محتارة بين رعاية أم زوجي وجامعتي، فما الحل؟
2020-11-12 00:08:46 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا امرأة متزوجة منذ عامين، وإلى الآن لم يرزقني الله بأطفال، ولكن الحمد لله أنا طالبة جامعية، وأنا وزوجي نسكن في منزل بعيد عن منزل أمه.
أم زوجي مريضة بالسرطان منذ شهرين، كانت ابنتها هي التي ترعاها، منذ شهر تزوجت ابنتها، فذهبت أنا مكانها وبقيت معها لمدة 15 يوما، لكن بعدها فتحت جامعتي، وكان علي العودة لمنزلي كي أكمل دراستي، وبقي مع أم زوجي زوجة ابنها الآخر، ولكن زوجي أصبح يعاتبني على ذلك، لم يعد يدعمني في شيء، وأصبح ينام كل يوم عند أمه ويتركني لوحدي في الليل في منزل بعيد، أصبحت أحس أنه لم يعد يهتم بي.
أعرف أن أمه مهمة بالنسبة له، ولكن ماذا عني؟ ما هو الحل؟
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ nadine حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك حسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يُحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.
أنت تُشكرين على المشاعر النبيلة، وعلى الثناء الحسن على زوجك، ونسأل الله أن يُديم بينكم مشاعر الألفة، ونؤكد لك أيضًا وأنت تتفقين معنا أن الزوج يمر بظروف غاية في الصعوبة، وأسعدنا أنك أشرت إلى أن والدته مهمّة، وأنت أيضًا والدتُه هي والدة لك، ينبغي أن تُشعريه أولاً أن هذه والدة الجميع، وينبغي أن يجد منك الدعم المعنوي، وأرجو أن تُكيفوا حياتكم حتى تكونوا في خدمة هذه المرأة الكبيرة، فإنها بابٌ إلى الجنة وبابٌ من أبواب الجنة لولدها، وسببٌ لسعادتك مع زوجك، بل سببٌ لأن تُرزقوا بالأبناء البررة إذا أحسنتم لهذه المرأة الكبيرة في السن وفي هذه الظروف الصعبة.
وعليه: نحن نوصيك بالتالي:
أولاً: الدعاء له ولأُمِّه ولنفسك.
ثانيًا: تقدير الظرف الذي يمرُّ به.
ثالثًا: عرض ما تستطيعين من المساعدات والقيام بخدمة هذه المرأة.
رابعًا: تكييف حياتكم حتى تُناسب الظرف الجديد الطارئ الذي حصل لوالدته.
خامسًا: أن تشجعي أيضًا اهتمامه بوالدته، هو صبر قليل بعده ستكون السعادة للجميع، لأن الرجل سيعرف قيمتك بهذه الوقفات وبهذه المشاعر النبيلة.
وأنا أعتقد أن الإنسان يستطيع أن يتكيف مع الظروف، ويستطيع أن يُدبر مع الزوج أو مع شريك الحياة الطريقة التي يمكن أن يسعدوا بها ويُسعدوا الآخرين.
وهذا الذي يحدث من زوجك منقبة له، لأن اهتمامه بوالدته دليل على الخير الذي فيه، والشرع يأمرُه بذلك، وأنت ولله الحمد تعترفين بذلك.
فتعوذي بالله من شيطان يريد أن يشوش عليك، زوجك ما تغيّر، ولكن الظروف تغيّرت، فأرجو أن تتكيفوا وتتأقلموا مع هذا الوضع الجديد، لذلك أرجو ألَّا يكون هنالك أي نوع من التصعيد أو إظهار الضجر أو الانزعاج، فمهما وجد مع والدته من إخوانه أو أخواته فإنه يعمل من أجل ما يُنجيه بين يدي الله تعالى، والبِرُّ عبادة لله، والأبناء ينبغي أن يتسابقوا في البِرّ، وأنت نرجو منك أن تكوني عونًا لزوجك على هذا البر، وستنالين الثواب والأجر على ذلك، وستجدينه في أبنائك في الدنيا وفاء وفي الآخرة أجرًا وثوابًا وبِرًّا من أبنائك بعد الممات بإذن الله.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق، ونتمنَّى أن يتحسّن الوضع لهذه الوالدة، ونسأل الله أن يُعينكم على الخير.