هل الارتياح بعد النظرة الشرعية بشارة خير؟
2020-08-12 02:47:56 | إسلام ويب
السؤال:
تقدم لي شخص يقال أنه على قدر من الخلق، وطيب، وموظف بوظيفة لا بأس بها، ومن عائلة طيبة، وحين رأيته شعرت بارتياح تجاهه، وكأني أود التحدث معه أكثر.
لكن لم يكن شكله يبدو كما كنت أتمنى، أعني أن شكله مريح، ولا بأس به، لكنه ليس مثل الصفات التي طالما تمنيتها.
أيضا مستواه التعليمي أقل مني، وقد كان يهمني جدا أن يكون حاصلا على مستوى تعليمي عال أو متوظفا بوظيفة مرموقة، لكنه أخبرني أنه ينوي إكمال دراسته.
فهل الارتياح دليل على أنه الشخص المناسب لي؟ وهل من الحكمة أن أكف عن رفع سقف توقعاتي في الحصول على شاب كما في مخيلتي؟
أرجو الرد بأسرع وقت، وشكرا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mt حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونشكر لك هذا العرض الرائع للاستشارة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يكتب لك التوفيق، وأن يُقدّر لك الخير، وأن يُصلح الأحوال، وأن يُحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.
لا شك أن الارتياح والانشراح والميل الذي يحدث للفتاة عندما تلتقي بخاطبها يُعتبر قاعدة أساسية في النجاح بعد توفيق ربنا الفتّاح، وعليه نحن نُؤيّد البناء على هذا الشعور النبيل والمعنى الجميل، خاصّة والشاب على قدر من الخلق وطيب، وموظف أيضًا بوظيفة لا بأس بها، وهذه مؤهلات عالية جدًّا قلَّ أن تجتمع، ونؤيد أيضًا ضرورة أن تكوني واقعية في طلباتك للشاب المستقبل، واعملي أن نعم الله مُقسمة، فقد تجدي مَن هو أعلى منه تعليمًا، لكنه أقلَّ أخلاقًا وأقلَّ طيبة، ونؤكد أن الحياة الزوجية لا تقوم على الشهادات ولا على الوظائف العُليا، لكن عمادها الدِّين والأخلاق، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه – أو: دينه وأمانته – فزوجوه)).
وأنت الآن -ولله الحمد- متوفر هذا الجانب، خاصة جانب الأخلاق والطيبة، هذه أساس النجاح في الحياة الزوجية، فلذلك نتمنى أن تُكملي مشوارك مع هذا الشاب المذكور، وتجتهدي في معاونته على الكمال، كما عليه أن يجتهد في أن يُساعدك على الكمال، واعلمي أننا بشر رجالاً ونساءً، النقص يُطاردُنا، وطوبى لمن تنغمر سيئاته في بحور حسناته، وكذلك إذا بلغ الماء قُلتين لم يحمل الخبث، واعلمي أن المهم في الرجل هو الأخلاق والطيبة والحضور الاجتماعي، وهذا الانشراح والارتياح الذي امتلأت به نفسك، هذا هو الأساس، وهذا هو المهم، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدّر لك الخير، وأن يكتب لك التوفيق، ونؤكد أن هذا الطارق الذي جاء راغبًا وباحثًا عنك وجاء لداركم من الباب، هو الذي ينبغي أن تتمسّكي به، ونسأل الله أن يُبارك لك فيه، ويبارك له فيك، وأن يجمع بينكم على الخير، ونكرر لك الشكر على التواصل مع موقعك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.