كثيرا ما تتغلب المشاعر السوداوية عليّ.. ما علاج ذلك؟
2020-06-24 22:04:45 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
في البداية أشكركم على المساعدة، ومد يد العون لنا، أسأل الله لكم التوفيق، وأن يضاعف لكم الأجر.
أنا طالبة جامعية، تبقى لي عامان على التخرج -إن شاء الله-.
بدأت مشكلتي عندما مررت بنوبة هلع، وأنا في عمر 17 سنة؛ لأنني كنت أمر بضغوط كثيرة، وتوقفت لفترة لما، ثم عادت مع فترة دراستي الجامعية بشكل أكثر تكرارا وأكثر حدة، قرأت الاستشارات المتعلقة بها فابتعدت عن القهوه والمنبهات، وبدأت أمارس الرياضة وحين أشعر بها أشغل نفسي بشيء آخر، وقد أفادتني فعلا هذه الطريقة.
لكن مشكلتي هي أن الضغوط النفسية لا تنتهي، وحين قلت نوبات الهلع بدأت أصاب بوسواس الموت أخبرت نفسي كثيرا أن هذا ليس شيئا يمكن أن أخاف منه؛ لأنه لا مفر منه، لكن تطور الموضوع لدرجة أنني أحدث نفسي ماذا سيحدث لوالدتي وإخوتي إن مت، وتأخذني دوامة الحزن والضيق حتى أهملت دراستي وشعرت بفقدان الشغف تجاه كل شيء.
تغيرت حياتي وتغيرت أنا كثيرا بعد أن كنت شخصية قوية أصبحت ضعيفة انطوائية، أتأثر بأقل كلمة, أنا حزينة جدا على حالي، ودائما ما يراودني ضيق وشعور بعدم الأهمية، وأحاربه وأنا واثقه بالله، وأحافظ على صلاتي، ابتعدت قليلا لفترة ما عن الأذكار، لكني أفعل ما بوسعي للمحافظة عليها كثيرا ما أنساها..
أقنع نفسي أنها فترة وستمر، وأنني لست ضعيفة، لكن كثيرا ما تتغلب المشاعر السوداوية علي، ماذا أفعل؟ وهل من الممكن أن أعالج دون الذهاب لطبيب نفسي، أو أخذ علاجات نفسية؟ لأن ذلك سيقلقني ويحزن عائلتي جدا، وهم يعتمدون علي.
أعتذر عن الإطالة، لكن صدقا لا شخص سيساعدني غيركم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ shimaaKH حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء.
أنت تدرَّجت من حالة الهلع - التي أتتك قبل أربع سنوات – إلى الإصابة بشيء من الوسواس والخوف، والخوف من الموت على وجه الخصوص.
هذه الحالات حالات بسيطة، ونسمِّيها بـ (قلق المخاوف الوسواسي) من الدرجة البسيطة، وعلاجها يكون من خلال تجاهلها، والإصرار على أن تكوني إيجابية، ودائمًا حُسن إدارة الوقت والتأمُّل الإيجابي يجعل الإنسان في وضعٍ نفسيٍّ أفضل، وارجعي لنفس عاداتك السابقة: ممارسة الرياضة، ممارسة بعض التمارين الاسترخائية، تجنب تناول الشاي والقهوة بقدر المستطاع، أو على الأقل عدم الإكثار منها، التواصل الاجتماعي الإيجابي مع صديقاتك والصالحات من النساء.
أن تجعلي لحياتك برنامجا، أن تجعلي لحياتك معنىً، أن تجعلي لحياتك هدفا، طبعًا هدفك الآن يجب أن يكون التميّز الدراسي، وأتمنَّى أيضًا أن يكون هدفك أن تحفظي شيئًا من القرآن الكريم، هذا فيه حقيقة رحمة وطمأنينة كبيرة جدًّا.
وألَّا تُضخمي من أعراضك هذه من خلال الانشغال بها، التجاهل – كما ذكرتُ لك – التفكير الإيجابي، تمارين الاسترخاء، تمارين رياضية، التواصل الاجتماعي الإيجابي، برَّ الوالدين، والحمد لله وبفضل الله تحرصين جدًّا على الصلاة في وقتها، وقطعًا تلاوة القرآن يجب أن تكون جزءً من حياتك، لابد أن يكون لك ورد يومي حتى ولو كان بسيطًا، الأذكار مهمّة جدًّا، أذكار الصباح والمساء، أذكار الاستيقاظ وأذكار النوم، هذه كلها ضرورية ومهمّة، وتبعث الطمأنينة في حياتنا.
هذه الحالات تنتهي تلقائيًا، لكن إذا جعلت نمط حياتك إيجابيا بالكيفية التي ذكرتها لك، قطعًا هذا سوف يُعجّل في اختفاء هذه الأعراض، وسوف تختفي بصورة أسرع كذلك إذا أخذت دواءً بسيطًا مثل الـ (سبرالكس)، بالرغم من تحفُّظك على الدواء، لكن الدواء سليم وفاعل وممتاز، وهو بالفعل يُقلِّل من حدة الخوف والقلق، وهذا يجعلك تُطبقين نمط الحياة الإيجابي بصورة أسرع وأكثر كفاءة.
شاوري أسرتك حول تناول الدواء، والسبرالكس لا يحتاج الذهاب إلى طبيب نفسي، معظم الأطباء يعرفون هذا الدواء، أو حتى الصيادلة، وهو ليس إدمانيًا، ولا يؤثّر على الدورة الشهرية، وليس له أي أضرار، وأنت تحتاجين لجرعة صغيرة ولمدة قصيرة، فقط ابدئي بخمسة مليجرام يوميًا، هذا طبعًا في حالة أنك قد اقتنعت بالدواء، وتكلمت مع أسرتك في شأنه. خمسة مليجرام يوميًا – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تتناولينها بانتظام، لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك اجعليها حبة كاملة يوميًا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.