الأطفال ومشكلة الإدمان على الألعاب الإلكترونية

2020-06-29 03:15:49 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا أم لأربعة أطفال، والسؤال بخصوص ولدي الأكبر البالغ من العمر 12 سنة، والذي أطلب المشورة فيه لأمرين:
أولهما: أنه في بعض الأحيان يتصرف معي بطريقة طفولية، ويتحدث معي بصوت طفولي جداً، وكأنه يمثل دور طفل في الثالثة من عمره، وأنا لم أحاول صده أو إبعاده على الرغم من انزعاجي من تصرفاته، لعدم معرفتي بالسبب، وأيضا لأنني أخشى أنه قد يكون من تأثير تربيته في السنوات الأولى من عمره، فقد تزوجت في سن صغيرة، ولم أكن أشعر بعاطفة الأمومة تجاهه، فقد كنت أعتني بطعامه ونظافته فقط، وكان أبوه منشغلاً عنا طول الوقت، ولا يراه إلا نادراً، ولم يعش ابني طفولته كما يجب من حنان وعطف ولعب، ولم يكن يتصرف كأقرانه وهو في تلك المرحلة، فلم يكن يتفاعل معي كثيراً، ولم يكن يلعب مع أطفال العائلة عندما نلتقي، وكان يهتم بقنوات القرآن والأناشيد الدينية إلى حد كبير جداً، ودائم الإصغاء لها، وكان ذلك على حساب تفاعله معي.

كيف أتعامل مع تصرفاته الطفولية في الوقت الحالي؟ وهل هي نتيجة ما مر به في طفولته المبكرة؟

السؤال الآخر والأهم هو: أن ابني هذا يهوى الكمبيوتر وبرمجته، ولكنه منذ شهرين انكب على لعبة ماين كرافت حتى أدمنها، وعندما أبعدت عنه الكمبيوتر صار يتصرف بغرابة، أحياناً يصرخ أو يبكي أو يحاول استفزازي بحجة أنه ليس له عمل آخر يقوم به.

نحن في حظر تجول وقد توقفت الدراسة ولا خروج من المنزل، بالإضافة إلى أننا في وضع الحرب في بلادنا، فماذا أفعل بخصوص إدمانه على اللعبة؟ علما أنه يتمتع بذكاء وشخصية قيادية.

أفيدونا، حفظكم الله، وشكراً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن السلوك الطفولي له أسباب، منها أن يكون عمر الطفل العقلي أقل من عمره الزمني، بمعنى إذا طبقنا على طفل عمره 10 سنوات مقياس عالمي للذكاء وظهر أن ذكاءه يوازي من هم بعمر السبع سنوات، فهذا يعني أنه يعاني ضعفاً في القدرات العقلية.

ما يُعزز هذه النتيجة أن يكون النضج الاجتماعي عند الطفل أقل من أقرانه، بمعنى أنه لا يتفاعل ويتكيف اجتماعياً مع أطفال في سن العشر سنوات، بل مع أطفال أقل من ذلك بسنتين أو أكثر، وهذا يعطينا مؤشراً أن الطفل يعاني من تأخر نمائي سببه خَلقي أو بيئي أو كلاهما معاً.

الأخت الكريمة: فيما يلي مجموعة من الإرشادات العملية التي تساعد في تجاوز مشكلة ابنك بمشيئة الله:

1- إجراء فحص ذكاء لابنك على أحد مقاييس الذكاء العالمية، مثل: (مقياس وكسلر أو مقياس ستانفورد بينيه) فإذا كانت نسبة ذكاء ابنك ضمن متوسط الذكاء الطبيعي، عندها يكون بحاجة إلى برامج لتحسين التفاعل الاجتماعي في المهارات التي يتقنها الأطفال الذين بعمر (12 سنة) أما إذا كانت نسبة ذكائه أقل من 69 درجة على المقياس، فهذا يعني أن لديه تأخرا نمائيا، وبحاجة إلى برنامج تربية خاصة لتحسين قدراته العقلية والاجتماعية، وهذا يتم ضمن برنامج خاص على شكل جلسات فردية يقدمها له اختصاصي متمرس في مجال التربية الخاصة.

