هل تنصحوني بالعلاج الدوائي أم الرقية؟
2020-09-17 05:11:40 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
اكتشفت أن مرضي روحي وليس نفسي، فهل أترك الدواء النفسي وأذهب للرقاة وأتعالج عندهم إن شاء الله أم آخذ الاثنين؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:
لم تخبرنا كيف اكتشفت أن مرضك روحي وليس نفسيا، فالمسألة ليست حدسا ولا ظنا بل قد يكون نتج ذلك عن كرهك لاستعمال الدواء كونه متعب في الغاية.
ليس كل الأمراض روحية، بل هنالك أمراض نفسية، وعلاجها عبر العقاقير فيه نفع بإذن الله تعالى إن اتبع المريض تعليمات الطبيب ولم يوقف أو يقلل الجرعة بنفسه.
الأمراض النفسية يمكن معالجتها بالقرآن والأدعية المأثورة إن اتبع المريض التوجيهات، وطبقها حرفيا، ولم يتهاون بذلك، والذي أنصحك به أن تبحث عن راق أمين وثقة وتجعله يستكشف حالتك من خلال الرقية، فإن كان مرضك روحيا كما تقول فيمكنك أن تبدأ بجلسات الرقية الشرعية، لكني لا أنصحك بترك العلاج الذي وصفه لك الطبيب، إلا إن شعرت بتحسن بنسبة تصل إلى سبعين بالمائة، ففي هذه الحال يمكنك ترك استخدام الدواء، لأنه تبين بما لا مجال فيه للشك أن مرضك روحيا كأن يكون عينا أو حسدا .... إلخ.
أوصيك بأداء ما افترض الله عليك، وخاصة الصلاة، فأدها في أوقاتها مع المسلمين في جماعة، وأن تكثر من تلاوة القرآن الكريم واستماعه، وتحافظ على أذكار اليوم والليلة، فذلك سيجلب لنفسك الراحة والطمأنينة.
اجتهد في تقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح، فذلك من أسباب جلب الحياة الطيبة كما قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
اجتهد في تناسي ما تعانيه، ولا تجعل عقلك يتشبع بهذه المعاناة، فإن لذلك آثارا سيئة منها تعميق الحالة النفسية.
اشغل نفسك في الأعمال النافعة، ومارس الرياضة بشكل منتظم، وقلل من المنبهات، وابتعد عن الاختلاء بنفسك.
تضرع بالداء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وسل ربك أن يشفيك، وأن يرفع عنك ما تجد، وأكثر من دعاء ذي النون (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَاْنَكَ إِنِّيْ كُنْتُ مِنَ الْظَّاْلِمِيْنَ) فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).
الزم الاستغفار، وأكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب، ففي الحديث: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).
نسعد بتواصلك، ونسأل الله لك الشفاء العاجل.