أعاني من نوبات الهلع منذ الطفولة إلى الآن.. كيف أتخلص منها؟
2020-08-26 12:13:46 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أعاني من نوبات الهلع منذ طفولتي، كانت تأتي لي باستمرار، وحتى هذه اللحظة هي مستمرة، وهذا يؤثر على حياتي، فأحيانا أكون في الغرفة بمفردي وفجأة أصاب بخوف وهلع شديد؛ مما يجعلني أغادر الغرفة، وأحيانا أخاف أن أرجع لها أصلا، هل هذا طبيعي؟
مع العلم أن أمي لا ترضى أن أذهب لطبيب نفسي، كيف أتخلص من هذه النوبات؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
الهلع عادة لا يبدأ في الطفولة، خاصة الطفولة المبكرة، قد تكون هنالك مخاوف، مخاوف الطفولة الطبيعية العادية، كالخوف من الظلام، والخوف من الحشرات، أو الخوف من الرعد، هذه مخاوف عادية جدًّا.
في الطفولة المتأخرة ربما تأتي نوبات هلع بأن يحس الطفل أنه خائف جدًّا حين يواجه شيئًا مُعيَّنًا أو بدون أي مواجهات، يحدث تسارع في ضربات القلب، تعرُّق، ودائمًا يلجأ الطفل للاستغاثة بالكبار.
أنا أعتقد أن الذي لديك هو قلق مخاوف عادي، وهذا يمكن مواجهته من خلال تحقيره، لا تقبليه أبدًا كشعور (لماذا تخافين؟ أنتِ في كنف الله وفي حفظ الله وفي أمانٍ تامّ، أنت في أسرة محترمة، أنت في بدايات سِنّ الشباب)، لابد أن تُعززي المشاعر الإيجابية بهذه الكيفية، وعليك بالأذكار، أذكار الصباح والمساء على وجه الخصوص، تصوري – أيتها الابنة الفاضلة – حين تقولين بقناعة: (اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي) ما أعظم هذا الدعاء والأدعية الأخرى، عليك بحفظ هذه الأدعية العظيمة وتردادها، ومن ضمنها (بسم الله الذي لا يضر ما اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم)، ومنها: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق)، ومنها (حسبي الله لا إله إلَّا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم)، أو (حسبي الله ونعم الوكيل) سبع مرات، مَن سوف يتجرأ بعد ذلك أن يعتدي عليك؟! لا، هذا لن يحدث أبدًا بإذن الله، قال تعالى: {وما هم بضارين به من أحد إلَّا بإذن الله}، وقال: {وليس بضارهم شيئًا إلَّا بإذن الله}، وقال: {له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله}.
فأرجو أن تكوني أكثر ثقة في نفسك، أن تكوني أكثر حيوية، وأريدك أيضًا أن تلجئي إلى بعض الأنشطة الاجتماعية: انضمي مثلاً لجمعية اجتماعية، جمعية ثقافية، جمعية دعوية، اذهبي إلى مراكز تحفيظ القرآن، ابني شيئًا من المقدرات والمهارات الجديدة، شاركي والدتك في المطبخ، اقرئي عن بعض الطبخات الجميلة، وقومي بإعدادها مثلاً لوالديك، هنا تكوني بالفعل قد قمت بعملية نماء كاملة جدًّا لشخصيتك، وهذا -إن شاء الله- تعالى يكون علاجًا كافيًا بالنسبة لك.
لا أراك في حاجة للذهاب إلى طبيب نفسي.
نصيحة أخيرة وهي: الحرص على تطبيق تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرّج، تمارين قبض العضلات وشدِّها ثم استرخاءها، أرجو أن تطُبقيها بأصولها وعلى الكيفية المطلوبة، وهي قطعًا من الوسائل التي تؤدي إلى امتصاص الخوف والقلق والهلع بأعراضه الفسيولوجية والنفسية.
توجد برامج كثيرة جدًّا على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، وحتى ممارسة اليوجا ممتازة جدًّا بشرط أن نبتعد عن الجوانب الدينية فيها، هي مستلقات طبعًا من الهندوسية والبوذية، وفيها شيء من التأمُّل الذي أراه مفيدًا، لكن يجب أن يكون هنالك حذر فيما يتعلق بجوانبها التي ربما تكون فيها رموز دينية، وربما يكون لهذا الأمر أهمية، لكن دائمًا أنا دائمًا أودُّ أن أنبِّه له؛ لأن البعض يرى أن هذه الرموز أصلاً ليست دينية، لكن الشيء الأرجح أنها رموز دينية، وعليه يجب أن تجنب هذه الرموز حين ممارسة اليوجا.
هذا ما أودُّ أن أنصحك به، وأرجو الاجتهاد في دراستك لتكوني من المتميزات، لتكوني من النجباء، ودائمًا تأمّلي تأمُّلات إيجابية حول حاضرك ومستقبلك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.