أشك بأن هناك من يعطيني أدوية نفسية في أكلي! فكيف أتخلص منها؟
2020-06-28 05:34:33 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا شخص ملتزم بديني في بيئة بعيدة عن الدين، لا يعرفون الحلال والحرام، فقمت باعتزال الأقارب بسبب الاختلاط وعدم خروجي معهم إلى الأماكن العامة بسبب تبرج النساء، وكنت أرفض العمل بصناعة الألبسة النسائية من باب الورع.
حين كنت أقوم بالليل كنت أبكي في صلاتي من باب المناجاة والعبادة، ولكن بعد فترة أحسست بأمور غريبة تحدث لي، ثقل بالرأس، وخوف شديد، حتى إني لم أستطع الخروج خارج المنزل من شدة الخوف، وكوابيس، حتى إني لم أعد أستطع النوم بالنهار أبداً، مع عجز جنسي، والتهاب بالساق، وألم بالمعدة، وتحرك عضلات الوجه، وحرارة بالأقدام، ومن ثم تأقلمت على هذه الحالة وأنا صابر، وتغير حالي بعد ذلك إلى كثرة نوم واللامبالاة، مع عجز جنسي، ودوار، وضعف بالعبادة، ولكن بدأت أشك بمن حولي بأنهم يضعون لي أدوية نفسية بسبب التزامي بالدين، وهم يحاولون أقناعي بأني على خطأ، وبدأت أبحث عن أعراض الأدوية النفسية فوجدت بأنها تتطابق مع الأدوية النفسية.
أنا على هذه الحالة منذ سنين، وحتى منذ 15 عاماً أتذكر حين كنت أذهب إلى المسجد لصلاة الفجر، وكنت أقوم الليل، وأنا شاب صغير، انقلب وضعي فجأة إلى كثرة نوم، وعطش شديد، ولم أعد أستطع قيام الليل، وصعوبة الذهاب إلى المسجد.
صدقني أنا في عذاب، وأنا لا أدري! يعطوني أدوية ومن ثم يقطعون ومن ثم يغيرون الأدوية وأنا أحمق لا أعلم شيئا.
الآن قررت أن آكل لوحدي خارج البيت، ما هي المدة التي أحتاج إليها حتى أتخلص من الأدوية في الدم؟ لأني قرأت بأن هناك إبرا تصل مدتها إلى ثلاثة أشهر، هل تعطى الإبر عن طريق الشراب؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما حصل معك هي تغيرات نفسية -يا أخي الكريم-، ولا أرى أن الأقارب يستطيعون أن يضعوا لك شيئاً أو بالذات أدوية نفسية؛ لأن الحصول عليها غير سهل في المقام الأول، وثانياً الأدوية النفسية نفسها مختلفة، وحتماً لا يمكنهم وضع إبر في الشراب؛ لأن الإبر إذا وضعت في الشراب فمفعولها ينتهي -يا أخي الكريم-.
أرى أن ما تحس به الآن هي شكوك في أقاربك، وهذه الشكوك هي التي جعلتك تحس بأنهم يضعون شيئاً وبالذات أدوية نفسية، بالعكس أرى أنك تحتاج فعلاً مقابلة طبيب نفسي لإجراء مزيد من الفحص لحالتك، الاستماع إليك، وأخذ تاريخ مرضي مفصل، وكشف للحالة العقلية ومن ثم قد يعطيك علاجات لتزول عنك هذه الأشياء، ولكن لا أرى أي دليل على أن الأقارب يضعون لك أي شيء، ما هي إلا شكوك -يا أخي الكريم- من جانبك.
وفقك الله وسدد خطاك.
++++++++++
انتهت إجابة د. عبد العزيز أحمد عمر الاستشاري النفسي وتليها إجابة د. عقيل المقطري الاستشاري التربوي والشرعي.
++++++++++
مرحباً بك -أخي الكريم- ورداً على استشارتك أقول:
حكمك على الناس بهذا الحكم بأنهم لا يعرفون الحلال والحرام فيه شدة، والذي يبدو أن عندهم تساهل، وهذا لا يعني أنك تعتزلهم، لأن مخالطتهم ونصحهم ما بين الحين والآخر حتى لو كانوا لا يتقبلون، ولذلك يقول عليه الصلاة والسلام: (الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر عليهم).
