هل أنتظر الذي أحبه حتى يستعد للزواج بي؟
2020-11-09 23:54:58 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة متدينة، ومن عائلة محافظة وملتزمة جداً، تعرفت على شاب من عمري على مواقع التواصل الاجتماعي، وحصل بيننا انسجام وتفاهم، وأتى وطلبني من أهلي على الهاتف، أبي لم يرفض رفضاً قاطعاً، بل كان يريد التعرف عليه وجهاً لوجه، لكن أمي لم تقبل ورفضت، ولم تعط فرصة للشاب لسببين: السبب الأول: أنه فقير، والسبب الثاني: أن لديه أخاً يصغره بـ 10 سنوات عنده إعاقة.
أنا أحببته جداً وهو كذلك، ووعدني أنه سيؤسس نفسه جيداً، ويفعل المستحيل حتى يبني الحياة التي نحبها، ولن يقطع الأمل، وقررنا أن نقطع هذه العلاقة إلى أن يكون جاهزاً ويعود ليطلب يدي مرة أخرى، وحتى يكون بيننا شيء شرعي لا يتعدى حدود الله.
أنا أدعو الله أن يجعله من نصيبي، فهل أنتظره حتى يعود أم أنسى أمره؟ علماً بأني أحبه من كل قلبي زوجاً لي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونسأل الله أن يزيدك حرصًا وخيرًا، وأن يُقدر لك الخير ثم يُرضيك به، وأن يجعل هذا الشاب من نصيبك، وأن يُعينك على كل أمرٍ يُرضيه، وأن يُصلح الأحوال، وأن يُحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.
لا شك أن مثل هذا الشاب الذي وجدتِّ فيه الخير ووجد فيك الخير، وكان الانطلاق من الدِّين، نتمنَّى ألَّا تفرطي فيه، نسأل الله أن يُعينه هو أيضًا على أن يُجهّز نفسه حتى يأتي ليُقبلَ من قِبل أهلك.
طبعًا مع احترامنا للوالدة نحن لا نؤيد السبب الذي ذكرته لرفض هذا الشاب، فإنه يصعب علينا أن نجد شابًّا ليس عنده إشكال ولا عند أهله ولا عند إخوانه ولا أخواله ولا أعمامه، فنحن بشر والنقص يُطاردُنا رجالاً ونساءً.
أيضًا هذا الذي عند أخيه من إعاقة هذا من الله تبارك وتعالى، ونحن نخوّف كل مَن يسخر من الناس أو يظنّ أنهم أقلَّ لإعاقة ليس لهم فيها نصيب، فمثل هذا السلوك خطير على الإنسان، وقد يرى مثله في مَن يُحب، لأن هذه من الأمور التي ينبغي للإنسان أن يُدرك فيها أنها قضاء لله وقدره يُقابلها بالرضا وحسن التعامل والدعاء لمن أُصيبوا بمثل هذه الإعاقات، وقد يكونون أفضل مِنَّا وأسعد في حياتهم.
أمَّا بالنسبة لمسألة الانتظار لهذا الشاب: فنحن لا نمانع من الانتظار، بشرط: إذا جاء مَن هو جادّ وجاهز ومستعد ووجدتِّ فيه الشرائط الأساسية ألَّا تتوقفي وتنتظري، يعني: انتظار بشرط، ألَّا يطرق الباب من هو أفضل، أو مَن هو جاهز، أو مَن هو أرضى لك ولوالديك.
إذًا باختصار: لا مانع من الانتظار شريطة ألَّا يكون الانتظار سبباً لفوات فرص ممتازة ومميزة بالنسبة لك، لأن هذا الشاب مع حرصه إلَّا أن القبول به فيه نوع من التردد من قِبل أسرتك، والوالد، لا ندري ماذا يحدث، والوالدة هل ستغير وجهة نظرها، لكن له أن يجتهد، وله أن يعدّ نفسه، وعليه أن يُكرر المحاولات ويطلب مساعدة من أصحاب الوجهات والفضلاء من العلماء والدعاة، ونسأل الله أن يُقدر لك وله الخير ثم يُرضيكم به. ونكرر: ألا تنتظريه إذا جاءك خاطب مناسب، وألا تضيعي عمرك لتحصيل أمر قد لا يحصل.
والله الموفق.