أصبت بنوبة هلع مفاجئة أصبحت تؤثر على جسدي.
2020-07-05 04:10:25 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
يوم 27 مايو أصبت بضيق في التنفس مفاجيء نتيجة نوبة هلع جاءتني بسبب عدم مقدرتي على البلع، ومن قبلها كنت أعاني من عدة أعراض شبيهة بالكورونا، ولكن الحمد لله مع الدواء تحسنت وأصبحت أتنفس بشكل طبيعي.
لكن الدواء سبب لي قرحة في المعدة وكثرة في التجشؤ، وحالياً أتعالج من هذا الأمر أيضاً والحمد لله في تحسن، لكن مشكلتي الآن نفسية، فقد أصبحت دائماً أتوهم أشياء غير صحيحة، كزيادة في ضربات القلب نتيجة خوف مفاجئ أو سحبة في القلب، والجدير بالذكر أنه يوم 18 من مايو قمت بعمل رسم للقلب وكان الحمدلله سليما جداً..
أصبحت دائماً قلقة من المرض، والتجشؤ يزيد معي حينما أقلق ولا أقدر على النوم ليلاً بسبب كثرة التفكير والخوف، ودائماً ما أحلم بالكوابيس.
أنا مريضة باضطراب الشخصية الحدية، ولكن ما أمر به حالياً متأكدة كل التأكيد أنه ليس جسدي وإنما نفسي؛ لأني جسدياً أعلم أني أصبحت بخير بفضل من الله.
لكن النفسي أصبح يؤثر علي جسدياً خاصة في القلب، لا أعلم ماذا آخذ لتهدئة القلق المرضي الذي أصبت به؟ لأنه سبب لي عدم القدرة على النوم بشكل عميق. أنا متعبة جداً!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نرمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
النوبة التي أصبت بها هي نوبة هرع أو فزع، ونتج عنها كل الأعراض التي تحدثت عنها، ولا شك أن التخوف من الكرونا والإصابة بها والجو الصحي السلبي العام الذي أحدثته هذه الجائحة جعل قلق المخاوف لديك يظهر بالكيفية التي حدثت.
ما تعانين منه الآن هو قلق توقعي، تخوف من أن تأتيك هذه النوبات، لذا انشغالك بزيادة ضربات القلب أو سحبة في القلب: هذا كله ناتج من هذا القلق التوقعي.
أعراض الجهاز الهضمي أعتقد أنها أيضًا أعراض (نفسوجسدية)، فالتوتر النفسي يؤدي إلى توترات عضلية، والجهاز الهضمي يتأثر كثيرًا بهذه الحالات النفسية البسيطة.
حالتك النفسية عامَّة بسيطة، لكن ذكرت أنك مُصابة باضطراب الشخصية الحدّية، وهذا التشخيص يجب أن يكون قائمًا على دعائم وإثباتات تعتمد على معايير التشخيص، لأنه تشخيص يتطلب المتابعة الطبية النفسية اللصيقة، حتى تتوازن الشخصية وترجع إلى طبيعتها. توازن اضطراب الشخصية الحدّية يتميز باضطراب المزاج، ويتميز بالشعور بالخواء، واضطراب العلاقات الاجتماعية، القلق، التوتر، فيه أشياء كثيرة جدًّا، فأنا أتمنّى ألَّا يكون هذا التشخيص صحيح بالنسبة لك، وفي ذات الوقت إن كان صحيحًا فيجب أن تكون هنالك متابعة، وإن شاء الله تعالى تتخلصين منه تمامًا.
بالنسبة لقلق المخاوف – هذا الذي تعانين منه -: أرجو أن تطمئني، هذه الحالة إن شاء الله تعالى هي حالة عارضة. كثّفي من ممارسة الرياضة، وتمارين الاسترخاء، مفيدة جدًّا في هذه الحالات، وتوجد برامج كثيرة جدًّا على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، فأرجو الاستعانة بأحد هذه البرامج.
وكوني إيجابية في حياتك كلها، في تواصلك الاجتماعي، في برّك لوالديك، حرصك على الصلوات في وقتها، أن توزعي الوقت بصورة ممتازة، أن تهتمي بغذائك، أن تكون لك آمال وطموحات، هذا مهمٌّ جدًّا، وهذا في حدّ ذاته يساعدك في أشياء كثيرة، وأيضًا في التخلص من هذا القلق والخوف.
أنا أعتقد أن تناول عقار مثل (ترازودون) بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً، دواء ممتاز، بسيط، يُحسّن النوم كثيرًا، ويُحسّن المزاج، وأيضًا له فائدة في علاج القلق والتوتر. تتناولين الترازودون ليلاً لمدة ثلاثة أشهر على جرعة الخمسين مليجرامًا، هذه كافية جدًّا، وبعد ذلك اجعليها خمسين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقفي عن تناوله.
ويمكنك أيضًا تناول عقار (ديناكسيت) حبة واحدة في الصباح لمدة شهرين، ثم تتوقفي عن تناوله. الديناكسيت أيضًا للقلق وللتوتر مفيد جدًّا. وقطعًا إن كنت تتابعين مع طبيبك فاسألي عن الدواء الأنسب بالنسبة لك، إن أقرَّ الأدوية التي ذكرناها فهذا أمرٌ مقبول جدًّا، وإن رأى أن يعطيك أدوية أخرى فأعتقد اتباع رأيه سوف يكون أفضل، لأنه قطعًا يعرف عن حالتك أكثر ممَّا نعرف نحن عنها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.