اكتشفت خيانة زوجي وأشعر بقهر شديد.
2020-11-10 05:32:44 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا متزوجة منذ 10 سنوات، تزوجت أنا وزوجي بعد علاقة شريفة عفيفة والتي دامت لمدة سنتين، والذي جعلني أحبه دونا عن غيره، هو أخلاقه الطيبة، وأنا لم يسبق وأن تعرفت على أحد سواه.
قبل أن يعرفني كانت له علاقة مع أخرى، وأخبرني أنها فقط علاقة عابرة وليست جدية وانتهت، مؤخرا اكتشفت أنه يخونني ويتحدث مع امرأة عبر الواتس أب، ويسجل اسمها باسم رجل، وواجهته وسألته من تكون، حاول أن يجد كذبة لكنه لم يستطع، وأخبرني أنه يكلم تلك المرأة التي كان يعرفها قبل زواجنا،
وهما على اتصال منذ أكثر من أربع سنوات، وبدأ يحلف أنها هي من تتصل به، وأنه لم يحصل تواصل مباشر بينهما، وحاول إقناعي أنهما يتحدثان بشكل عادي يعني كأصدقاء، إلا أنني أخبرته أنني رأيت رسائل غرامية والتي تدل على أن ما بينهها ليس بريئا (في الحقيقة لم أر أية رسائل إلا أنني كان علي أن أتأكد إن صادقا أم كاذبا)، وبدأ يقول لي: أنه فقط كلام ليس له معنى، وأقر بذنبه وطلب مني السماح، وأن اكتشافي له أمر جيد؛ لأنه يحاول دائما التوبة ولا يفعل، وهذه هي فرصته، وطلب أن أعطيه فرصة ثانية.
للإشارة هذه المرأة متزوجة، وأنا الآن أشعر بألم كبير، أحب زوجي ولا أريد أن ينهدم بيتي ويضيع أبنائي، إلا أنني حتى وإن أقسم أنه سيقطع علاقته بها إلا أنني لا أصدقه؛ لأنني أظنه تعود عليها والمدة ليست بالقصيرة، أرجوكم أنا تعبة، ولا أستطيع النوم منذ أسبوع وهو يرى ذلك ويخبرني أنه يحبني، هل يقول ذلك شفقة أم صدقا لا أعلم، أريد نصيحتكم، وكيف أصدق أنه تاب توبة نصوحا، وكيف أخرج نفسي من هذه؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ مرام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يجلب لك السعادة والطمأنينة والاستقرار.
نشكر لك أولاً حسن العلاقة مع زوجك، ونسأل الله أن يُديم بينكما الألفة والمحبة، وأرجو أن تكوني عونًا لزوجك على قطع تلك العلاقات الآثمة، ومهما كانت درجة العلاقة فإنها في النهاية أمرٌ لا يُرضي الله تبارك وتعالى أن يحصل مثل هذا التواصل، أمَا وقد اعترف الزوج ورجع وزعم أنه توقّف فأرجو ألَّا تشغلي نفسك طويلاً، وتعوذي بالله من شيطانٍ همَّه أن يُحزن أهل الإيمان، فالشيطان يُضخم مثل هذه الأمور.
واعلمي أن عدم تصديقك للزوج أو مطاردتك للزوج أو التفتيش والتنبيش بعده؛ كلُّ ذلك يضرُّه ولا ينفعه، فكوني عونًا له على الطاعات، واحمدي الله تبارك وتعالى الذي أعانك على اكتشاف هذا الخلل كما أشار هو، وكوني عونًا له على طاعة الله، بل اقتربي منه أكثر وأكثر.
وإذا ذكَّرك الشيطان بما حصل فأيضًا توجهي إلى الله تبارك وتعالى، واعلمي أن الشيطان يحزن إذا استغفرنا، إذا ذكرنا ربَّنا، إذا سجدنا لربِّنا، فعاملي عدوّنا الشيطان بنقيض قصده.
ولا تحاولي أن تكذبي عليه، أو تنبّشي من جوّاله، فما حصل من أنك تأكدت أنه كانت هناك رسائل وأنه كذا، هذا الأمر غير صحيح، وما ينبغي أن تفكّري بالطريقة المذكورة، لأن هذا كلُّه من تخيلات الشيطان.
نحن نتفق بدايةً أن أي نوع من التواصل والعلاقات هذه لا يُقبل ولا تقبل من الناحية الشرعية، فالإنسان (الرجل) ما ينبغي أن تكون له صديقة، أو يكوّن صداقة مع امرأة إلَّا في إطار الزوجية، تكون زوجة له، أو المحرمية، كأن تكون خالة أو عمَّة أو أخت، أو نحوها من المحارم، خلاف ذلك لا يجوز أن تكون هناك علاقة بين ذكرٍ وأنثى، وإذا كان في إطار العمل فأيضًا هناك حدود وضوابط شرعية ينبغي مراعاتها.
ولذلك أرجو أن تطمئني أن الأمور طيبة طالما كانت علاقة الزوج معك جيدة، فأعينيه على الخير، واتركي التنبيش والتفتيش، وتعوذي بالله من شيطانٍ يريد أن يشوش عليك، فهمُّ الشيطان كما قلنا أن يُحزن أهل الإيمان، فنسأل الله أن يُعينك على الخير، وكوني عونًا لزوجك على تصحيح المسار، وأنتِ قادرة بإذن الله تبارك وتعالى، نسأل الله لنا ولك وله التوفيق والسداد والهداية.