أخي كان شاباً له نجاحات ثم تغير كثيراً، ما الحل؟
2020-11-16 08:43:20 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
لي أخ بعمر ٢١ سنة، عندما كان بعمر ١٣ سنة عانى من الوسواس في الصلاة بشيء بسيط، حيث كان يعيد التكبير كثيراً، ويتأخر بالوضوء، وترك الدراسة.
الحمد لله أخذه والدي لطبيب نفسي وأعطاه العلاج وبتشجيع مني ومن الأهل تحسن، وأكملنا الدراسة معا إلى مرحلة الخامس إعدادي وكان بعمر ١٨ سنة، حيث بدأ يوسوس أيضاً ويقوم بتصرفات بيده غريبة.
أخذه والدي لطبيب، لا أتذكر اسم الدواء لكن بعد أخذ الدواء بدأ جسمه يتشنج ورقبته ويخرج لسانه.
بعد ذلك تركنا الدواء وبدأنا نتحدث معه، والحمد لله تحسن ورجع للدراسة لكنه رسب في مادتين، ولم يدرسهما في الدور الثاني، وأعاد السنة مرة أخرى، والسنين التالية داوم قليلاً ثم ترك، ويقول سأكمل الدراسة السنة القادمة.
قبل فترة قصيرة ذهب لمنزل فتاة قد رآها منذ فترة ويقول لوالدها أريد أن أتزوجها، وحدثت مشكلة معهم وضربوه، وتكرر الموضوع أكثر من مرة أن يذهب إليهم.
أخذه والدي لطبيب وقال الطبيب: إن حالته متقدمة، وأعطاه دواء (اولكسا) وقال: بعد شهر راجعوني.
الحمد لله، تحسن قليلاً، ونحن نراقبه إذا خرج يذهب معه أخي لا أظن أنه بوعيه عندما يذهب، فبعد العلاج ذهب مرة ثم اعتذر، وقال لم أكن بوعيي.
إن قلبي يؤلمني عليه، فقد كان مثالاً للشاب الخلوق والكل يمدحه ويحبه، هل سيشفى من هذا المرض ويرجع كما كان وأفضل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Marwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاك الله خيرًا على ثقتك في إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر أخيك هذا الذي أسأل الله له العافية.
أنت أعطيت فكرة ممتازة عن التاريخ المرضي لهذا الشاب – عافاه الله – وبالفعل الأمور بدأت في شكل وساوس قهرية وشيء من القلق، وبعد ذلك يظهر أنه بدأ يدخل في حالة ذهانية.
الدواء الذي أعطاه له الطبيب وظهرت أعراضه الجانبية في شكل تشنّجات جسدية وفي الرقبة وخروج اللسان: هذا الدواء غالبًا هو أحد مضادات الذهان، نعم هنالك بعض الأدوية التي تُسبب هذه الأعراض خاصة في صغار السنِّ من الذكور، يا ليته لو كان راجع الطبيب في ذاك الوقت ليُغيّر له هذا الدواء أو يُعطيه دواءً مضادًا للآثار الجانبية.
عمومًا هذا الشاب يحتاج بالفعل إلى رعاية نفسية، وطبعًا التصرف الغريب والغير مقبول اجتماعي وأنه ذهب لمنزل فتاة قد رآها ويقول لوالدها أنه يريد الزواج منها، هذا تصرف اجتماعي غير منضبط ولا شك في ذلك، ومثل هذه التصرفات نُشاهدها في بعض الأحيان عند مرضى الفصام، ومرض الفصام هو مرض نفسي ذهاني رئيسي.
أرجو ألَّا تنزعج لكلامي هذا، لا بد أن أملِّكُك الحقائق كما هي، وطبعًا لا أستطيع أن أصل إلى تشخيص نهائي لأنني لم أقم بالفحص على هذا الشاب – حفظه الله – لكنَّ البوادر والمدخلات التي ذكرتِها والمعلومات التي زِوّدتِنا بها تدلُّ بالفعل أنه يُعاني من مرض عقلي، مرض ذهاني، وقد أحسن الطبيب أن أعطاه عقار (اولكسا Olexa) وغالبًا هو الـ (أولانزبين olanzapine) الذي هو أحد مضادات الذهان المعروفة.
أرجو المتابعة مع الطبيب، وأرجو سؤال الطبيب عن التشخيص، هذا من حقكم، وأمر المتابعة مهمٌّ جدًّا، هذا الشاب – حفظه الله وعافاه – أصابه هذا المرض وهو في سِنٍّ صغيرة، بمعنى أنه لم يُكمل تعليمه، ولم تتطور مهاراته، ولم تصل شخصيته لمرحلة النضوج، والمرض حين يأتي في هذا العمر بالفعل له تأثيرات سلبية كثيرة على الإنسان.
لكن إذا حرصنا على العلاج مبكِّرًا، وكان هناك التزام مُطلق بتناول الدواء؛ هذا قد يُحسِّن فرصه كثيرًا، وهذا هو الذي أتمناه، وهذا هو الذي أرجوه، أن تكون هنالك متابعة مع الطبيب، أن يُعطى العلاج اللازم والمناسب.
إذا لم يكن هذا الشاب متعاونًا في تناول الحبوب هنالك إبر الآن، إبر (حقن) تُعطى أسبوعيًّا، وبعضها يُعطى كل أسبوعين، وبعضها يُعطى مرتين في الشهر، وقطعًا هي داعمة للعلاج، وتفيد بنسبة ستين إلى سبعين بالمائة.
إذًا فرص العلاج متوفرة، فأرجو أن تحرصوا على متابعته ومقابلاته مع الطبيب، وتتأكدوا أنه يتناول علاجه.
طبعًا من الناحية التأهيلية: احرصوا عليه، ووجّهوه، ولا بد أن يهتمَّ بنظافته الشخصية، نُشجّعه على ذلك، لا بد أن يقرأ، أن يحافظ على صلاته، أن يُمارس شيئًا من التمارين الرياضية، نعطيه بعض المهام في داخل المنزل، لأن التهميش أيضًا مُضرٌّ جدًّا بالصحة النفسية عند الإنسان.
هذه نصائحي، وأسأل الله له العافية والشفاء، وأشكرك كثيرًا على اهتمامك بأمره، أسأل الله أن يكتب أجرك.