أعاني من الاكتئاب والقولون العصبي، مما سبب لي مرضا نفسيا.

2020-11-02 23:39:14 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم..

أتوجه بعميق الشكر لكل الطاقم القائم على هذا الموقع، وجميع الدكاترة المحترمين على جدية تعاملهم مع تساؤلات الناس رغم تنوعها، والشكر قليل جدا في حقكم، ولكم الأجر بإذن الله تعالى.

متزوج، وعندي طفلان، أعاني من الاكتئاب عام 2018 بسبب أنني غيرت عملي، ولم أرتح فيه، فندمت ندما شديدا حتى مرضت بمرض نفسي وقولون، واكتشفت أنني أعاني من عين، ونبض في المعدة، وبدأت أتداوى، ورجعت إلى عملي السابق، مع المدة تحسنت حالتي، وبدأت أشعر أني شفيت تماما والحمد لله، فغيرت عملي لأنه لم يبق به عمل، فتفاجأت بنفس الأعراض السابقة، أصبحت عصبيا، كالمجنون أبكي، اكتأبت، مع العلم أن هذا العمل الجديد فيه ضغوط ومشقة في العمل، أعمل ساعات أكثر من السابق، والآن أنا منهك نفسيا، ولا أذهب للعمل، فبدأت أخاف من كثرة العمل ولا أقبله تماما، فما الحل؟

أرجوكم أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العالي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هناك مساحة من ضغوط العمل يجب أن يتصدى لها الشباب ويتقبلها خصوصا مع قلة فرص العمل، ومع زيادة المعروض من طالبي العمل، وحتى لو زادت ساعات العمل أو انخفض الأجر قليلا يجب أن نتقبل ذلك، مع تفهم مقولة أن العمل الذي تضجر منه يتمناه غيرك، والراتب الأقل مع ساعات عمل زائدة أمنية كبرى لغيرك.

ومن خلال العمل ( المرهق ) قد تتولد فرصة أفضل، سواء في المؤسسة التي تعمل بها، أو مؤسسة أخرى، والمهم أن تجتهد في العمل الحالي ولا تستسلم للضغوط حتى لا تفقد كل شيء.

ومن الواضح أن هناك اضطرابا ما في الهرمونات الموصلة للإشارات العصبية ( هرمون سيروتونين وهرمون دوبامين )، وهذه الهرمونات مسؤولة عن حالة الانسجام والتوافق النفسي العصبي، وهذه الحالة تؤثر في القولون وتؤدي إلى تقلصه مع الشعور بالامتلاء والغازات، كما تؤثر في الحالة النفسية والمزاجية، واضطراب مستوى تلك الهرمونات يؤدي إلى بعض الأمراض النفسية، مثل التوتر والقلق والخوف المرضي، وحالات الهلع والوسواس والاكتئاب.

ويمكنك تناول عصير من أوراق النعناع والريحان الطازج، مع ملعقة من مسحوق الصمغ العربي وبذور الشيا، أو مع عدة قطع من لحاء أوراق نبات الصبار، ولا مانع من تحلية العصير بشيء من العسل، وسوف يساعدك في التخلص من الانتفاخ والغازات والمغص إن شاء الله.

ولا مانع من زيارة طبيب نفسية وعصبية لفهم طبيعة تلك الأمراض، وكيفية التعامل معها بمزيد من التحليل ويسمى ذلك بالعلاج المعرفي والسلوكي، ومما يساعد في رفع وضبط مستوى تلك الهرمونات بشكل طبيعي الحرص على ممارسة رياضة المشي يوميا لمدة لا تقل عن ساعة، مع أهمية غذاء الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها وبر الوالدين وصلة الرحم، وقراءة ورد من القرآن والدعاء والذكر، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية ويصلح النفس مع البدن، ومن المهم الحصول على قسط كاف من النوم ليلاً، لمدة لا تقل عن 6 - 7 ساعات، مع ساعة قيلولة ظهراً.

ولا مانع في حال اضطراب النوم وعدم أخذ قسط كاف منه؛ من تناول حبوب ميلاتونين 5 مج قبل موعد النوم بساعة، مما يساعد في النوم العميق، ويقلل من الأرق كما ان الدواء مادة طبيعية، وليست كيميائية، ولا تؤدي إلى ضرر أو مضاعفات جانبية.

والعلاج الدوائي لأمراض التوتر والقلق والخوف المرضي والاكتئاب: يكون من خلال تناول حبوب cipralex 10 mg التي تساعد في ضبط مستوى هرمون سيروتونين في الدم، وتحسن الحالة النفسية والمزاجية حيث نبدأ بجرعة 10 مج لمدة شهر، ثم جرعة 20 مج لمدة 10 شهور، ثم جرعة 10 مج مرة أخرى لمدة شهر، ثم تتوقف عن العلاج، وهناك بديل جيد، وهو كبسولات بروزاك prozac يمكنك تناول جرعة 20 مجم لمدة شهر، ثم 40 مجم لمدة 10 شهور ،ثم العودة لجرعة 20 مج لمدة شهر، ثم التوقف عن تناول تلك الأدوية.

مع الأهمية الكبرى لأخذ حقنة فيتامين D جرعة 600000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين D الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية (كبسولة واحدة أسبوعياً لمدة 12 أسبوعا)، ولا مانع من أخذ حقن فيتامين المغذية للأعصاب، والمقوية للدم B12 في العضل كل أسبوع حقنة واحدة، جرعة 1 مج عدد 6 حقن، مع ضرورة تناول كبسولة فيتامينات مثل: رويال جلي أو غيره، والحرص على التغذية الصحية الجيدة.

وفقك الله لما فيه الخير.

www.islamweb.net