ما سبب تلك الأحلام الجنسية التي تنتابني؟
2020-08-19 06:07:23 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
أنا فتاة عزباء، أبلغ من العمر ٣٠ عاما، ملتزمة.
في الفترة الأخيرة أصبحت تنتابني أحلام وكأني أمارس الجنس مع شاب أو فتاة، وأشعر بذلك الإحساس وكأنه حقيقي، حتى رعشة الجماع والمداعبات، فهل لذلك علاقة بالمس؟
فأنا دائما ما أقوم بسماع وقراءة سورة البقرة والرقية الشرعية، ولا يحدث لي شيء عند سماع الرقية أو قراءة القرآن أو سورة البقرة.
الرجاء إجابتي ومساعدتي؛ لأن الأمر تكرر، وأنا خائفة من الموضوع، وكيف أعمل على حل الموضوع؟
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ leneh حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك أختنا الكريمة وردا على استشارتك أقول متوكلا على الله تعالى:
الاحتلام أمر طبيعي للشاب والشابة، فقد ترى المرأة أنها تجامع وتحس بذلك وكأنه حقيقة، وتشعر بالمتعة التامة، لكنها منامية، وقد تجد ماء عند استيقاظها من النوم على ثيابها، وقد لا تجد، فإن وجدت بللا فإنه يجب عليها الاغتسال من الجنابة، ولا تصلي حتى تغتسل، ففي الحديث عن أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ رضي الله عنها إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللّهِ! إِنَّ الله لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ فَهَلْ على المرأة مِنْ غُسْلٍ إِذَا احْتَلَمَتْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "نَعَمْ، إِذَا رَأَتِ الْمَاءَ" فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ رضي الله عنها: يَا رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم وَتَحْتَلِمُ الْمَرْأَةُ؟ فَقَالَ: "تَرِبَتْ يَدَاكِ، فَبِمَ يُشْبِهُهَا وَلَدُهَا" وقد يجف ذلك البلل، لكنها إن شمته فستجد رائحته تشبه ماء الحلبة، وإن كان الثوب أبيضا ستجدين لونه أصفر، وقد ثبت عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن نَبِيًّ اللّهِ قال: " إِنَّ مَاءَ الرَّجُلِ غَلِيظٌ أَبْيَضُ، وَمَاءَ الْمَرْأَةِ رَقِيقٌ أَصْفَرُ، فَمِنْ أَيِّهِمَا عَلاَ، أَوْ سَبَقَ، يَكُونُ مِنْهُ الشَّبَهُ".
هذا الاحتلام من تلاعب الشيطان، ولذلك قد ترى الفتاة أنها تعاشر فتاة مثلها وتجد متعة، وربما أحست بما تحس به مع الرجل، وقد تجد بللا وقد لا تجد، وقد بينا الحكم في هذا كما سبق في الفقرة السابقة.
وإن لم تجدي بللا ولا آثار ذلك كما سبق، فإن هذا لا حكم له، فلا يجب عليك أن تغتسلي لأن الجنابة لم تحصل.
لا يلزم من رؤية هذا الاحتلام أن يكون الرجل أو المرأة ممسوس خاصة إن كانا من الذاكرين لله تعالى، وممن لا يغفل عن أذكار النوم.
عليك بالصوم؛ فإنه يضعف الشهوة ويخفف من هذه الأحلام المزعجة، وكذلك أوصيك بالمحافظة على أذكار اليوم والليلة وخاصة أذكار النوم؛ فإن من فضائل أذكار النوم أن الشيطان لا يقرب من أتى بالذكر كما صح في الحديث الشريف.
إن كانت هذه الأحلام كثيرة لدرجة أن تكون شبه يومية فمن باب التطمن ابحثوا عن راق أمين وثقة من أجل استكشاف حالتك فإن تبين أنك مصابة بمس ولا أظن أن ذلك حاصل فاستمروا بالرقية الشرعية حتى تشفي بإذن الله تعالى ولتكن الرقية بحضور أحد محارمك وإن تبين أنك غير مصابة فلا داعي للقلق.
أوصيك أن تجتهدي بتقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح، مع أداء الصلاة في أوقاتها، وقراءة سورة البقرة في البيت كل ثلاثة أيام، ولو عن طريق الهاتف أو غيره؛ فإن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه البقرة.
أكثري من التضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد وتحيني أوقات الإجابة وسلي ربك أن يرزقك الزوج الصالح والزمي الاستغفار وأكثري من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فذك من أسباب تفريج الهموم.
أكثر من دعاء ذي النون (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَاْنَكَ إِنِّيْ كُنْتُ مِنَ الْظَّاْلِمِيْنَ) فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).
عليك بالتوبة من كل الذنوب الظاهرة والباطنة فإن الذنوب تحرم الإنسان من الرزق ومن ذلك الزواج يقول عليه الصلاة والسلام: (وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه).
الزمي الاستغفار، وأكثري من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب، ففي الحديث: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).
اقتربي من والديك أكثر، وبري بهما، واطلبي منهما الدعاء، فدعوة الوالد مستجابة.
نسعد بتواصلك ونسأل الله لك التوفيق.