خطيبي يتحكم بحياتي ويمنعني من الخروج.. هل أنفصل عنه؟
2020-11-09 00:12:34 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا مخطوبة منذ 3 سنوات لشخص، يتحكم جدا في حياتي ينهى ويأمر في أصغر وأكبر التفاصيل، ويرفض عملي بأي شكل ولو في مجال نسائي، أصبحت أشعر بانعدام شخصيتي معه، فهو لا يتركني حتى لأخرج وأشتري مستلزماتي الخاصة بدافع الخوف الشديد علي، فهو يظن أن كل من حولي سيؤذونني.
ومع مرور الوقت أصبح عصبيا، وسريع الانفعال، ويجرحني بالكلام، كنت أصبر، ولكن مؤخرا أحسست بالانفجار، فأنا لا أستطيع صبرا، ولما أحاول الانفصال وقد حاولت لأكثر من مرة يرفض ويرجعني، ويصبح لطيفا، وبعدها يرجع لعاداته.
المرة الأخيرة لطلبي الانفصال نعتني بالخائنة التي حاول بناء بيت أحلامها، وهي تتركه في منتصف الطريق، وهددني بأنه سيؤذيني؛ لأنني طعنت قلبه، وأطلب الانفصال باستمرار، ولانفعاله الشديد الذي فاجأني شعرت بالخوف على نفسي وعليه من الانفعال، وكأنني سأخسره، فتراجعت عن الطلب، وأنا الآن أشعر بألم فظيع من خوف خسارته، ومن خوف عدم الاحترام ومن خوف ما ينتظرنا، ومن الخوف من كل شيء، فأصبحت أشعر بانعدام شخصيتي معه، وكأنه يريدني لا شيء، إلا أنه يعدني بتحقيق كل ما أريده بعد أن أصبح في بيته وزوجته شرعا وقانونا، ويتهمني بعدم الصبر.
أشعر بالضغط في العلاقة، أشعر بالألم، كما أني متأكدة أنه يشعر بمثل شعوري، أرجو الإفادة، كيف أتصرف لأحافظ عليه وعلى نفسي من فقدان أعصابي مجددا؟ وكيف أغير العلاقة وأقودها لبر الأمان؟
مع العلم أن ما يعطل الزواج هو الماديات، فنحن نقوم بتجهيز أنفسنا، وهو ينهي دراساته، ويبحث عن عمل.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يسر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يُقدّر لك الخير حيث كان، وأن يختار لك ما فيه صلاحُ دينك ودُنياك.
أنت قبل العقد على هذا الرجل لا تزالين أجنبية عنه، والخطبة هي مجرد وعد بالزواج، ولهذا فنصيحتُنا أولاً أن تلتزمي بالتعامل معه وفق التوجيهات الشرعية والآداب النبوية التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم، من عدم الخلوة به، وعدم وضع الحجاب أمامه، وعدم الكلام معه بكلام فيه خضوع ولين، ونحو ذلك من التوجيهات الربَّانية التي قصدتْ الشريعة من خلالها إلى حفظ المرأة وتجنيبها ما يضرُّها، وكذلك تجنيب الرجل مثل ذلك، هذا أولاً.
وأمَّا ثانيًا: فالمرأة وأولياؤها أرشدهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى اختيار الرجل حسن الدين حسن الأخلاق، حين قال عليه الصلاة والسلام: ((إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه))، فالمرأة تحتاج في زوجها أن يكون صاحب دين يمنعه من ظلم حين يبغض زوجته، وصاحب خُلق ليُعاملها بالإحسان ويُعاشرها بالمعروف.
فإذا كان خاطبُك هذا متصفًا بهذه الصفات فإنه الرجل الذي ينبغي أن تحرصي عليه، وكونه يأمر وينهى ويُريد أن يُباشر صلاحيته كرجل: هذه أمور لا تُنقص منه، ولا تسلبه صفات المدح والثناء والكمال، فالرجل قوَّامٌ على الأسرة ومأمور بأن يقوم على أسرته وعلى زوجته بما فيه الصلاح، والمرأة مأمورة بطاعة زوجها في المعروف، وعدم الخروج من بيته إلَّا بإذنه، هذا بعد أن تُصبح زوجةً له ويقوم هو بواجباته من الإنفاق.
فنرجو ألَّا تجعلي من هذه القضية سببًا للنفرة من زوجك، أمَّا إذا كان سيء الخُلق وسيوقعك في أنواع من الحرج والمشقة فأنت لا تزالين في أوَّلِ الطريق، ولك أن تتخلفي عن الوفاء بعقد الزواج؛ لأن الخطبة مجرد وعد، لكننا نرجو -إن شاء الله- إن تفهمت أنتِ الأمر على الوصف الذي ذكرناه لك من التواضع والتلطُّف بهذا الرجل وإشعاره بأنك طائعةً كما وصف الله تعالى الصالحات بأنهنَّ {قانتات} أي طائعات، فإن العلاقة بينكما ستدوم على الألفة والمحبة.
نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير، وأن يوفقك له.