أجريت عملية فتق وحدثت لدي نوبات هلع
2020-10-11 09:05:20 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي العاملين في هذا الموقع المتميز الذي يقدم خدمة مجانية إنسانية، وفقكم الله وسدد خطاكم.
حالتي بدأت في عام 2009م، بعد أن أجريت عملية فتق، حدثت لدي نوبات هلع، بسبب خوفي من العملية، وأصبح لدي اكتئاب ونوبات هلع.
ذهبت إلى طبيب نفسي وأعطاني علاجاً وهو(كبسول تركيب)، وبعد ثلاثة أشهر من العلاج شفيت من هذه الحالة، والحمد لله.
في نهاية عام 2016م، عادت إلي نفس أعراض الحالة الأولى، مع ظهور طعم غريب في فمي، وبعدها بثلاثة شهور أيضاً شفيت منها، والحمد لله بدون أي علاج، والآن بعد أن أصبت بوباء كورونا، وما نشر عنه أنه مرض خطير، والحمد لله شفيت منه، ولم يحدث لدي نقص أكسجين، فقط سخونة، وفقدان حاسة الشم والتذوق.
علماً بأني مدخن، ولكن عادت إلي نوبات الهلع والاكتئاب بعد الإصابة، ووجود صوت في أذني كصوت الهسهسة، وطعم غريب في نهاية لساني، وعندما آكل أي شيء حلو يحدث لدي خفقان.
علماً بأن مستوى السكر لدي 95، ومستوى السكر التراكمي 4.16%، وذهب إلى عدة أطباء وأجريت كل التحاليل، وكانت كلها سليمة، والحمد لله.
عملت أشعة وكانت فقط التهاب قصبات بسيط بسبب التدخين، وأخذت علاجاً، ولكن لم أتحسن، وقالوا لي: إن حالتك نفسية وليست جسدية، وبعدها ذهبت إلى طبيبة نفسية، ووصفت لي علاج تركيب، ومع مقويات من فيتامين B12 واوميغا 3، ولم أشعر بتحسن حالتي.
علماً بأنه صار على إصاباتي شهران، هل ما أعاني منه حالة نفسية أم جسدية؟ أرجو أن تفيدوني؟
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ثامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأشكرك كثيرًا على كلماتك الطيبة في حق هذا الموقع، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعًا.
أخي: بعد اطلاعي على تفاصيل رسالتك فإن الحالة التي لديك هي ظاهرة، في المقام الأول هي نفسية، يظهر أنك رجل حسّاس بعض الشيء، ولديك درجة من القلق الداخلي المقنّع، ويُعرف أن هذا القلق قد يظهر في شكل مخاوف عند أي نوع من الضغوطات الحياتية.
كما تفضلتَ: تخوفك من العملية حتى وإن كانت بسيطة، ثم بعد ذلك أتت جائحة الكورونا، والحمد لله تعالى كتب الله لك الشفاء التام، أسأل الله تعالى أن يُديم عليك الصحة والعافية وعلينا جميعًا. ويُعرف أن هذه الالتهابات الفيروسية كثيرًا ما تؤدي في بعض الأحيان إلى نوع من الحالة النفسية التي تتميّز بوجود القلق والتوتر، وربما شيء من عُسر المزاج، أو درجة بسيطة من الاكتئاب.
هذا يحدث – أخي الكريم – بعد انتهاء الالتهابات الفيروسية، وقد شاهدنا الآن كثير من حالات الكورونا، بعد أن يتم الشفاء وبدلاً من أن يكون الإنسان مسرورًا وفرحًا بهذا الأمر تجد البعض يُصاب بقلق وبمخاوف وشيء من الوسوسة، وهذه هي طبيعة هذه الالتهابات الفيروسية.
الحمد لله أنا أرى أن أمورك بخير، عليك – يا أخي - بأن تكون إيجابيًّا في تفكيرك، في دافعيتك، في درجة توكُّلك، وتعيش حياة صحية، هذا هو المطلوب منك. الحياة الصحية تتطلب ممارسة الرياضة، وتتطلب تنظيم الوقت، والتنظيم الغذائي، والنوم الليلي المبكّر، المؤانسة والتواصل الاجتماعي الإيجابي مع الأسرة، أو مع الأصدقاء، الصلاة في وقتها، الدعاء، الذكر، الورد القرآني، صلة الرحم.
هذه كلها تُطوّر الصحة النفسية عند الإنسان، ونحن لا نريد للناس ألَّا يكونوا مكتئبين أو قلقين فقط، إنما نريد لهم أن يتمتّعوا بالصحة النفسية الإيجابية، أن يكونوا في أفضل حال، من حيث راحة البال، ومن حيث الإنتاجية، ومن حيث التدبُّر والتأمُّل الإيجابي، والمشاركات الاجتماعية، تنمية الذات، تطوير النفس، هذا كلّه هو الذي نريده للإنسان، ومن خلال ذلك إن شاء الله تعالى تصل لهذه الغايات.
إذًا ركّز على تنظيم الوقت، وركز على الرياضة على وجه الخصوص، فيها تقوية كثيرة جدًّا للدوافع الإيجابية في النفس.
الآن هنالك دراسات غربية – وليست من الدول الإسلامية – أثبتت تمامًا أن ممارسة الرياضة بانتظام مع الصيام المتقطع – والذي أحسبُ عندنا كمسلمين يمكن أن يكون الاثنين والخميس، أو أحد هذه الأيام فقط، أو الأيام البيض – كل هذا شيء طيب، وجد أن هذا النوع من الصيام المتقطع - سمُّوه (Intermittent fasting) - فوجد أن هذا الصيام المتقطع وممارسة الرياضة تُحرّك الكيميائيات الإيجابية في الدماغ، أو ما تُسمَّى بالموصِّلات العصبية التي تُحرّك الفكر الإيجابي، والتفاعل الإيجابي، والوجدان الإيجابي.
أخي الكريم: احرص على كل هذا.
بالنسبة للأدوية: أنت ذكرت أنه قد أُعطي لك تركيب، لم تذكر لي اسم هذا الدواء، لكن أنا أقول لك: هنالك دواء واحد يُسمَّى (سبرالكس) واسمه العلمي (استالوبرام) دواء رائع، ممتاز، سليم، وبعد أن تعرف هذه التركيبة تواصل مع الطبيب، ويمكن أن تشرح له مقترحنا، أن السبرالكس أفضل لك، والجرعة المطلوبة في حالتك صغيرة جدًّا، تبدأ بنصف حبة – أي خمسة مليجرام من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تتناولها يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.