أعاني من أعراض جسدية ونفسية، فما تشخيص حالتي وعلاجها؟
2020-06-10 00:50:51 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
منذ الصغر أميل للقلق، خاصة أني كنت كثير المرض بالمعدة، وفي سنة 2016 كنت قد أقلعت عن تدخين الحشيش بعد الدعاء لله للتخلص منه، وعانيت من أعراض جسمية ونفسية، حيث أني مرضت لأيام من التقيؤ، وآلام في مختلف الجسم، وضربات القلب، وكنت أبحث في الإنترنت كثيرا عن أعراضي، وكان ذلك يزيد قلقي، لأني أفصل الأعراض علي، وخفت خاصة من الجنون أو مرض عضوي كالقلب؛ لأن أمي مريضة قلب .
نصحني قريبي بزيارة طبيب نفسي، وذهبت فأعطاني دواء نوديب 50 مغ حبة صباحا، ودواء البراز 0.5مغ نصف حبة صباحا، وحبة قبل النوم لمدة ثلاث أشهر، تحسنت حالتي مع مرور الوقت، بعد سنة كنت قد توقفت عن الدواء فرجع لي القلق، ولكن ليس بنفس الدرجة، كنت أتغلب عليه ويتغلب علي.
قبل ثلاثة أشهر حصلت على تأشيرة لأسبانيا، ولكن قبل سفري توفي والدي بالسرطان، فجأة تأثرت نفسيتي وذهبت لأسبانيا لأجد أزمة كورونا، وسكنت مع أشخاص كثيري الشجار فيما بينهم، فزاد قلقي ورجع لي توهم المرض خاصة النفسي، وأن لدي الفصام أو ثنائي القطب، والأعراض حاليا:
- أعراض جسدية: الرعشة، آلام في الجسد، شعور بضغط في الصدر، صداع وعدم التوازن في بعض الأحيان، والتوتر الشديد.
- أعراض نفسية: كثرة الأفكار السلبية، البحث في النت على الأعراض بصفة دائمة، الخوف من الجنون، تعكر في المزاج، التركيز مع الجسد.
بماذا تنصحونني؟ أنا في غربة، هل يمكن أن يكون ما أشكو منه مرض جسدي أم نفسي؟ ما الحل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأنت لديك استشارات سابقة، ومحتوى هذه الاستشارة واضح جدًّا، وكذلك استشاراتك السابقة والتي لم يتم الإجابة عليها.
أنا أقول لك: إن الذي بك هو قلق مخاوف، وقلق المخاوف علّة منتشرة جدًّا، والخوف من المرض أصبح في زماننا كثيرًا جدًّا، الخوف من المرض وكذلك الخوف من الموت؛ لأن موت الفجاءة قد كثر، والأمراض قد كثرت أيضًا، أو طرق الفحوصات لاكتشاف الأمراض قد تطورت.
هذه ظاهرة، وعلاجها يجب أن تقنع نفسك بأنك الحمد لله بخير، وأن هذا مجرد قلق ومخاوف ووسوسة، لابد أن تُجري حوارًا إيجابيًا مفصَّلاً مع نفسك، وفي ذات الوقت تُحقّر هذه الأفكار، نعم تحاورها وتُناقشها لتقنع ذاتك بما هو مُضاد لها، وتُحقر كل شيء يتعلق بالخوف من المرض، وأن تسعى لأن تعيش حياة صحيّة: تسأل الله تعالى أن يحفظك، تحرص على ذلك في أذكارك وصلواتك، تُمارس رياضة يوميّة، تتجنب السهر، تنام النوم المبكّر، تستيقظ مبكّرًا لتصلي الفجر، وتبدأ أنشطة في فترة الصباح، هذه تُعزز الدعم النفسي الإيجابي بشكل غير مألوف، بطريقة ممتازة جدًّا.
يكون غذاؤك متوازنًا بقدر المستطاع، وأن تُخطط لمستقبلك: ما الذي تود أن تقوم به؟ أنت الآن ذكرت أنك في إسبانيا، وطبعًا تحتاج لوقتٍ من التكيُّف، لتسكن في بيئة أحسن وتبتعد من هؤلاء الأشخاص الذي يُكثرون الشِّجار، وأن تبحث عن عمل، أو تبحث عن دراسة، المهم أن تجد لنفسك طريقًا صحيحًا في المجتمع، واحذر أن ترجع لتناول الحشيش مرة أخرى، لأن في هذه المجتمعات هذه الأشياء من السهل على الإنسان أن يتحصّل عليها، أو من السهل أن يضعف ليتناولها، فكن حذرًا، أنعم الله عليك بنعمة التوبة، والتي يجب أن تُحافظ عليها.
أنت محتاج لعلاج دوائي، إن شاء الله تعالى يزيل كل الذي بك من رعشة وآلام جسدية وصداع وعدم توازن وتوتر، كل هذا يذهب إن شاء الله تعالى مع أهمية تطبيق الإرشادات السابقة.
الدواء الذي يُسمَّى (سبرالكس) سيكون هو الأمثل بالنسبة لك، والسبرالكس اسمه العلمي (استالوبرام)، تبدأ في تناوله بجرعة خمسة مليجرام لمدة أربعة أيام، بعد ذلك تجعل الجرعة عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم ترفع الجرعة إلى عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة ستة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة أبدًا، بعد ذلك اجعل الجرعة خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء. الدواء سليم وفاعل جدًّا، وليس إدمانيًا.
دواء آخر مُساعد يُسمَّى تجاريًا (دوجماتيل) واسمه العلمي (سلبرايد)، تتناوله بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا وخمسين مليجرامًا مساءً، لمدة شهرٍ، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا فقط لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله.
حالتك لا علاقة لها بالفصام أو ثنائي القطبية أبدًا، هذا مجرد قلق مخاوف ذو طابع وسواسي، وإن اتبعت ما ذكرتُه لك من تعليمات وتوجيهات وإرشاد، وتناولت الدواء بالصورة التي وصفناها إن شاء الله تعالى سوف يزول هذا الأمر.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.