زوجتي لا تطيعني ولا تهتم لأمري، فكيف أتعامل معها؟
2024-04-04 02:23:35 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
زوجتي موظفة، وعند عودتها من العمل تذهب للتسوق دون علمي، وترجع إلى المنزل متأخرة، فيترتب على ذلك تقصير في واجباتها نحو البيت والأطفال، وأيضاً قبل عملها كانت تذهب للتسوق دون علمي وأنا في العمل، وقد نبهتها كثيرا بأن هذا التصرف يغضبني كثيراً.
قد نصحها من على دراية بالحكم الشرعي، وأخبرها أن ما تفعله معصية، ومع ذلك تكرر الخروج، وعندما أطلب منها شيئاً تماطل فيه كثيراً، وأحياناً لا تنفذه، والمشاكل والخلافات بيننا مستمرة، ويعلو صوتها علي وعلى الأولاد، والجيران يسمعونها، فماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك – أيها الأخ الفاضل والابن الكريم – في موقعك، ونشكر لك التواصل والاهتمام، ونحيّي حرصك على السؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُصلح زوجتك، وأن يكتب لكم السعادة والاستقرار.
لا شك أن ما تقوم به الزوجة - حسب ما ورد في الاستشارة – من الأمور الخاطئة من الناحية الشرعية، ولهذه الأخطاء عواقب خطيرة على الأسرة، ولكننا أيضًا لا نُؤيد فكرة الاستعجال بطلاقها، لأن مسألة الطلاق خيار غير مفضّل، ولا يفرح بالطلاق سوى عدوّنا الشيطان. وعليه فنحن ندعوك إلى الآتي:
أولاً: ينبغي أن تحاول حشد ما في الزوجة من إيجابيات، ثم تضعها إلى جوار السلبيات وتتذكّر أن النقص يُطاردنا رجالاً ونساءً، فمن الذي ما ساء قط، ومَن الذي له الحسنى فقط؟
الأمر الثاني: ينبغي أن تستمر في البيان من الناحية الشرعية، فإن المرأة لا يجوز لها أن تخرج من بيت زوجها إلَّا بإذنه، مهما كان هذا الخروج ينبغي أن تستأذن زوجها وتطلب رضاه في ذلك، وعلينا عندما نعرض لها هذا الأمر الشرعي، أن نُبيِّن لها أنها ليست بمتهمة وأنها ليست سيئة، ولكن لأن هذه هي أوامر الشريعة، ولأن المرأة لا تعرف متى يحتاجها الزوج وكذلك البيت.
ثالثًا: عليها أن تُدرك أن القيام بحق الزوج والقيام بحق العيال هو أحد الواجبات الشرعية، الذي قد يعارضه عمل المرأة إلَّا إذا ضمنت هذا الجانب، أو إذا اتفقت مع زوجها على القواعد المهمة لتسيير هذا الجانب.
رابعًا: أرجو أن تجتهد في سماع الشبهات التي عندها والأشياء التي تردّ عليها، وحبذا لو وصلتنا بعض الردود منها، ماذا تقول؟ ما هي الأشياء التي عندها حتى نستمع لوجهة نظرها، ليكون الحوار واضحًا.
كذلك أيضًا نتمنَّى دائمًا أن يكون هناك أيضًا مراجعة للأشياء التي في الأسرة، فهل عندك أيضًا تقصير؟ هل هناك جوانب هي تشكو منها؟ ماذا تقول؟ حتى نرى الصورة كاملة، لأن الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره.
مرة أخرى نؤكد رفضنا لمسألة الاستعجال في أمر الطلاق، لأنه لا خير فيه، وهو خيار وإن كان الشرع لا يُمانع فيه، بل هو خيار شرعي، ولكن هو آخر الدواء، وآخر الدواء الكي، ولا بد أن يكون مدروسًا، ونتمنَّى بإذن الله ألَّا نصل إلى هذا الحل.
رفع الصوت أيضًا من الأمور الخاطئة، ولكن ينبغي أن نُدرك أن رفع الصوت عند المرأة ضعفٌ، وهو ممنوع من الناحية الشرعية، لكن ما نُريد للرجال أن ينزعجوا أكثر من اللازم، فرفع الصوت حيلة الضعيف، وعند ذلك ينبغي على الرجل أن يُذكّرها بهدوء، بضرورة أن تخفض صوتها، لأنه قريبٌ منها، ولأن هذا لا يُرضي الله، ولأن هذا يؤثّر على أبنائها، ويؤثّر على سمعتها قبل ذلك، يعني: من الأمور التي لا تليق، نحو هذا الحوار الهادئ أرجو أن نوصل لها المعاني التي نريد أن تصل.
هذه وصيتُنا للجميع بتقوى الله، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُصلح الأحوال، وأن يؤلِّف بين القلوب.