2- العمل على إشراك الطفل في نشاطات اجتماعية مع أطفال يجارونه بنفس الفئة العمرية، مثل: أنشطة رياضية، سباحة، ركوب خيل، على أن يرافقه في بداية الأمر الأب أو الأم بهدف تشجيعه، ومن ثم ينسحب المرافق بشكل تدريجي ليبدأ الطفل مرحلة الاعتماد على النفس ومواجهة مجتمعه بنفسه، وبذلك يتعرض للمواقف الحياتية الطبيعية التي يتعرض لها الأطفال الذين يجارونه بنفس الفئة العمرية.

أما بالنسبة للعب الألعاب الإلكترونية لساعات طويلة، أدرك أن موضوع الحظر الكلي قد أثر فينا اجتماعياً ونفسيا، كبارا وصغارا، وأدرك أيضاً أنه من الصعب حرمان الطفل من ألألعاب الالكترونية دفعة واحدة بعد أن تعوّد عليها، فالأطفال أثناء الحظر الكلي والإجازات الطويلة تزيد فترات جلوسهم على الأجهزة الإلكترونية.

فيما يلي بعض الإرشادات التي تساعد في تقليل ساعات جلوس ابنك على الألعاب الإلكترونية:
1- قللي من عدد ساعات جلوسه على الألعاب الإلكترونية بالتدريج، وهذا يتم من خلال تحديد عدد الساعات وتحديد وقت بدء اللعب ووقت انتهائه، وألا يكون الوقت مفتوحاً له للعب، مثلاً إذا كان متوسط عدد ساعات اللعب في اليوم الواحد هو 5 ساعات تقريباً، ففي المرحلة الأولى: حددي له ساعة البدء وساعة الانتهاء، وفي البداية قللي له عدد الساعات دون أنى تذكري له "لك 3 ساعات للعب فقط" بل قولي له ستبدأ على العاشرة صباحاً وتنتهي الساعة الثانية عشر، وسترتاح ساعتين للغداء ثم يتبقى لك ساعة واحدة فقط، واستمري على ذلك ليومين أو ثلاثة. ثم انتقلي للمرحلة الثانية اجعلي الفترة الأولى ساعة يعقبها (استراحة لا تقل عن ساعة) ومن ثم اسمحي له باللعب ساعة أخرى واستمري معه بهذه الطريقة لثلاثة أيام أيضاً. ثم انتقلي للمرحلة الثالثة وقولي له لك ساعة ونصف باليوم، متى تريد أن تبدأها ؟ أنت حددها، دعيه هو الذي يحدد ساعات لعبه على ألا تكون في وقت متأخر ليلاً.

2- أثناء تطبيق الخطوة العلاجية رقم (1) احرصي على تنفيذ ابنك لتعيينات دراسية من المنهاج الدراسي، بحيث يقوم بالقراءة أو حل الرياضيات أو حفظ الآيات القرآنية أو تعلم اللغة الإنجليزية، ويكون ذلك من خلال تدريس الطالب دروسه التي فاتته بسبب الحظر وتعطيل الدوام المدرسيّ، أما إذا كنتِ قد قمت بتدريسه الدروس الخاصة بالفصل الدراسي الثاني، بإمكانك البدء بتدريسه دروس الصف التالي فإذا كان بالصف السابع قومي بتدريسه دروس أساسية من منهاج الصف الثامن، وحددي له كل يوم ساعة مثلاً للدراسة.

3- حاولي إشراك ابنك بالتعليم "أونلاين" ليكتسب لغة جديدة مثل اللغة الانجليزية ، بحيث يتلقى 3 حصص أسبوعياً عن طريق معلم يعلمه أحد المواضيع في تلك اللغة ويطلب منه التحضير ويُكلفه بواجبات يومية، فهذا يجعله أكثر انهماكاً بنشاطات ومهارات مفيدة، مما يقلل من عدد ساعات اللعب بالألعاب الإلكترونية، ويصرف وقتاً اكبر في مراجعة ما يأخذه من دروس.

وفقك الله أختي الفاضلة.

www.islamweb.net