كيف أثبت على ترك المعاصي والعلاقات المحرمة؟
2020-07-12 23:53:57 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا شاب لم أكن ملتزما أبدا حتى بالصلاة، منذ 5 أشهر بدأت بالصلاة وسماع الخطب الدينية، وأحاول ترك المعاصي وأحدها علاقات بالسوشل ميديا مع فتيات.
السؤال هو: أنني رأيت رؤيا أنني أسقط على وجهي في بحر أسود أمواجه متخبطة، فما تأويله؟ وأريد منك إخباري كيف أثبت بالابتعاد وأتركها دون الرجوع لها؛ لأنني أتركها وأعود.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك – ابننا الفاضل – في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونهنئك بالعودة إلى الصلاة وسماع الدروس والخطب، ونسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد والثبات.
ابننا الكريم: إذا اتقى الإنسان ربه في اليقظة فإنه لن يضرُّه ما يراه في النوم، ونحن لا نقوم بتعبير الرؤَى، ولكن نؤكد لك ونذكّرك بأن الإنسان إذا رأى ما يُعجبه فإنه يحمد الله ويعرضها على مَن يُحب، وإن رأى أمورًا يتضايق منها فإن عليه أن يتفل عن يساره وأن يُغيّر الجهة التي كان ينام عليها، ويتعوذ بالله من الشيطان، ولن يضرّه ما رأى، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد.
سعدنا جدًّا بعودتك للصلاة، ومحاولتك أيضًا ترك المعاصي، ولكن نريد أن تحوّل المحاولات إلى توبة نصوح، فإن التمادي في المعاصي له خطورة كبيرة على الإنسان، وقد يُغلق في وجهه باب التوبة، فعجّل بالرجوع إلى الله تبارك وتعالى، فإنك لا تدري إذا جنَّ ليلٌ هل تعيش إلى الفجر. لا يصح التسويف في التوبة، وينبغي أن تكون التوبة خالصة لله، تصدق فيها مع الله، تتوقف فيها عن المعاصي والمخالفات، تندم على ما حصل، تعزم على عدم العود، ثم تجتهد في الأعمال الصالحة، ونبشرك بأن الحسنات يُذهبن السيئات، بل نبشُّرك بأن التوبة النصوح الصادقة يُبدِّلُ الله فيها سيئات التائب إلى حسنات، قال تعالى: {إلا من تاب وعمل عملاً صالحًا فأولئك يُبدّلُ الله سيئاتهم حسنات}، فإذا صدقت مع الله لن تفوز فقط بمجرد التوبة، بل ستفوز بهذه المزيّة الكبيرة العالية، ويُبدِّل الله السيئات القديمة إلى حسنات جديدة.
نسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد، وأرجو أن تبتعد عن أي علاقة مشبوهة، أو أي معصية أو مخالفة لله تبارك وتعالى، واعلم أن الإنسان ما ينبغي أن يفعل ما لا يرضاه لعمّته أو لخالته أو لبنات أهله مع بنات الآخرين، وأن صيانتنا لأعراضنا تبدأ من صيانتنا لأعراض الآخرين.
أمَّا مسألة التوبة ثم العودة: فهذه أرجو أن تنتبه فيها لما يلي:
أولاً: عليك أن تُكثر من اللجوء إلى الله، تسأله الثبات.
ثانيًا: عليك أن تُغيّر الرِّفقة والصحبة.
ثالثًا: عليك أن تتخلص من المواقع المشبوهة والأرقام التي عندك، وكل ما يُذكّرك بالمعصية، وتجتهد كما قلنا في الحسنات المحاية، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.
وفيما يتعلق بتأويل الرؤيا التي رأيت؛ فيؤسفنا أن نعتذر عن إجابتها؛ حيث إنها خارج اختصاص استشارات موقع إسلام ويب.
نسأل الله أن يعينك على الخير، ونرحب بك في الموقع، ونشكر لك أيضًا هذا الحرص على الخير.