الاعتزال عن الناس سيسبب لك الكثير من المشاكل، ومنها مداهمة الأفكار السلبية والوساوس، وهذا ما تعانيه الآن.
رفضك للعمل بصناعة الألبسة النسائية لا يدخل في باب الورع لا من قريب ولا من بعيد، خاصة إن كنت تفصلها دون أن تأخذ المقاسات أو يأخذها نساء أو أشخاص غيرك، وعملك أنت الخياطة فقط.
عليك أن تعتدل في تدينك، فلا تتشدد ولا تتساهل، وأن تعتدل في نظرتك إلى الناس يقول عليه الصلاة والسلام: (من قال هلك الناس فهو أهلكُهم).
أكثر الوساوس يكون بدايتها التعمق في التعبد ومحاولة التخشع والتعمق، فيبدو لي أن ما عانيت منه بعد اعتزال أسرتك من هذا الباب، فقد تدرج معك الشيطان، فوصلت إلى ما وصلت إليه.
قد يتطور الأمر عند بعض الناس، فيصابون بالمس بسبب استرسالهم واستجابتهم لوساوس الشيطان.
الذي أنصحك به أن تعرض نفسك على راقٍ أمينٍ وثقة ليستكشف حالتك، فإن تبين أنك مصاب بشيء، فيجب أن تستمر بالرقية حتى يزول ما تجده.
لا يصلح أن تحكم على أسرتك لمجرد شكوك عندك، فكيف يمكن أن يفعلوا ما ذكرته، وهم أحرص الناس على صحتك.
ما تفكر به ما هو إلا وساوس من الشيطان يريد أن يفسد ما بينك وبين أهلك، ثم ومعاناتك من أعراض هي نفسي أو قريبا من أعراض العلاجات النفسية لا يعني أنهم يعطونك علاجات نفسية، وهذا منك قياس عجيب لا ينبني على أسس وقواعد علمية، وأنا أضرب لك مثلا في وجع الرأس، فقد يكون بسبب قلة النوم، وقد يكون بسبب المعدة، وقد يكون بسبب ألم في عظام الرقبة وووو إلخ، فلا يصلح أن ترد وجع الرأس لسبب واحد، فالذي يقرر السبب هو الطبيب من خلال إجراء فحوصات لجسمك يبين من خلالها أسباب معاناتك.
لا أتوقع أنك لا تأكل مع أسرتك، ولو بعض الوجبات، فإن كان كذلك، فكيف يضعون لك الأدوية وأنت تأكل معهم في مائدة واحدة.
قرارك بالأكل خارج البيت ليس هو العلاج، بل انتقل بك الشيطان من داخل البيت إلى خارجه وانتقل بك من وسواس إلى وسواس آخر، واستطاع أن يجعلك تعيش في شك مع أسرتك، بل وقذف في قلبك البغض والكره لهم من حيث لا تشعر.
يجب أن تخرج من العزلة التي تعيشها، وأن تخالط أسرتك بشكل طبيعي، وأن تعيد الثقة بهم وتخالط الصالحين من أصدقائك؛ لأنهم سيعينونك على الخروج مما أنت فيه.
عليك بطلب العلم الشرعي من أهله المعتدلين، وابتعد عن المتشددين الذين لا يعرفون إلا التشدد.
أكثر من تلاوة القرآن الكريم، وحافظ على أذكار اليوم والليلة، ففي ذلك وقاية لك من الشيطان وشره.
(مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).
يجب عليك أن تؤدي العبادات في أوقاتها، وبالكيفية التي أتت عن رسول الله صلى اللع عليه وسلم.
تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وسل ربك أن يعافيك مما تعاني، وأن يرزقك الاستقامة على دينه، ويبعد عنك وساوس الشيطان الرجيم.
اعرض نفسك على راق أمين وثقة ليستكشف حالتك، فإن تبين أنك تعاني من شيء، فلا بد من جلسات للرقية حتى تبرأ.
نسعد بتواصلك ونسأل الله لك التوفيق.