دواء السيروكسات هل له أعراض جانبية خطيرة؟
2020-07-09 05:55:37 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أتمنى أن يكون الرد على استشارتي من الدكتور/ محمد عبدالعليم فقط.
كنت أتناول السيروكسات 50 ملجم دون استشارة أو متابعة من الطبيب، ولمدة طويلة، وقد كان سبب استخدامي له هو الرهاب الاجتماعي وليس الاكتئاب، ولقد أخبرتك يا دكتور أنني لاحظت على نفسي اللامبالاة والتصرف بدون تفكير وعدم الاكتراث، وأخبرتني بأنها حالة معروفة تسمى الاضمحلال الوجداني، أريد توضيح أكثر عن هذه الحالة.
ولقد قرأت تحذير في موقع (الاف دي أي) عن السيروكسات أنه من الممكن ظهور سلوكيات وأفكار ومشاعر جديدة عند تناوله، وهذا ما حصل لي، فلقد كنت مختلفة تماما أثناء تناوله سواء على مستوى الأفكار أو السلوك أو المشاعر، لم أكن على طبيعتي، كانت شخصيتي وأفكاري وردود أفعالي مختلفة تماما، أصبحت لا أبالي ولا أكترث لأي شيء، وقمت بتصرفات فيها نوع من الجرأة الغير مبالية، وكذلك قرأت في موقع (ميد لاين بلس) وهو موقع موثوق به أن السيروكسات ممكن أن يغير الصحة العقلية بطرق غير متوقعة، أرجو التوضيح.
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ تهاني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأشكرك على ثقتك في شخصي الضعيف.
مفهوم الاضمحلال الوجداني حقيقة هي ترجمة من عندنا لما يرد في الكتب الأجنبية والإنجليزية، وهذه الحالة لا تحدث لكل الناس، إنما لقلّة بسيطة من الناس، وحين نسأل ونستقصى عنها لدى بعض الناس لا نجد أوصافًا مطابقة، هنالك تباين كثير ما بين الناس، هناك من يقول لك أنني أصبحت متبلّد المشاعر، هناك من يقول لك: نعم تعالجتُ من الاكتئاب أو الخوف لكني أصبحت غير مبالي، ... وهكذا.
رُبطت هذه الظاهرة بالزيروكسات والأدوية المشابهة حقيقة لا نستطيع أن نُجرب هذا الدواء فقط، وظهر دواء (فالدوكسان Valdoxan) والذي يُسمَّى (أجوميلاتين Agomelatine) وتقول الشركة المصنّعة أنه أحد مضادات الاكتئاب التي لا تؤدي إلى ما يُعرف بالاضمحلال الوجداني، أي أن هذا الدواء يجعلك تحافظ على مشاعرك الإيجابية في جميع الأحوال، لكن هذه ادعاءات من وجهة نظري، من الصعب جدًّا أن نُحدِّدها، وأنا جربتُ الأجوميلاتين؛ إن كان بالفعل يُحسِّن الطموح والوجدان عند الذين يعانون ممَّا يمكن أن نسمِّيه بالتبلّد الوجداني، ولم أجد فروقًا كثيرة أبدًا.
الأبحاث ما زالت مستمرة في هذا الجانب، لابد أن أكون واضحًا معك، والحقائق العلمية قليلة جدًّا، بل يُوجد الكثير من التضارب فيما بينها. وعليه أنا أرى حقيقة ألَّا تشغلي نفسك كثيرًا بهذا الأمر، لأن التفكير فيه والأخذ بالسلبيات التي قد تحدث من الدواء، هذا يؤدي إلى نوع من التماهي في المشاعر؛ ممَّا يجعل مشاعرك تنطبق على ما تتخوفين منه، هو استجلاب نفسي داخلي لما يخاف منه الإنسان.
استوقفتني جملة أنك ذكرت أنك قمت بتصرفات فيها نوع من الجرأة الغير مبالية: مضادات الاكتئاب في بعض الحالات قد تدفع الأشخاص الذين لديهم قابلية لثنائية القطبية حتى وإن كانت من درجة بسيطة إلى نوع من الجرأة وعدم المبالاة.
لا أريد حقيقة أن أستجلب لك قلقًا جديدًا، لكن هذه السمة – إذا كانت مستمرة ومزعجة – هنا يجب أن يُنظر في أمر التشخيص، وأنتِ ما دمت قد توقفت من الدواء الآن فأرى أنه يجب ألَّا يكون هنالك ما يشغلك حوله.
هنالك الكثير ممَّا هو غير معروف حقيقة في صحة الدماغ وحول الموصِّلات العصبية، وهنالك الآن مَن ينكر تمامًا فعالية كل هذه الأدوية، وأعتقد أن في ذلك مبالغة، وهنالك من البيولوجيين الذين يقولون أن العلاج عن طريق الجلسات السلوكية هو مضيعة للوقت، إنما العلاج في الدواء... وهكذا.
فإذًا التباينات كثيرة واختلافات كثيرة، لكن أعتقد الحكمة تقتضي ألَّا نرضى بكل ما يقال ويُنشر.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.