أشعر بأني لم أعد أستوعب الدنيا والحياة.. ما هذا الشعور؟

2020-08-19 06:11:14 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم
أود أن أشكر كل القائمين على هذا المنتدى، وعلى النصائح القيمة التي يقدمونها للجميع.

لا أعرف من أين أبدأ، سأحاول شرح حالتي، وأتمنى منكم مساعدتي، فأنا على أبواب الانهيار.
كنت أعاني من وساوس ومخاوف مند الصغر، ولكن شفيت.

وفي سن 18 سنة مرضت ودخلت المستشفى، وبعد خروجي أصبت بوسواس المرض، وخوف من الجنون، ولكن الحمد لله تغلبت عليه.

وفي عام 2018 تعرضت لنوبة هلع قوية، كنت أعتقد أنها جلطة قلبية، وأنام على هذه الحالة، بعدها أصبحت لا أخرج من المنزل، وكانت حالتي جدا سيئة، لدرجة أني رسبت في دراستي، وكانت تأتيني خنقة عند النوم، وكوابيس، وأشعر أن الصور التي أراها ليست حقيقية وواقعية، وأنظر لأمي وأبي باستغراب، وكانت تأتيني وساوس في العقيدة، والأذى وأخاف أن أنتحر وأذهب للنار، وأرتعب، لكني تغلبت على الحالة والحمد لله، حتى نوبات الهلع لم أعد أخشى منها، ولمدة سنة لم تأتني نوبة، والحمد لله.

لكن مند شهرين أصبت بوسواس قهري فكري، وأسئلة فلسفية لمدة شهرين عذبتني، وبعد تغلبي على هذا الوسواس، أصبت بشعور لم أجد كلمات لوصفه لم أكن أتوقع أنه يوجد شعور هكذا، أشعر أني لا أستوعب الدنيا، أقول ما هذا العالم، ما هي هذه الحياة، مع رغبة بالبكاء وخنقة، أستغرب من الحياة والعالم والسماء، لم أعد أعرف ما هي الدنيا والعالم والجنة والنار.

والله هذا شعور لم أجد كلمات لوصفه، أشعر أنه لا توجد حياة ولا كوكب، ولا عالم هذا شعور يلازمني 24 ساعة ما هو هذا الشعور؟ من فضلكم ساعدوني، ما سبب هذا الشعور؟ وهل سيختفي مني أم لا؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ marwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

رسالتك واضحة جدًّا، وبالفعل أنت كنت عُرضة لأفكارٍ وسواسية طابعها الأساسي هو المخاوف الوسواسية المتعددة وذات الطابع الديني.

الحمد لله تحسّنت تدريجيًا، وأصبحت دفاعاتك النفسية قويّة، وظللتِ في وضعٍ جيٍّدٍ لمدة عامٍ – كما تفضلتِ – والآن منذ شهرين أتتكِ هذه النوبة من الوساوس ذات الطابع الفكري القهري والوسواسي طبعًا.

الحالة – أيتها الفاضلة الكريمة – هي وساوس مصحوبة بقلق، وأنا لا أعتبرها انتكاسة كاملة، هي نوع من الهفوة التي حدثت لك، ويُعرف أن الوساوس قد تُعاود الإنسان من وقتٍ لآخر، لكن في حالتك أراها -إن شاء الله تعالى- ليست وساوس مُطبقة شديدة، كما أن مُدة العام التي ظللت فيها بدون أعراض نعتبرها مدة طويلة الحمد لله تعالى، وهذا دليل تام أن هذه الهفوات حتى لو أتتك سوف تأتي متباعدة جدًّا، ولن تكون مُطبقة، ولن تكون مستحوذة.

طبعًا العلاج هو: أن تتجاهلي هذه الأفكار تمامًا، ولا تُناقشيها، ولا تحاوريها أبدًا، اصرفي انتباهك لأفكارٍ مخالفة لها، مارسي أي نوع من التمارين الرياضية، وكذلك التمارين الاسترخائية – تمارين الشهيق والزفير، وتمارين قبض العضلات وشدِّها ثم إرخائها أو إطلاقها – تُوجد عدة برامج على اليوتيوب توضّح كيفية ممارسة هذه التمارين.

لماذا تمارين الاسترخاء ولماذا الرياضة؟
كلاهما مهمٌّ جدًّا لامتصاص القلق والتوتر الداخلي، حيث إن القلق والتوتر الداخلي هما الطاقة التي تُزوّد الوسواس وتجعله يظهر بشكل حادٍّ وشديد، فحين نقضي على القلق من خلال هذه الممارسات السلوكية – تمارين الاسترخاء وممارسة الرياضة – يتحسَّن الوسواس ويختفي تمامًا -إن شاء الله تعالى-.

كوني إيجابية في كل شيءٍ، في تفكيرك، في إدارتك لوقتك، في توجهك الأكاديمي، اجتهدي، احرصي على النوم الليلي المبكّر، احرصي على الصلاة في وقتها.

وإن شاء الله تعالى هذه الأعراض سوف تختفي بمرور الوقت، وأعتقد أنه من المستحسن أيضًا أن تتناولي أحد الأدوية البسيطة المضادة للوساوس ولفترة قصيرة، دواء مثل (بروزاك) والذي يُسمّى علميًا (فلوكستين) سيكون ممتازًا جدًّا ومفيدًا لك، يمكن أن تبدئي بجرعة عشرين مليجرامًا (كبسولة واحدة) يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها كبسولتين يوميًا لمدة شهرين، ثم اجعليها كبسولة واحدة يوميًا لمدة شهرٍ، ثم كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

البروزاك دواء رائع، دواء ممتاز، غير إدماني، لا يؤثّر على الهرمونات النسائية.

وتوجد أدوية أخرى كثيرة جدًّا كالـ (فافرين) والـ (سيرترالين) والـ (باروكستين)، لكن أعتقد أن البروزاك سيكون مناسبًا وممتازًا بالنسبة لك.

هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

www.islamweb.net