أعاني من ضعف شديد في الذاكرة وأنسى كثيراً.
2020-09-14 05:43:41 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أنا محمد بعمر 18 سنة، أصبحت أعاني من ضعف شديد في الذاكرة لدرجة أنه أنسى دائماً إطفاء الأنوار عند الخروج من الغرفة أو أين وضعت مفاتيحي أو هاتفي.
أنسى حتى ما أقوله بعض المرات ادرس و انسى ما درست بعد مدة قصيرة جدا أو اقرأ بعض صفحات في الليل وأنسى معظمها في الصباح.
هذا الضعف في الذاكرة يصاحبه شيء أعاني منه كثيراً حالياً، وهو رجفان أصابع يدي اليسرى بشكل أكثر من يدي اليمنى، ولكن هذا الرجفان لاحظته أنا فقط لا غيري ولكن هذا الرجفان كان لدي قبل أربع سنوات تقريباً، ولكن كان فقط عند القيام بجهد كنت أقوم برياضة الكاراتيه، وبعد كل مباريات يداي تصبحان ترتجفان بشكل كثير، ولكن في هذه السنوات الثلاث الأخيرة وبسبب بعض الظروف انقطعت عن ممارسة الكارتيه الآن.
لا أعرف هل كل هذا مرتبط مع بعض فأيضاً لدي مشكل في رجلي اليسرى عند الجري أو المشي فهي غير متوازنة مثل الرجل اليسرى نسيت أن أذكر أن ضعف الذاكرة الشديد الذي أصابني مقترن حتى بتراجع بعض القدرات، مثلاً لا يمكنني سمع الأشياء بشكل جيد بعض الأحيان، حتى الكلام أصبح كلامي متغيراً، حيث يمكنني أن أتوقف وسط الكلام لتذكر ما كنت سأقول أو إعادة تكرار الكلمة مرتين أو قول كلمة غير ما كنت أفكر.
كل هذه المشاكل صعبت علي حياتي، وأصبحت أبسط الأنشطة في بعض الأحيان صعبة فأنا لدي اضطراب الآن في النوم لا يمكنني النوم بشكل جيد وأتعلم السياقة ولا حضت مشكل أنه لا يمكنني إخراج رجلي بشكل جيد من السيارة، أخرجهما ببطؤ، ويسبب لي هذا إحراجاً، ساعدوني، أرجوكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.
ضعف الذاكرة في مثل عمرك - وكذلك بقية الأعراض التي ذكرتَها - هي غالبًا ناتجة من قلق نفسي، اضطرابات النوم دليل قاطع على أن هنالك شيئا شغلك، أن مستوى القلق لديك مرتفع، وربما تكون هنالك أسباب لهذه التوترات، أو قد لا تكون هنالك أسباب.
عمومًا نحن ننصح في مثل حالتك هذه بإجراء فحوصات طبية، لأن التأكد من الصحة الجسدية أيضًا أمر ضروري جدًّا، أنا لا أتوقع أنه لديك مرض عضوي، لكن التأكيد القاطع يتم من خلال إجراء الفحوصات.
أولاً: يجب أنتفحص الدم لمعرفة قوة الدم، أي نسبة الهيموجلوبين لديك، لأن فقر الدم أيضًا قد يؤدي إلى ضعف التركيز، وقد يؤدي إلى كل الأعراض التي ذكرتها.
لا بد أن نعرف مستوى ووظيفة الغدة الدرقية: هل تعمل حسب ما هو مطلوب؟ أم أن هنالك زيادة في الإفراز، لأن زيادة الإفراز في الغدة الدرقية قد تؤدي إلى الرجفة في اليدين أو في يدٍ واحدة، قد تؤدي إلى اضطراب النوم، وقد تؤدي إلى تشتت الانتباه.
قطعًا الفحص يجب أن يشمل وظائف الكلى، ووظائف الكبد، ومستوى السكر، ومستوى الدهنيات، ومستوى فيتامين (ب12)، ومستوى فيتامين (د).
إذًا اذهب إلى الطبيب - طبيب الأسرة أو الطبيب الباطني أو أي طبيب تثق فيه - ليقوم بفحصك، وكذلك إجراء الفحوصات المختبرية التي ذكرناها لك.
أتمنى أن الفحوصات كلها تكون سليمة، وإذا كان هنالك نقص في أي شيء سيقوم الطبيب بإعطائك العلاج، مثلاً إذا كان هناك نقص في فيتامين (ب12) لابد أن تأخذ علاجًا تعويضيًا، أو هناك نقص في فيتامين (د) لا بد أن تتناول تعويضًا له، أو إذا كان هناك فقر دم، هذا أيضًا سيُعالج، والغدة الدرقية أيضًا إذا كان هنالك نشاط زائد سيحولك الطبيب إلى طبيب الغدد الصماء ليقوم بإجراء اللازم حيالك.
بعد أن نتأكد من الصحة الجسدية: إذا اتضح أن الأمر نفسي مائة بالمائة - أي أنه ناتج من القلق - ففي هذه الحالة أقول لك: حاول أن تُعبّر عن نفسك، ولا تكتم، لأن الكتمان يؤدي إلى توترات نفسية. حاول أن تمارس الرياضة مرة أخرى، الرياضة تُحسّن التركيز بصورة ممتازة.
نظم وقتك بحيث تنام نومًا مبكّرًا، لأن هذا يُساعد على التركيز، ويزيل الإجهاد النفسي والإجهاد الجسدي، ويعطي الفرصة للاستيقاظ المبكر، ويمكنك بعد أن تصلي الفجر تدرس لمدة ساعة قبل أن تذهب إلى الجامعة أو إلى فصلك الدراسي، لأن المذاكرة الصباحية درجة الاستيعاب فيها عالية جدًّا.
تلاوة القرآن أيضًا بتدبّر وبتأمُّل تُحسِّن التركيز كثيرًا.
وتكون شخصًا متفائلاً، تتواصل اجتماعيًا، ترفّه عن نفسك بما هو طيب وجميل، وقد تحتاج لعلاج بسيط للقلق، إذا اتضح أن الأمر أمر قلقي، عقار مثل (دوجماتيل) والذي يُسمّى علميًا (سولبريد) بجرعة خمسين مليجرامًا لمدة شهرين سيكون كافيًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.