الخوف من حضور الولائم بسبب حادثة اختناق فيها
2005-11-27 11:40:50 | إسلام ويب
السؤال:
بدأت هذه المشكلة من 10 سنوات تقريباً، في وجبة عشاء كادت أن تقف اللقمة في حلقي وشربت ماء حتى ذهبت، من بعدها وأنا أتهرب من المناسبات التي فيها أكل خوفاً من تكرار ما حدث، ذهبت إلى الدكتور وقال أنه نوع من الرهاب الاجتماعي، وأعطاني حبوب بروزاك حبة يومياً وزاناكس عند اللزوم، وشعرت بتحسن، كيف أقضي على هذه الوساوس؟ وهل هي من الشيطان؟ وكم أستمر على العلاج؟ وما هي أفضل طريقة للقضاء على الرهاب؟
مع العلم أنني ذهبت إلى كذا مناسبة ولم يحدث شيء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
ما وصفته من حالاتٍ من الخوف تنتابك، وقد كان بدايتها الحادث الذي حدث لك أثناء وجبة العشاء، هي بالفعل نوع من أنواع الرهاب الاجتماعي كما ذكر لك الطبيب الموقر، ويُعرف عن الرهاب الاجتماعي أنه دائماً يبدأ بعد أن يكون الإنسان قد تعرض لحدثٍ ما في حياته مهما كان بسيطاً كما حدث لك.
أؤكد لك يا أخي أن لا علاقة للشيطان مطلقاً بالرهاب الاجتماعي، فهو حالة نفسية يُعرف عنها أنها تحدث للأشخاص الذين لديهم الاستعداد النفسي والجيني لذلك، ثم بعد ذلك تكون هنالك نوع من العوامل المهيأة، أي الأحداث الحياتية مثل الذي حدث لك، وتتفاعل الأسباب المرسبة مع الأسباب المهيأة، وتؤدي إلى حدوث الخوف أو الرهاب الاجتماعي.
أما بالنسبة لمدة العلاج، فهي تتفاوت من شخصٍ إلى شخص، فالأشخاص الذين يكونون حريصين على المواجهة وعدم تجنب المواقف التي يُصابون فيها بالرهاب الاجتماعي تكون مدة العلاج فيهم ليست بالطويلة، وتتراوح ما بين ستة إلى تسعة أشهر، أما الأشخاص الذين لا يلتزمون بالبرامج السلوكية، ولا يلتزمون أيضاً بتناول العلاج فمن المؤكد أن مدة العلاج ستكون أطول.
أفضل الطرق للقضاء على الرهاب هي دائماً أن تبني صورة سلوكية في داخل تفكيرك تقوم هذه الصورة على أن الرهاب من العادات السلوكية المكتسبة، وأنه ليس بأمرٍ حقيقي، أي بمعنى أن الخوف لا مبرر له، وأن التخوف الذي يُصيب الإنسان بأنه سوف يسقط أو يفشل أمام الآخرين ليس هو شعور حقيقي، ومن الطرق الضرورية جداً هي دائماً أن لا يبتعد الإنسان عن مصادر خوفه، إنما تكون له قوة الإرادة التي تدفعه للمواجهة والاقتحام المستمر، كما أن توسيع الشبكة الاجتماعية والتواصل والرياضة الجماعية، وكذلك حضور النشاطات الاجتماعية وحلقات التلاوة والذكر هي أيضاً تمثل نوع من التواصل الاجتماعي الذي يؤدي إلى اختفاء الرهاب الاجتماعي.
الحمد لله، توجد الآن أدوية فعالة وممتازة، وهذه الأدوية تُساعد في علاج الرهاب الاجتماعي، وهي تعمل على تنظيم بعض المواد الكيميائية بالدماغ، والتي يُعتقد أن الرهاب الاجتماعي ينتج من عدم التنظيم في إفراز هذه المواد.
بالنسبة للعلاج الذي تتناوله أنت وهو البروزاك، يُعد من الأدوية المناسبة، ولكن دائماً ننصح أن تكون الجرعة 40 مليجراما، أي كبسولتين في اليوم، لمدةٍ لا تقل عن ستة أشهر، بعدها يمكنك أن تخفض الجرعة إلى كبسولةٍ واحدة.
الزاناكس يُفيد في الحالات العاجلة، وبصفةٍ مؤقتة، ويمكن استعماله عند الضرورة، ولابد من الحذر في أن الزاناكس بالرغم من أنه من الأدوية اللطيفة جداً إلا أنه يمكن أن يأسر الإنسان، حيث أنه يُعتبر من الأدوية الإدمانية.
وختاماً: أرجو المحافظة على علاجك، وتطبيق التمارين السلوكية التي تقوم على المواجهة وعدم التجنب لمصدر الرهاب والخوف، وستجد أنك إن شاء الله قد تخلصت من هذه العلة.
وبالله التوفيق.