كيف أقنع والديّ بعدم ظهور أمي أمام غير المحارم من أقاربي؟
2020-11-02 02:02:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
كيف أنصح أمي أنه لا يجوز لإبن عمتي وعمي (زوج عمتي) أن يظهروا على أمي، ويأكلوا سويا حتى لو كان والدي موجودا؛ لأنه على حد علمي أن الشرع حرم هذا، حتى لو لم يكن هناك محرم، إلا إذا كان عندي نقص في المعلومات.
هذه المشكلة أنها عادة بالنسبة لأسرتنا، وهذا عادة خطيرة جداً حتى لو كان هناك صفاء وحسن نية، نحن لا نتعامل مع المشاعر، وصفاء القلوب، نحن نتعامل مع الله الذي يعرف سبحانه الخير للبشرية، ما هي الإرشادات؟ وكيف أستطيع أن أقنع والدي أيضا بدون جدال؟
المشكلة أني أعيش بعيدا عنهم منذ سنوات، وأني أحزن من ناحية أنهم بعيدون عني.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ داود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك أخي الكريم في موقعنا، ونسأل الله أن يثبتك على الحق، وأن يجعلك هاديا مهديا، والجواب على ما ذكرت :
- فأول وسيلة لإقناع الوالدين أنه ينبغي معرفة الحكم الشرعي بأن المرأة لا يجوز لها أن تظهر أمام الرجال الأجانب من غير المحارم؛ لأن هذا يؤدي إلى النظر المحرم، وإلى الوقوع في الفتنة، وحتى يرى منها محاسنها، وقد تضحك أمامه فيكون خضوعا منها بالقول، وهذا لا يجوز، وقد تقع أمور منكرة،، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إياكم والدخول على النساء، قيل: يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟ قال: "الحمو الموت". متفق عليه.
والحمو هو أخو الزوج، أو قريبه، كابن العم، ونحوه، قال ابن الأعرابي: هي كلمة تقولها العرب مثلًا، كما تقول: الأسد الموت، أي: لقاؤه فيه الموت، والمعنى: احذروه كما تحذرون الموت، وقال النووي - رحمه الله-: وإنما المراد أن الخلوة بقريب الزوج، أكثر من الخلوة بغيره، والشر يتوقع منه أكثر من غيره، والفتنة به أمكن؛ لتمكنه من الوصول إلى المرأة، والخلوة بها من غير نكير عليه، بخلاف الأجنبي.
- ومن وسائل الإقناع الحوار الهادئ معهما، وبيان طبيعة علاقة المرأة بالرجال الأجانب.
- ومن وسائل الإقناع الصبر والتأني والتدرج في النصح، والدعاء في ظهر الغيب بأن يريهم الله الحق ويرزقهم اتباعه.
- ومن وسائل الإقناع أن النوايا لا نطلع عليها وإنما نحن متعبدون بإتباع الشرع، فإذا نهانا عن شيء وجب علينا تركه، وقد نزلت الشريعة على أحسن الناس في النوايا، وأفضلهم ومن خيرة عباد الله الصالحين بعد الأنبياء الصحابة رضي الله عنهم، ومع هذا عملوا بما نهوا عنه، من غير تردد أو احتجاج بصلاح النية.
وفقك الله لمرضاته.