أفكار سلبية غيرت حياتي، فما الحل؟
2020-09-16 01:55:14 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا عمري 17 سنة، انقلبت حياتي رأسا على عقب قبل بضعة أسابيع، أثناء فترة التحضير للامتحان، ففي ليلة أصابتني حالة غريبة، أحسست فيها أني سأموت بسبب تسارع دقات قلبي، بعد أيام عملت تخطيط القلب، وكانت النتيجة جيدة، وقد تكررت هذه الحالة مرات عدة، لكن بدرجة حدة أقل.
الآن وبعد اجتياز الامتحان النهائي انهالت علي مجموعة من الأفكار السلبية، حيث أصبحت أخاف من فقدان عقلي والإصابة بالجنون، كما أني أفكر في كوني مصاب بمرض ما، وهذه الأفكار للأسف تحبطني وتجعلني أفكر في التخلي عن دراستي الجامعية.
في هذه الأيام أصبحت مهووسا أيضا بكوني محسودا، لكني ذهبت إلى راق شرعي، وبعد تلاوته لمجموعة من الآيات والأحاديث أخبرني بأني لا أعاني من مرض روحي، لكون تأثري لم يكن كبيرا، أحسست لفترة بخفقان في القلب ورغبة في التوقف، لكن سرعان ما زالت.
من فضلكم أنا مرتبك وخائف حاليا، هل هناك علاج وحل لهذه المشكلة؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت أصبت بنوبة هلع واضحة، وبعد ذلك تكررت هذه النوبات، وأصبت أيضًا بأعراض قلق وتوتر، وهي دائمًا أعراض مُصاحبة لنوبات الهلع، ونوبات الهلع طبعًا حالة نفسية من حالات اضطرابات القلق، ولذلك الفحوصات تكون سليمة طبعًا، بالرغم من حدوث أعراض جسدية وبدنية عند الإنسان، لكن هذه الأعراض هي أعراض للقلق وللتوتر، ونوبات الهلع يحصل فيها قلق وتوتر في شكل نوبة وخوف شديد من الموت أو خوف من فقدان العقل، وهكذا، وهذا ما حصل معك أخي الكريم.
الحمد لله تحسَّنت بدرجة ملحوظة الآن، وأرى أنك لا تحتاج لعلاج دوائي في الوقت الحاضر، تحتاج فقط لعلاج نفسي، علاج نفسي يُساعد على الاسترخاء، ولعلّ بعض الأشياء يمكن أن تفعلها بنفسك تكون كافية ومساعدة، مثل ممارسة الرياضة، رياضة يوميًا، رياضة المشي، فهي تؤدي إلى الاسترخاء. أيضًا الاسترخاء عن طريق شد وقبض مجموعة من عضلات الجسم، ثم إرخائها بعد ذلك، أو الاسترخاء عن طريق التنفُّس، وذلك بأخذ نفس عميق وإخراج هذا النفس، وتكرار ذلك خمس مرات، وتكرار هذا التمرين عدة مرات في اليوم، أيضًا هذا يؤدي إلى الاسترخاء.
الانشغال بأشياء مفيدة، روتين يومي في المنزل، طالما الآن أنت في إجازة، تواصل مع أصدقائك وإن كان عن طريق وسائل الاتصال الحديثة، مثل الواتساب والفيسبوك وغير ذلك من وسائل الاتصال، فهذا أيضًا يزيد من الاسترخاء واستعادة ثقتك بنفسك.
وطبعًا أنصح بالمواظبة على الصلاة، والدعاء، وقراءة القرآن، فكل هذه الأمور تؤدي إلى الطمأنينة والسكينة، وإذا حصلت الطمأنينة والسكينة فسوف يزول التوتر ونوبات الهلع -بإذن الله-.
إذا هذه الأشياء قضت على هذه النوبات ورجعت إلى طبيعتك فبها ونعمت، وإلَّا فيمكنك التواصل مع معالج نفسي لإعطائك جلسات علاج سلوكي معرفي أسبوعيًّا أيضًا، وإذا كل هذه الأشياء لم تنجح – وإن شاء الله حسب ما ذكرته في الاستشارة سوف تنجح، ولا تحتاج إلى أدوية – إذا لم تنجح هذه الأشياء ولم تُجدي نفعًا – لا سمح الله – فيمكنك تناول دواء عن طريق طبيب نفسي، ولكن في الوقت أنا لا أرى ضرورة لذلك.
وفقك الله وسدد خطاك.