أكره النوم بسبب الأحلام المزعجة

2020-09-10 00:39:28 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا فتاة، عمري ٢٧ سنة، أعاني منذ أن ظهر وباء كورونا في بلادي من مشاكل نفسية، وأرق، وعدم انتظام في الأكل، أصبت بحالة ذعر وخوف غير طبيعي، أخذت إجازة من العمل قبل أن يفرض الحظر الشامل على البلاد، كنت أقضي يومي فقط في متابعة أخبار كورونا والإحصائيات، ولم أكن أفعل شيئا سوا التعقيم وغسل الأيادي، أظل مستيقظة طوال الليل في انتظار تقرير وزارة الصحة عن عدد الحالات إلى أن أثر ذلك على صحتي ومناعتي!

استمريت على هذا الحال لمدة شهرين تقريبا، و بدأت أحاول التأقلم شيئا فشيئا، ولكن سرعان ما عادت إلي الأفكار والمخاوف مرة أخرى بسبب حلم رأيته نتجت عنه نوبة هلع ولم أستطع نسيانه إلى هذه اللحظة، وأشعر بخوف شديد كلما تذكرته، مع أن أحداثه لم تكن مخيفة ولكنني شككت أن أكون رأيت شيئا معينا فيه ولكنني أتعمد نسيانه.

تطور الأمر وكثرت الأحلام، أصبحت أكره النوم خشية أن أرى حلما يزعجني، ورغم أنني على قناعة بأن أحلامي ناتجة عن كثرة التفكير إلا أنني أصبحت أخاف منها بشدة؛ لأنها كلها تشير إلى معنى واحد وهو ما أعيش فيه من حالة ذعر ووسواس بسببه قرابة ٣ أشهر.

أصبحت إذا غفوت لمدة دقيقتين أرى حلما يزعجني، وأصبحت أؤمن بأحلامي لدرجة بعيدة، وأصبحت مدمنة لتفسير الأحلام، رغم أني على علم أن تفسير الأحلام الموجود على صفحات الانترنت ليس صحيحا، وبالرغم من أنني لم أكن يوما مؤمنة بالأحلام وتفسيرها، وكنت أتبع الهدي النبوي في حال رأيت ما يزعجني، علما بأنني نادرا ما كنت أرى شيئا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
لا شك أن جائحة الكورونا أدَّت إلى تغيرات كثيرة في حياة الناس، على المستوى الصحي، والنفسي، والاجتماعي، والاقتصادي، الناس حدث لها الكثير من عدم الاستقرار النفسي الواضح، وهنالك من دخل في اكتئاب، وهنالك مَن دخل في وساوس ومخاوف، وهلمَّ جرًّا.

أنت الحمد لله الآن لديك بعض سمات التكيُّف والتأقلم مع ما هو حادث، لكن يظهر أنه قد حدث لك إجهاد نفسي، لذا أصبحت هذه الأحلام المزعجة تُهيمن عليك وأثّرت على صحتك النفسية وصحتك الجسدية، وطبعًا وجود الخلفية الوسواسية التي تعني أن الطاقات القلقية عندك مرتفعة ومحتقنة، هذا كلُّه أدى إلى الوضع الحالي.

أنا أنصحك بأن تحرصي على تجنب النوم في أثناء النهار، وتجنب تناول الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساءً، واذهبي إلى الفراش في وقتٍ ثابتٍ ليلاً، مثلاً الساعة التاسعة دائمًا، هذا سيكون وقتًا طيبًا. طبّقي تمارين استرخاء قبل النوم، (تمارين الشهيق والزفير)، ويمكن أن تتعلمي كيفية تطبيق هذه التمارين من خلال البرامج الموجودة على اليوتيوب.

دائمًا قبل النوم بنصف ساعة يجب أن تستجلبي فكرة إيجابية، فكرة جميلة، فكرة طيبة، أو اقرئي شيئًا طيبًا وجميلاً، وذلك قبل قراءة أذكار النوم بتدبُّر.

هذه هي الأسس العلاجية الرئيسية في حالتك، وكما تفضلتِ أضغاث الأحلام هذه وحديث النفس: على الإنسان ألَّا يشغل نفسه بها أبدًا، عليك بتجاهلها تمامًا، عليك بالاستعاذة بالله منها، وأن تتفلي على شقك الأيسر ثلاثًا، ولا تحكيها لأحد، وسلي الله تعالى خير الأحلام، واستعيذي به تعالى من الشيطان.

بقي أن أقول لك أنك محتاجة لدواء بسيط، عقار (سيرترالين) - وهو موجود في السودان - سيكون دواءً مناسبًا جدًّا لك، يُضاف له جرعة صغيرة من عقار (كواتبين). بالنسبة للسيرترالين: تبدئي في تناوله بنصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجرامًا - يوميًا، تناوليها ليلاً، وبعد عشرة أيام اجعلي الجرعة حبة واحدة ليلاً، استمري عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

السيرترالين دواء سليم جدًّا، وهذه جرعة صغيرة جدًّا، حيث إن الجرعة الكلية هي 200 مليجرام في اليوم - أي أربع حبات - لكنك ليست في حاجة لهذه الجرعة الكبيرة.

أمَّا الدواء الآخر وهو (كواتبين)، تحصّلي عليه بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا، تناولي نصف هذه الحبة - أي 12,5 مليجراما - ليلاً لمدة أربعة ليالٍ، ثم اجعليها حبة واحدة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهرٍ آخر، ثم توقفي عن تناوله.

اجتهدي في عملك، نظمي وقتك، كوني متفائلة، احرصي على صلاتك في وقتها، وبقية العبادات. أي نوع من الرياضة يناسبك إذا قمت بممارسته أيضًا سوف يفيدك كثيرًا.

وحاولي أن تعبري عن نفسك ولا تكتمي؛ لأن الاحتقانات النفسية وعدم التفريغ النفسي أحيانًا يؤدي إلى هذه الأحلام المزعجة.

وأنصحك أيضًا بأن تتناولي وجبة العشاء مبكّرًا وتكون خفيفة لتجنب الأحلام المزعجة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net