زوجتي تطلب الطلاق ولا تريد الرجوع؟
2020-10-05 04:42:38 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
زوجتي تقيم عند أهلها منذ سنتين؛ لخدمة والدتها المريضة، برغبتي، وكنت أرسل لها المصاريف الشهرية، ومصاريف الأولاد كل شهر.
وبعد وفاة والدتها، لا تريد العودة لمسكن الزوجية، لكي تقوم بخدمة والدها بعد وفاة والدتها، علما بأنه يوجد لديها أخ يسكن بجواره، وأنا عرضت عليها أن يسكن والدها معنا في شقتنا، ولكنها ترفض تماما العودة إليه، حتى أقوم بإيجار شقة قانون جديد، أو الطلاق، علما أن شقة الزوجية تمليك.
ونظرا للظروف المادية لا أستطيع الانتقال إلى شقة قانون جديد، وهي مصممة على الطلاق.
فما حكم الشرع في ذلك؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك – أيها الأخ العزيز - في استشارات إسلام ويب.
لقد أحسنت – أيها الأخ الكريم – بإعانتك لزوجتك على بِرّها بوالديها، وأنت بذلك مأجور إن شاء الله تعالى أجرًا كبيرًا، ولن يُضيعُ الله تعالى هذا العمل، ونحتسب إن شاء الله تعالى أن يجعل ذلك بركة فيما أتاك.
وهذه الزوجة ينبغي أن تُقدّر هذه المواقف النبيلة التي تقفها معها، ولذلك فنصيحتُنا لك أن تُحسن مناصحتها كما أحسنت إليها من قبل في إعانتها على بِرِّها بوالديها، وبذلك تحفظ أسرتك من الانهيار والتصدّع، ومن الوسائل المفيدة في مناصحة الزوجة أن تُبيّن لها طبيعة الحال التي تعيشها أنت الآن، وتعِدُها بتحسين الأوضاع في المستقبل، وتُمَنِّيها، فالكلام الطيب المعسول يُؤثّر في الزوجات بلا شك، فلا تُبدي لها تصلُّبًا وامتناعًا، وعِدْها بالرَّخاء والتيسير وإصلاح الحال، ونحو ذلك من الكلام.
فإذا لم يُجدِ معها ذلك فحاول أن تستعين بمن له تأثير عليها من أقاربها، وتواضُعك وسعيُك في إصلاح زوجتك وإرجاعها إلى بيتها خيرٌ من التصلُّب واختيار الفراق.
وليس من حق هذه الزوجة أن تمتنع من العودة إلى المسكن الذي تقدر عليه أنت ويليق بحالك، وإذا أصرَّت على ذلك فهي عاصية آثمة، فحاول أن تُذكّرها بهذا، وأن تُسمعها بعض المواد التي تُرهِّب وتُخوّف من عصيان المرأة لزوجها، فلعلّ ذلك ينفع فيها ويفيد.
وليس من حقها شرعًا أن تطلب الطلاق لهذه الأسباب، ولكن إذا رفعت أمرها إلى القاضي الشرعي في المحكمة الشرعية في بلدكم فإن القاضي سينظر في حقيقة الحال وما هو الواقع، وحكمه الشرعي رافعٌ للنزاع، قاطعٌ للخصومة، ولكنّنا حاولنا أن ندلُّك على المسالك والطُّرق التي يمكن أن تصل بها إلى إصلاحٍ فيما بينك وبين زوجتك دون اللجوء إلى القاضي والمحاكم.
فنسأل الله تعالى أن يُصلح حالك، وأن يُصلح ما بينك وبين زوجتك، إنه جوادٌ كريم.