أطلب الكمال في كل شيء وأعمل بجد ولا يرضيني شيء، فهل هذا وسواس؟
2020-07-02 04:25:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
تم تشخيص حالتي بأني مريض بالوسواس قهري منذ 7 سنوات، إذ كانت تأتيني مخاوف ووساوس دراسية بأني لن أدخل الكلية المعينة، وأن مذاكرتي ليست كافية، ومن هذا القبيل، وأيضا تأتيني فكرة أن الإنسان يكون في الحياة بين حالتي الجد والترفيه، وأن العظماء قصروا في حق أنفسهم حين حرموها من الترفيه، وصرت أطلب الكمال في كل شيء، وأعمل بجد، ولا يرضيني شيء، لأني أرفه عن نفسي كثيرا.
وآخر نوع من الوسواس يتعلق باسمي، حيث صرت حزينا بسببه، فأنا أحمد عبد السلام عبد الجواد، وقد لاحظت أن الشباب على مواقع التواصل يكتبون اسمي في بعض الأحيان عبسلام بدلا من عبد السلام، وعبجواد بدلا من عبد الجواد، من باب الاختصار أحيانا، ومن باب السخرية أحيانا، فتأتيني تخيلات بأن اسمي مكتوب بهذه الطريقة والناس تسخر من اسمي، مثلا يكتبون: " كاتب هذه المقالة عبسلام " بدلا من عبد السلام.
وأنا على هذا الحال منذ ثلاث سنوات، أناقش الفكرة وأحاول دحضها، وأقول لنفسي: ليس هناك سخرية، فترد نفسي: بل إنها سخرية، وهكذا!
حاولت تغيير اسمي، وحاولت الحصول على اسم شهرة، لكن الطبيب أخبرني أنه وسواس وأنا أشك، فهل هذا وسواس فعلا؟ وماذا أفعل؟ هل أتجاهله أم أغير اسمي؟ هل كل الوساوس وهم؟ هل يمكن أن يكون ما يخبرني به الوسواس حقيقة؟ وهل يجب تحقير جميع الوساوس، أم أن هناك تفصيلا في الأمر؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ما شاء الله اسمك اسم طيب وجميل جداً وله معنى، قطعاً الذي بك هو وسواس والوساوس خاصة حين يكون فيها شيء من سوء التأويل تؤلم صاحبها كثيراً، والوسواس لا نستطيع أن نقول أنه وهم، إنما هي أفكار خاطئة موجودة تفرض نفسها على الإنسان، ويحاول الإنسان التخلص منها ويجد صعوبة في ذلك، والوساوس لها تفسيرات كثيرة جداً، أنا أعتقد أن الطريقة المثلى للتعامل مع هذه الوساوس هو من خلال تحقيرها وعدم الاهتمام بها، على سبيل المثال طريقة التي يكتب بها اسمك وينطق بها اسمك أو اسم عبد الجواد، أنا أعتقد الذين يقومون بهذه التشويهات لأسماء الناس يجب أن لا يحسب لهم حساب، ويجب أن يتم تجاهلهم تماماً.
ولا أريدك أن تعتقد أنك أنت المستهدف بمثل هذه المسميات القبيحة، فتجاهل الفكرة، وعدم الانسياق لها، وعدم تحليلها، وعدم ربطها وعدم تأويلها إنما توجهها فكرياً ولفظياً بأن تقول أنت فكرة قبيحة أنت فكرة وسواسية، أنا لن أناقشك أنا لن أتأثر بك، أنا لن أتبعك، أنت تحت قدمي وهكذا، كلها رسائل رافضة للوسواس محقرة للوسواس، مهينة للوسواس، هذه إحدى طرق العلاج الجيدة والمفيدة جداً.
أما أن تخوض في تحليلها، ومحاولة تفسيرها، هذا قطعاً يعمقها، فأرجو أن لا تتأثر بهذه الأشياء التي تمر عليك من فكر وسواسي، وكما ذكرت لك الوسواس ليس وهما، إنما هو فكرة خاطئة، لكن في بعض الأحيان الوسواس يكون مبنيا على بعض الحقائق البسيطة، لكنها قد تجسمت وتضخمت وانحرفت من الدائرة الصحيحة، مثلاً الذي يحرص على إسباغ الوضوء قد يبدأ هكذا، ولكن بحث عن أقصى درجات الإجادة تجده يكرر، ودائماً يشك أن وضوءه غير صحيح، فالحقائق قد تبدأ لكنها تنحرف وتتجسم وتتضخم وتتشوه.
وجميع الوساوس يجب أن تحقر، وجميع الوساوس يجب أن ترفض، ويجب أن لا تدخل في حوارات مع الوسواس هذا مهم جداً.
أنا أرى أنك من الضروري أن تتلقى علاجا دوائيا، لأن الوساوس القهرية الفكرية على وجه الخصوص مثل النوع الذي تعاني منه يستجيب للدواء بشكل ممتاز، ومن الأدوية الممتازة عقار فافرين والذي يسمى فلوفكسمين، إن أردت أن تذهب وتقابل طبيبا نفسيا فهذا أمر جيد، وإن أردت أن تذهب إلى الصيدلية لأخذ الدواء يمكنك ذلك، خاصة أنه دواء غير إدماني وغير تعودي وسليم، والجرعة هي أن تبدأ بـ 50 مليجراما ليلاً لمدة 10 أيام، ثم تجعلها 100 مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم 200 مليجراما ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها إلى 100 مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم 50 مليجراما ليلاً لمدة شهر، ثم 50 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.