عائلتنا تعادت بسبب النميمة، ماذا نفعل؟
2024-04-02 02:16:15 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عائلتي وعائلة أمي كانت بأفضل العلاقات من محبة وصلة رحم، وأقمنا مناسبة لخالي لزواج أخي من ابنته، ولكن لدينا خالة تكره الخير لأمي وأبي وإخوتي ولي.
بدأت القصة بمقاطعتها لنا من دون سبب، والإساءة لنا بالمعاملة والكلام، وبث الفتنة بين العائلة بأن تنقل كلاماً على ألسنتنا، سواء قلناه أو لا، مع إضافة بعض الكلام لمصلحتها، وأحياناً تصل معها للكذب لتكسب باقي العائلة لصفها، وفعلاً بدأت العائلة بحظرنا وقطيعتنا دون أن نفهم السبب، ودون علمنا.
حتى جدتي قاطعتنا، وقاطعت أمي، وخالي أقام عداوة مع أخي، ووصل بالأخير إلى كره العائلة بعضها البعض، والطلاق، والتفرقة بين أخي وزوجته.
نحن في حالة من الفوضى والكره منذ ٨ أشهر، وإلى حد هذه اللحظة لم تظهر بوادر صلح من طرفنا أو طرفهم، ماذا نفعل في هذه الحالة؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Eman حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك هذا السؤال الذي يدلُّ على همٍّ وهمّةٍ ورغبةٍ في الإصلاح والخير، نسأل الله أن يوفقك، وأن يقرَّ عينك بصلاح الأحوال بين الأرحام، وأن يُحقق لنا ولكم الألفة والمحبة والآمال.
لا شك أن إفساد ذات البين أمرٌ خطير، هي الحالقة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في فساد ذات البين (هي الحالقة)، قال: (لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين)، والمؤسف أن إفساد ذات البين يُرضي الشيطان، الذي همّه أن يُوقع العداوة والبغضاء، وأن أسلحة الشيطان وأجناد الشيطان في ذلك همُ النمَّامون والنمَّامات، ولذلك يُرجى الانتباه لمن ينقل كلام الناس على وجه الإفساد، هذا ما حصل من هذه القريبة وهذه الخالة التي كان لها دورٌ ظاهرٌ في هذا الإفساد الذي حدث.
عليك وعلى أسرتك – أيتها الفاضلة – أن تجتهدوا في المبادرة، لأن النبي عليه الصلاة والسلام يريدنا عند الخصام إذا كنّا ظالمين أو مظلومين أن نُبادر، فإنه (لا يحلّ للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث)، هذا وهو مسلم، فكيف إذا كان هذا المسلم من الرحم؟ إذا كان خالاً أو خالة أو جدة، (يلتقيان فيُعرض هذا ويُعرضُ هذا وخيرهم الذي يبدأ بالسلام).
تواصلك معنا – بنتنا – هذا يدلُّ على نضجك ووعيك، فشجعي أسرتك ليكونوا مَن يبدأ بالاعتذار، ومحاولة فهم ما يحدث، وهذا حتى يفوزوا بالخيرية الواردة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (وخيرهم الذي يبدأ بالسلام)، فإذا بدأتم بالمبادرة والاعتذار وفهم الناس، فإن جدار الخصومة سيتكسّر وتعود المياه إلى مجاريها، وعند ذلك ينبغي أن تنتبهوا مستقبلاً وتنبِّهوا مَن حولكم إلى خطورة النميمة، لأن النمّام أو النمّامة تُفسد في ساعة ما يعجزُ عنه الساحر في شهر أو سنة.
لذلك ينبغي أن ننتبه، وقد عرفتم مصادر الشر أو سبب هذا الذي حدث، فإذًا علينا أن نسعى، ومهما حصل للإنسان ومهما تعرّض من مواقف أو إساءة، إلَّا أن الخيرية غالية، والجنّة غالية، وتحتاج مِنَّا إلى صبر واحتمالٍ حتى نفوز بما عند الله تبارك وتعالى، فإن قطيعة الرحم كبيرة من الكبائر.
نحن نخرج من الحرج عندما نحاول، وعندما نبدأ، وعندما نُكرر المحاولات، وعندما نطرق الأبواب، وعندما نتواصل، ولكن إذا وقف كل طرف واستمر الخصام فإن أعمال المتخاصمين وأعمال قاطع الرحم لا تُرفع، بل النبي صلى الله عليه وسلم هدّد قاطع الرحم حتى قال: (لا يدخل الجنّة قاطع) قال سفيان: يعني قاطع رحم.
الأمر خطير، وأنتِ يا مَن تواصلتِ معنا كوني أنت وعائلتك ممَّن يُبادر، ممَّن يحرص على قهر الشيطان، ممّن يُفوّت الفرصة على شياطين الإنس والجن. نسأل الله أن يعيد الألفة إلى القبيلة والأهل والعائلة، وأن يردّ الجميع إلى كتابه وإلى هدي نبيّه ردًّا جميلاً.
هذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ونكرر الترحيب بك في موقعك.