أعاني من وسواس الخوف من الموت، ساعدوني.

2020-10-29 02:21:39 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
انا مغترب عايش خارج مصر واسرتي موجوده في مصر لاانزل الا اجازات كل سنه وانا الحمد لله ملتزم بالصلاة وبفروض ربنا ومؤمن بالله بس المشكله اني دائما لدي خوف من الموت وخاصة في فترة الليل واصبح لدي رعب من الاحلام وكل حلم سواء مزعج او غير مزعج ابحث عن تفسير سلبي له وخاصة لو تكرر الحلم ويصبح لدي حالة من الخوف من الموت وكلما اسمع عن وفاة شاب تزداد المخاوف لدي وتستمر الحالة معي لبعض الوقت واحيانا اكون طبيعي ولا يوجد شيء لمدة مثلا اسبوع ولكن سرعان ماتعود الحالة مره اخري وغالبا الاحلام المزعجة لاتأتي لي الا عندما افكر في الموت قبل النوم مباشرة فاصبح لدي خوف من الموت ومن الامراض و من الاحلام حتى اذا جاء لي دور انفلونزا اخاف اخذ الدوا حتى البنادول احسن يجيني مضاعفات من الدواء واموت ارجوا المساعدة لانها اصبحت تؤثر على حياتي طوال الوقت مع العلم اني ذهبت لطبيب صديق ولكن ليس نفسي ووصف لي دوا انتابرو ولكن اخذت اول حباية حدثت لي عثيان ودوخة وهبوط فعندما رجعت له نصحني بعدم اخذه مره اخري انا بحب ربنا ومؤمن بالله وبقدره وعندي امل بس المشكله اني مش عارف اتخلص من الوسواس ده ساعات اقدر اتغلب عليه وامارس حياتي الطبيعية وساعات كتير مش بقدر وبتحول لحالة تفكير وزهق وعزله لدرجة اني مقلع عن التدخين من اكتر من 9 سنوات والان من كثرة الزهق والقلق عاد الى فكرة التدخين مره اخري ولكني بقاوم هذه الفكره انا كل مافتح الانترنت واعرف ان فيه حالات كتير زيي بتطمن بس للاسف برجع تاني للحالة

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mtt حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

قلق المخاوف – أيًّا كان نوعه – من الحالات المنتشرة، والآن قضية الخوف من الموت أصبح هاجسًا لكثير من الناس، لأن موت الفجاءة قد كثر، والأمراض قد كثرت، وحتى قيمة الإنسان نفسه هبطتْ، لذا أصبح الناس يخافون من الموت.

من المنظور النفسي – أخي الكريم – أن الخوف من الموت يولِّد المزيد من الخوف، والخوف المرضي من الموت مرفوض، الموت أمرٌ لا جدال حوله ولا نقاش حوله، {إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر}، والإنسان يجب أن يخاف من الموت الخوف الشرعي (الخوف المحمود)، وأقصد بذلك الخوف الذي يجعل الإنسان لا ينغمس في الحرام وارتكاب الآثام ويكون دائمًا في معية ربه، ولا يكون في غفلة وبُعدٍ عن أداء ما عليه فروض وواجبات، هنا -يا أخي الكريم-: يتحول الخوف إلى اطمئنان، لأن الإنسان يكون مستعدًّا للقاء ربه، ومن أحب لقاء ربه أحب الله لقائه.

وفي ذات الوقت – أخي – الإنسان يعيش الحياة بقوة وبأملٍ وبرجاء، وتعيش حياة صحيّة: تمارس الرياضة، الطعام المتوازن، تجنب السهر، هذه كلها تجعلك تحسّ بأنك تتمتّع بصحة جيدة، وسوف تنظر لقضية الموت بإيجابية جدًّا، وليس بالصورة السلبية التي تُخيفك.

أخي الكريم: الأذكار مهمّة جدًّا لطرد هذا النوع من المخاوف، مثلاً عندما تريد النوم تقول: (اللهم إني وضعتُ بك جنبي وبك أرفعه، اللهم إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظُ به عبادك الصالحين)، ما أجمل هذا الدعاء العظيم، مجرد مثل هذه الأذكار أيضًا تبعث طمأنينة كبيرة في نفس الإنسان، و-الحمد لله- أنت رجل حريص على صلاتك وعلى كل ما يتعلق بدينك، هذا قطعًا أمرٌ طيب، وأسأل الله تعالى أن يزيدك في هذا السياق.

قضية الأحلام – أخي الكريم – يجب أن تتعامل معها تعاملاً منطقيًّا ونفسيًّا وشرعيًّا، هذه الأحلام أصلاً هي دليل على القلق، على التوتر، على الطاقات النفسية المكبوتة، أرجو ألَّا تُفسِّرْها، تجاهلها تمامًا، واسأل الله تعالى خيرها، واسأل الله تعالى أن يجنبك شرَّها، ولا تحكيها، وحين يأتيك هذا الحلم الذي يُزعجك أتفل على شقك الأيسر ثلاثًا وتعوذ بالله من الشيطان ومن شرِّ هذه الأحلام، وأكثر من الاستغفار، والأمر هنا يكون انتهى تمامًا.

كما أني أنصحك ألَّا تتناول أطعمة ليلاً في وقت متأخر، ولا تكون الأطعمة دسمة، الطعام الدسم المتأخر في الليل يؤدي إلى الكثير من الاضطرابات، خاصة استجلاب هذه الأحلام المزعجة، فأرجو أن تتعامل معها بهذه الكيفية.

وأريدك – يا أخي – أن تمارس الرياضة، الرياضة تقوي النفوس، وتقوي الأجسام، تجعلك تحس حقيقة بأنك تستمتع بصحتك النفسية والجسدية، وأيضًا تُساعدك على النوم الصحيح، تجنب أيضًا الإكثار من شُرب الشاي والقهوة – وغيرها من محتويات الكافيين – في فترات المساء، وطبِّق تمارين استرخاء، تفيدك، تمارين التنفس المتدرجة، توجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية هذه التمارين، وحاول أن تتخلص من الفراغ: القراءة، الإطلاع، العبادة، التواصل الاجتماعي، التواصل مع أسرتك، هذا كله فيه خير وخير كبير لك جدًّا.

أخي: لماذا لا تدخل في مشروع حياتي بسيط، يقتل الوقت، ويجعلك تستثمره بصورة جيدة، هذا المشروع هو أن تبدأ في حفظ أجزاء من القرآن مثلاً، فيه خير كثير لك.

الدواء الذي وصفه لك الطبيب – وهو الانتابرو – دواء جيد، لكنه لم يناسبك، أنا سأصف لك دواء آخر بسيطا جدًّا يُعرف باسم (سيرترالين)، ويُسمّى تجاريًا (زولفت) أو (لوسترال) وربما تجده تحت مسميات تجارية أخرى، تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة واحدة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

وللفائدة راجع: (2181620 - 2250245 - 2353544 - 2419484).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net