هل محادثة الفتيات من الأمور المعتادة غير المحرمة؟
2020-11-09 03:17:55 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا شاب عمري 25 سنة، أصدقائي يقومون بمخالفات شرعية كثيرة، وخاصة من الناحية المتعلقة بالفتيات واستحلال التحدث إليهن وهن أجنبيات عنهم، وهم ليسوا سيئين، فهم يصلون ويصومون ويغلب عليهم الصلاح، ويفعلون ذلك وكأنه شيء عادي جدا ليس فيه شيء من الحرمانية، ومهما نصحتهم أنصحهم لوجه الله وخوفا عليهم لا يستجيبون لي، والظاهر أن هذه الأشياء معتادة، والذي لا يفعل ذلك هو غير العادي، بل في أوقات يعيبون علي عدم فعلي مثلهم، يقولون إني لا أعيش شبابي، وأنا أمقت -ولله الحمد- تلك المحادثات والضحكات -والحمد لله الذي كره لي تلك الأمور بالفطرة-.
شعور في داخلي أن ما يقومون به لن تحمد عقباه، وأن ارتباطاتهم وزيجاتهم ستكون بلا شك متأثرة بما يفعلونه الآن، أريد الخير لهم، وأنصحهم دائما ما استطعت، وهناك شيء في داخلي يقول لو التزمت ما أمر به الله، ولم أفعل فعلهم، سيبارك الله لي في زواجي وسيكرمني في النهاية، وسيعوض صبري وبعدي عن تلك الأشياء خيرا.
كثيرا ما أشعر بالوحدة، خاصة أني غير متزوج، وفي استطاعتي فعل ما يفعلونه، ولكني أكره ما حرم الله، فهل شعوري بأن الله سيرزقني بما هو أفضل وأحسن منهم فيه شيء من الحرمانية، حيث إني لا أتحكم فيما يرزقه الله لعباده، فهو يرزق كيفما شاء، أم أن تفكيري هذا عادي وهو المفترض؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يثبتك على ما أنت فيه من الخير واجتناب ما حرّم الله تعالى، ونبشرُك أولاً – أيها الحبيب – بالأجر الجزيل عند الله تعالى على صبرك هذا، فإن الصبر على اجتناب ما حرَّم الله وتنفيذ ما أمر الله هو أشرف أنواع الصبر، والله تعالى وعد الصابرين بأن يُوفِّيهم أجرهم بغير حساب، والملائكة تُسلِّمُ على المؤمنين في الجنَّة يوم القيامة قائلةً: {سلامٌ عليكم بما صبرتم فنعم عُقبى الدَّار}، هذا عن الجزاء الأخروي.
وأمَّا الجزاء الدنيوي فـ((من ترك شيئًا لله عوَّضه الله خيرًا منه))، بهذا جاء الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
فإحسانك الظنّ بالله تعالى وأنه سيعوضُك خيرًا ممَّا تركت من الحرام هو ظنٌّ في محلِّه، والله تعالى أهلٌ لكلِّ ظنٍّ جميل، وهو سبحانه يقول في الحديث القدسي: ((أنا عند ظنّ عبدي بي))، وليس في ذلك استنقاص الآخرين، مع ما تقوم به من النصح لهم وتمنّي الخير لهم، فقد وُفِّقت للقيام بحقوق إخوانك، ووفِّقت للقيام بحقوق نفسك بتجنيبها ما يُسخطُ الله تعالى.
نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.