذ في بعض الأحيان أغتسل أكثر من مرتين في اليوم، وكثيراً ما أمرض، كما أن هذا الوسواس يخيل لي أني أحتلم كل ليلة، وأصبح متعبة نفسياً من هذا، إلى جانب أنه عند وضوئي للصلاة يخيل لي أنه تخرج مني أشياء تنقض الوضوء، وأضطر لإعادته، وأبقى على هذا الحال لفترة طويلة، أكاد أجن حتى لاحظ علي الكل هذا، ما العمل؟ وكيف أحمي نفسي من هذا الوسواس حتى إني أتعب نفسياً كلما هممت بالوضوء أو حلول شهر رمضان؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Salwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أولاً: نعتذر عن تأخر الرد.
الحمد لله أن وساوسك بالرغم من أنها مؤلمة، إلا أنها تدور حول الدين أو متطلبات الدين، وهذا إن شاء الله نحسب أن فيه خيراً كثيراً لك .
الوساوس القهرية هي في الأصل سلوك مكتسب ومتعلم، والشيء المتعلم يمكن أن يُفقد تعليمه، ويتم ذلك في حالة الوساوس بتحقيرها ومقاومتها، وعدم الانصياع لها، وحين يبدأ الإنسان في مقاومتها وعدم الانصياع لها سوف يحس بالقلق، ولكن صدقيني هذا القلق سوف يقل بالتدريج مع المواصلة في المقاومة .
واحد من الأساليب السلوكية الأساسية هو أن تشترطي على نفسك ودون مساومة أنك لن تغتسلي اليوم ما دام لا يوجد سببٌ لذلك، وتقدمي على الصلاة، وتكرري ذلك لمدة عشرة أيام .
الشيء الآخر هو أن تتخيلي فكرة الغسل أو خروج الريح أو نزول إفراز وتضربي على يدك بقوةٍ لدرجة أن تشعري بالألم الشديد، وتكرري هذا التمرين عدة مرات، والهدف من ذلك أن تقرن الفكرة الوسواسية بنوعٍ من السلوك المعاكس أو المضاد، وفي هذه الحالة هو الألم، وقد وُجد العلماء أن الوساوس سوف تبدأ في الضعف حتى تتلاشى .
توجد الآن بفضل الله أدوية قوية وفعالة وسليمة لمقاومة الوساوس القهرية، ولكنها تتطلب الالتزام بالجرعة الصحيحة ومدة العلاج .
الدواء الأفضل لك هو عقار يُعرف باسم بروزاك، وجرعة البداية هي كبسولة واحدة في اليوم بعد الأكل، تُرفع بعد شهر من بداية العلاج إلى كبسولتين في اليوم، وتستمري على ذلك لمدة ثلاثة أشهر، وإذا لم تشعري بتحسن حقيقي وملاحظ، فيمكن أن تُرفع الجرعة إلى ثلاث كبسولات في اليوم (60 مليجرام) ويجب أن تستمري على هذه الجرعة لمدة لا تقل عن تسعة أشهر، بعدها يمكن أن تخفض الجرعة بمعدل كبسولة واحدة في الشهر.
كما ذكرت سابقاً هذا الدواء فعال ومفيد، وتوجد أدوية أخرى بديلة، مثل: زولوفت، زيروكسات، فافرين.
وبالله التوفيق.