أتضايق من نظرات الآخرين، فما الطريقة التي تجعلني لا أتأثر بهم؟

2020-11-18 04:18:31 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أصبت بأمراض تسببت لي بإجراء عمليات جراحية، وفي كل عملية يزال جزء مني، أصبحت أكره نفسي، ولا أحب النظر إلى المرآة، حتى الناس في الشارع لا يرحمونني بنظراتهم، ومع كل نظرة منهم أتذكر كيف كنت، وأين أصبحت، أنا الحمد لله أصلي وأقرأ القرآن، ولكن كل فترة أتضايق، وأكره نفسي لعدة أيام.

أتمنى أن تنصحني كيف أتعامل مع البشر؟ وكيف أجعلهم لا يؤثرون فيّ؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ unknown حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اضطراب تشوّه الجسم هو اضطراب يؤثر في التفكير، وقد تشعر بالحرج الشديد والخجل والقلق لدرجة تجعلك تتجنب الكثير من المواقف الاجتماعية.

وعندما تُصاب باضطراب تشوّه الجسم، فإنك تركز بشدة على مظهرك وصورة جسمك وتنظر في المرآة كثيرًا، وتسعى للاطمئنان على نفسك ساعات كثيرة كل يوم، وهذه النقائص التي تتصورها والتصرفات الكثيرة التي تقوم بها تسبب لك ضيقًا شديدًا، وتؤثر على قدرتك على العمل في حياتك اليومية.

وللتخفيف عليك من المشاعر السلبية، أنصحك باتباع الإرشادات التالية:
- تعرف على أشخاص يعانون مما تعاني منه، وتبادل معهم الأفكار، والعلاجات، وكيف يقضون وقتهم، فهذه الجماعات تسمى "جماعات داعمة" تساعدك على تكوين صداقات ومعارف وتوعية شخصية مستمرة لكل ما هو جديد في علم الطب المختص بحالتك.

- قوتك تكمن في المواجهة، عليك تحمل التعليقات والنظرات السلبية لفترة وبشيء من الصبر، بعد ذلك سوف تصبح مألوفاً للجميع، وهذا فعليا أول طريق للدمج المجتمعي، فعندما تندمج في المجتمع، بالتدريج سوف تزول جميع الحواجز النفسية بينك وبين الأشخاص، وسوف تتمتع بصحة نفسية وتتكيف بشكل أفضل.

- عندما تنظر إلى المرآة أنظر إلى الإيجابيات في شخصيتك ونقاط قوتك، وليس إلى شكلك، فالفارق في الحالتين كبير جداً.

- استبدل طريقة تفكيرك، من التفكير السلبي إلى التفكير الإيجابي الذي يكون بالبحث عن بدائل وحلول وإجراء تغييرات في الحياة اليومية، في المكان، في الأصدقاء في الهوايات، في أدوات تخفي أو تقلل من التشوهات، بمعنى آخر عليك إعادة تنظيم شؤون حياتك لتصبح أكثر تكيفاً مع حالتك.

- لا تيأس من إمكانية العلاج، فهذا الشعور بحد ذاته يمدك بطاقة إيجابية كبيرة، ويجعلك دائما تترقب حدوث شيء إيجابي في حياتك.

- تكلم إلى شخص مقرب منك، أخ، أخت، صديق، وصرح له بكل مشاعرك.

- مارس الرياضة إذا كان يمكنك ذلك، فالرياضة مهمة في حالتك؛ لأنها تقلل إلى حد كبير من مستوى التوتر والقلق.

- قوِّ إيمانك بالله، وبالقضاء والقدر، وعزز مشاعر الصبر والرضا بالقضاء، وتذكر الأجر الذي يترتب عليه من أصيب بابتلاء فصبر، وهو أجر عظيم، ومن ذلك ما رواه الترمذيُّ من حديثِ أبي هريرةَ - رضي الله عنه -: ((إذا رأى أهلُ العافيةِ ما لأهل البلاءِ من الأجرِ، تمنَّوْا لو أنَّ أجسادَهم قُرِضَتْ بالمقاريضِ))، وعَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَباحٍ، قَالَ: قَالَ لِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَلَا أُرِيَكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ فَقُلْتُ: بَلَى، قَالَ: هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّودَاءُ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِني أُصْرَعُ، وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللهَ تَعَالَى لِي، قَالَ: «إِنْ شِئْتِ صَبَرتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوتُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يُعَافِيَكِ»، فَقَالَتْ: أَصْبِرُ، فَقَالَتْ: إِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللهَ أَنْ لَا أَتَكَشَّفُ، فَدَعَا لَهَا. متفق عليه

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

www.islamweb.net